خطيب المسجد النبوي: هجرة النبي ونجاة موسى من فرعون إيضاح على العناية الألهية 

أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي المسلمين بتقوى الله قال تعالى ((وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ? وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ))، مبينًا أن التقوى هي ميزان الكرامة ومجمع الفضائل ومفتاح البركات ومطية السائلين إلى رب العالمين .

نص خطبة الجمعة من المسجد النبوي

وتابع أن هذا الشهر هو مستهل العام الهجري مبيناً قصة بدء هجرة النبي صلى الله عليه وسلم التي غيرت مجرى التأريخ، مضيفًا أن عمر بن الخطاب استشار الصحابة في التأريخ فاتفقوا على يكون مبدأه من عام الهجرة النبوية، موضحًا أن بدء التأريخ بالعام الهجري بدأ من قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة.

فضل يوم عاشوراء

وأشار خطيب المسجد النبوي إلى أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله فيه موسى، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة في هجرته وجد اليهود يصومون عاشوراء ، عن ابن عباس قال قَدِمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ، فَوَجَدَ اليَهُودَ يَصُومُونَ يَومَ عَاشُورَاءَ فَسُئِلُوا عن ذلكَ فَقالوا: هذا اليَوْمُ الذي أَظْهَرَ اللَّهُ فيه مُوسَى، وَبَنِي إسْرَائِيلَ علَى فِرْعَوْنَ، فَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا له، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: نَحْنُ أَوْلَى بمُوسَى مِنكُم فأمَرَ بصَوْمِهِ.

وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي أن ما حدث في الهجرة ونجاة موسى عليه السلام إشارة إلى حسن العقبى والتمكين في الأرض وختم فضيلته الخطبة بالإشارة إلى التشابه الحاصل بين قصة موسى عليه السلام وهجرة محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ففيهما كان طلب النجاة بالدين هي المقصد وهو ما جرت به السنن.

تشابه بين الهجرة ونجاة موسى عليه السلام

وبيّن أن في قصة ورقة بن نوفل وهجرة النبي صلى الله عليه وسلم وما ستؤول إليه الأمور، فبعد حادثة غار حراء ذهبت خَديجةُ مُصاحِبةً له صلى الله عليه وسلم إلى وَرَقةَ بنِ نَوفلٍ، وهو ابنُ عَمِّ خَديجةَ، أخو أبيها، وكان وَرَقةُ قدْ تَنصَّرَ في الجاهليَّةِ، وكان يَكتُبُ باللُّغةِ العربيَّةِ، «ويَكتُبُ مِن الإنجيلِ بالعَرَبيَّةِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكتُبَ»؛ وذلك لتَمَكُّنِه في دينِ النَّصارى ومَعرِفَتِه بكِتابِهم، وكان وَرقةُ شيْخًا كَبيرًا قدْ عَمِيَ، فقالت له خَديجةُ: يا عَمِّ، اسمَعْ مِن ابنِ أخيك، تعني: النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنَّ الأبَ الثَّالثَ لِوَرقةَ هو الأخُ للأبِ الرَّابِعِ لِرَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأخبَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خبَرَ ما رآهُ، فقال له وَرَقةُ: «هذا النَّاموسُ» أي: جبريلُ، الذي أُنزِلَ على موسى، ثم قال للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لَيْتني في مُدَّةِ النبوَّةِ -أو الدَّعوةِ- «جَذَعًا»، أي: شابًّا قويًّا، والجَذَعُ: الصَّغيرُ مِنَ البهائِمِ، ليْتَني أكونُ حَيًّا حِين يُخرِجُك قَومُك مِن مَكَّةَ، فسأله رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أَوَ مُخرجِيَّ همْ؟!» فأجابه وَرَقةُ: نعمْ؛ لم يَأتِ رَجُلٌ بما جِئتَ به مِنَ الوَحيِ إلَّا أوذِيَ وعُودِيَ؛ لأنَّه يدعو النَّاسَ إلى دينٍ جديدٍ على غيرِ ما أَلِفوه واعتادوه.

 

وبين أن في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ونجاة موسى من فرعون إيضاح من الله تعالى لمدى العناية التي حظي بها صلوات الله وسلامه عليه وأن عاقبتها التمكين في الأرض.