خطيب عيد الفطر المبارك: الحب صمام الأمان لبني الإنسان
أدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، صلاة عيد الفطر المبارك في مسجد المشير طنطاوي بالقاهرة.
وحضر صلاة عيد الفطر المبارك، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
خطبة عيد الفطر المبارك
وقال خطيب عيد الفطر المبارك «مضت أيام شهر رمضان المعظم الحافلة بالصيام ولياليه العامرة بالتلاوة والقيام وها هي يا عباد الله شمس عيد الفطر تشرق بفضل الله علينا وتحمل ببركة الله الجائزة إلينا، ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون، فإذا شاهد العبد تمام المنة الإلهية وعظيم المنحة الصمدانية صاح بلسان وجده أبوء لك بنعمتي علي وأبوء بذنبي فاغفرلي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت».وتابع «اليوم يوم المحبة الكاملة والمودة الشاملة، يوم الوصال ويوم الاجتماع الذي ليس بعده انقطاع، يوم الحب يا عباد الله، الحب روح الوجود وإكسير القلوب صمام الأمان لبني الإنسان، الحب والجاذبية صنوان، بالجاذبية أمسك الله الأفلاك والملاك من الاصطدام والاحتراق والحب أمسك العلاقات الإنسانية من أن تستحيل إلى دماء وأشلاء، وقديما قال فلاسفة الأخلاق لو ساد الحب لا نحتاج إلى قانون ولا عدل»
وأضاف «بالحب يستمرئ الإنسان مر الحياة ويستعذب العبد عذابها، بالحب يطير الإنسان المادي الثقيل إلى أجواء الفضاء، يطير من الثرى إلى الثريا في لمحة قدسية يتوحد العبد فيها مع الجمال والجلال».
وواصل «أحبوا ذا الجلال والكمال والنوال، أحبوا الله واهب الحياة صاحب الإمداد، أحبوا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فلولاه ما عرفنا الله، ولولاه ما عرفنا مراد الشرع الشريف منا، بيد النبي بايعنا الله، وبلسناه يسر لنا تلاوة كتابه فأحبوه ورددوا قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفا»
وأردف «أحبوا رسولنا صلى الله عليه وسلم، واحبوا آل بيته المكرمين واحبوا الصحابة أجمعين حملة الوحي ونقلة الدين، أحبوا بني الإنسان، أحبوا جميع الأكوان، ابذلوا المحبة لأمة رسول الله، فهم رضوا أم أبوا من أمة الدعوة فأحبوا الخلق على اختلاف سياساتهم وأيديولوجياتهم ، وعقولهم وعقائدهم وأديانهم، أحبوهم ولنتعلم أن ندعوا الله دعاء النبي اللهم ما اهدهم واهدي بهم، واعلموا أن الاختلاف بالخلق واقع بالمشيئة الإلهية، ارح نفسك واحب الجميع ودع الحساب للعزيز الحميد فهذا ليس من شأن العبيد، أحبوا جميع بني الإنسان، المؤمن نقي القلب، تقي الفؤاد سليم الصدر رقيق المشاعر، ينام ويقوم وليس في قلبه ذرة حقد ولا غش لأحد».
واختتم «اليوم يوم الفرح ويوم الرحمة، يوم فعل الخيرات والقربات، قال الله تعالي وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، الله لم يقيد فعل الخير بدائرة معينة ولم يجعله محدودا بحد، بل جاءت الآية مطلقة افعلوا الخير وكونوا ينبوع خير متدفق بالحنان والرحمة، كونوا مرهما يشفي الجراح، ضموا العالم إلى صدوركم وأسمعوه خفقات قلبوكم، واسألوا الله تعالى ان يجعل عيدنا عيد خير وبركة ورحمة وعافية على الإنسانية جمعاء وأهل مصر».