خطيب المسجد النبوي يحذر من 11 صفة تؤدي للتفرقة بين الأزواج والأحباء

أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان، المسلمين بتقوى الله عز وجل حق التقوى ومراقبته بالسر والنجوى.

وقال: عباد الله... إن الصلة والمودة، وحسن العشرة والمحبة، والعهد والوفاء والأخوة، عبادة وقربة وحق أوجبه الله تعالى على المسلمين، ورتب عليه الأجر والثواب، وعلى مخالفته الوزر والعقاب، بدأ ببر الوالدين، وحق الزوجين، إلى صلة الرحم والأقرباء، إلى حقوق الجيران والأصدقاء، إلى حقوق المسلمين الغرباء، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وقال صلى الله عليه وسلم : «لا يؤمن أحدكم، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، وقال صلى الله عليه وسلم: 'مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .'

خطيب المسجد النبوي

وأكمل قائلاً: وإن من أولى الناس بهذا التواد والتراحم والتعاطف هم الأقربون ومن يجمعهم رحم واحد، فقد حرص الإسلام على وحدهم وألفتهم ولم شملهم، قال تعالى: (فَـاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ والْمِسْكِينَ وابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)؛ وقال صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ).

وبيّن الشيخ البعيجان، أن الخلاف والشقاق والتنافر، والتقاطع والهجر والتدابر، والحقد والحسد والشحناء، والعداوة والبغضاء، وكل ما يوغر الصدور من ضغائن وأحقاد، يعتبر أساس الخراب والفساد، به تقطع صلة الأرحام والأقرباء، ويفرق بين الزوجين والأحباء، وتفسد مودة الإخوان، والأصدقاء والجيران، وإن ما يندى له الجبين، ويتفطر له القلب، ما يرى ويسمع من تقاطع وهجر بين أفراد الأسرة الواحدة، دخل الشيطان بينهم فشتت شملهم، وفرق وحدتهم، و«ما من ذنب أحرى أن يعجل الله العقوبة لصاحبه في الدنيا، مع ما يدخر له في الآخرة، من البغي، وقطيعة الرحم، وإن الزهد في التواصل وتجديد العهد قطيعة تفسد الألفة والمودة، وتؤثر في تربية الناشئة، فجددوا العهد عباد الله، وبادروا بالتواصل والتزاور، وترك التقاطع وأحيوا مشاعر المحبة والمودة.

أهم العفو عند المقدرة

وأوضح أن الصفح والعفو عن الناس، وكظم الغيظ وتحمل الأذى منهم، من أعظم القربات إلى الله، وأحق الناس بذلك الأقرباء، فأطنوا أنفسكم على الصفح والعفو، واحتسبوا الأجر، وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة، واتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين .

وأضاف أن الصلح خير، ومن أعظم العبادات، فكم عصم الله به من أرواح وأموال وأعراض، وكم عصم به من فتن، وكم فصل به من خصومة، وكم أنهى به من مقاطعة ومشاحنة؛ ولقد أمركم الله بإصلاح ذات البين، بإخماد نيران الفتن والخصام والمنازعات، ورأب الصدع ودفن الأحقاد والضغائن والمشاحنات، فأعظم الأجر والقربات، وأزكى الأعمال والصدقات، إصلاح ذات البين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة إصلاح ذات البين .»

إصلاح ذات البين

وأكد أن بإصلاح ذات البين تتم وحدة الأمة وتماسكها، وتصفو النفوس، ويؤلف الله بين القلوب، وبه يدفع الله عنها شر الافتراق والنزاع والتفكك، وما ينتابها من الخطوب، وبه تكون الأمة كالبنيان المرصوص، والجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .

واختتم الخطبة بقوله: اتقوا الله وأدوا الحقوق إلى أهلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء، من الشاة القرناء»؛ فحاسبوا أنفسكم عباد الله قبل أن تحاسبوا، وأبرئوا ذممكم قبل الموت، وتحللوا من أصحاب الحقوق، وردوا المظالم إلى أهلها، وآتوا كل ذي حق حقه.