«خلي بالك من زيزي» ووصمة المرض النفسي

ما زال مجتمعنا يعاني من وصمة المرض النفسي، رغم محاولات الأطباء المستمرة لإزالة هذه الوصمة، والتأكيد على أن «المرض النفسي» موطنه «المخ»، لكن للأسف لا نرى النتائج المأمولة على أرض الواقع حتى الآن.

والحق أن السينما والدراما أصبحت تتعامل مع المرض النفسي بدرجة كبيرة من النضج، بعيدة عن الصورة النمطية التي اعتدنا مشاهدتها في أفلام «الأبيض والأسود» التي اتخذت من الطبيب النفسي ذاته مادة للسخرية والإضحاك.

مسلسل «خلي بالك من زيزي» الذي تقوم ببطولته أمينة خليل، ومحمد ممدوح وعلي قاسم وعدد من النجوم، مثال للنضج الدرامي في التعامل مع المرض النفسي، سواء من ناحية مواجهة الوصمة أو تسليط الضوء على مخاطر بعض ممارسات الآباء مع الأطفال، التي تعتبرها بعض الأسر مجرد عقاب !

خلي بالك من زيزي يقنع المشاهدين في هدوء شديد بأن زيارة الطبيب النفسي – التي مازال البعض يعتبرها وصمة اجتماعية - قد تكون الحل السحري للعديد من المشكلات، فنرى زيزي المضطربة التي تلعب شخصيتها أمينة خليل تلجأ إلى طبيب نفسي قبل أزمة قضيتها مع زوجها، ثم تواصل زياراتها للطبيب لتكتشف أنها مصابة بمرض ADHD «فرط النشاط ونقص الانتباه»، وهو نفس تشخيص مرض الطفلة «تيتو» التي تقدم شخصيتها المتألقة ريم عبد القادر.

صدمة زيزي بتشخيص مرضها النفسي لم تستمر طويلا، كأنها بدأت تشعر بالراحة حينما وجدت سببا لارتكابها الأفعال التي لطالما وصفها المحيطون بالجنون، فانطلقت مرحبة بالعلاج السحري الذي وصفه طبيبها «صبري فواز» وهو مساعدة الطفلة «تيتو» على تخطى إخفاقها التعليمي الناجم عن المرض ذاته «ADHD».

تناول المرض النفسي في المسلسل لا يقتصر على شخصية زيزي وصورتها الأخرى «تيتو» بل نجد إشارات على مدار الحلقات إلى معاناة معظم أبطال العمل من مشكلات نفسية بعضها بسيطة والأخرى تؤثر على التصرفات والأفعال كما هو الحال مع شخصية نيللي التي تقدمها نهى عابدين.

رغم وجود بعض الخطوط الدرامية غير المبررة في المسلسل، مثل أزمة مراد الذي يلعب شخصيته محمد ممدوح، مع خاله حول ميراث والدته، إلا  أن خلي بالك من زيزي يحذر الأسر من مفردات العقاب الموروثة، التي قد تكون سببا في معاناة أطفالهم من أزمات نفسية.

أمينة خليل تواصل تصوير مسلسلها الجديد «خلي بالك من زيزي»

النائب العام يناشد بحسن التعامل مع أصحاب المرض النفسي.. «ارحموهم من الهمز واللمز»