دعاء التوبه في يوم عرفه: أتوب إلى الله مما أذنبتُ

دعاء التوبه في يوم عرفه من أكثر الأدعية التي يبحث عنها المسلمين خلال الساعات الأخيرة حتى يمكن لهم أن يرددوه في هذا اليوم الطيب المبارك.

ومع قدوم يوم عرفة يستحب العمل الصالح والدعاء والتقرب إلى الله بكل الأعمال الصالحة التي تنجينا من هموم الدنيا ومصائبها والتوبة عن الذنوب التي سبق أن اقترفها الإنسان ومن بين ما يتقرب به الإنسان إلى الله دعاء التوبه في يوم عرفه.

دعاء التوبة يوم عرفة

«أتوب إلى الله مما أذنبتُ اللهم اغفر لي ما قدمتُ وما أخرت وارحمني، واهدِني، وعافِني وارزقني، اللهم اغفِرْ لي وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر، وأنت على كل شيءٍ قدير، اللهم أعوذ برضاك مِن سخَطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنتَ كما أثنيت على نفسك»

«اللهم ربَّ السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيءٍ، فالقَ الحب والنوى، ومنزلَ التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته.»

حددت دار الإفتاء المصرية شروط التوبة الواجبة شرعا على الفور وتأخير التوبة ذنب آخر يستوجب توبة وهي الندم على المعصية والإقلاع عنها لأن فيها ضررا للبدن والمال، والعزم على عدم العودة إليها مهما كان .

الإفتاء تحدد شروط التوبة

وجاءت شروط التوبة وفقا لما حددته دار الإفتاء على حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي على«الفيسبوك» كالتالي:

• الندم على ما عمل من المعاصي والمخالَفات.

• ترك الذنب في الحال.

• العزم على عدم الرجوع إلى الذنوب والمعاصي.

التوبة باب مفتوح أمام الجميع

أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ أحمد بن طالب المسلمين بتقوى الله قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)).

وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن الله عزوجل جعل التائب محبوبا قال سبحانه وبحمده ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ .

وأضاف فضيلته أن الله تعالى عند ظن العبد به ففي الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله يقول الله تعالى ( أنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ).

وتابع فضيلته أن باب التوبة مفتوح قال جل من قائل (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى . أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ .إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا . نَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))

وبين فضيلته أن الاستغفار لازم التوبة وبابها قال عزوجل «رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ».

وأفاد إمام المسجد النبوي ان النبي صلى الله عليه وسلم استغفر لأمته ففي الحديث عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : ( لَمَّا رَأَيْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طِيبَ نَفْسٍ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لِي ، فَقَالَ : ' اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ ، وَمَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ ' . فَضَحِكَتْ عَائِشَةُ حَتَّى سَقَطَ رَأْسُهَا فِي حِجْرِهَا مِنَ الضَّحِكِ . قَالَ : فَقَالَ : لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ' أَيَسُرُّكِ دُعَائِي ' قَالَتْ : وَمَا بِي لَا يَسُرُّنِي دُعَاؤُكَ . قَالَ : ' وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدَعْوَتِي لِأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلَاةٍ ).

أضاف إمام وخطيب المسجد النبوي أن الاستغفار استرسال للسماء وإمداد بالمال والبنين ومتاع حسن وقوة في البدن وتودد للرحيم قال جل من قائل (( فَقُلْتُ سْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ))

وفي الخطبة الثانية بين إمام وخطيب المسجد النبوي ان الله تعالى كريم رحيم يحب توبة العبد ويردها له ورحيماً بصعف الإنسان قال تعالى ((وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ? وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا )) .

وتابع فضيلته أن الله تعالى قرن ربوبيته للعالمين برحمته فرحمته تنال بطاعته والتوبة من معصيته فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ( لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي ) .

وأضاف ابن طالب أن اعظم الناس رحمة من صان نفسه عن مساخط الله وتعرض لنفحاته ورحماته عن ابنِ عمرَ، قالَ: ( إن كنَّا لنعدُّ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في المَجلِسِ الواحدِ مائةَ مرَّةٍ: ربِّ اغفر لي، وتُب عليَّ، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ ).

وختم فضيلته بأن ليس بين الله تعالى وأحد من خلقه قرابة ولا رحم ولكنه قائم بالقسط حاكم بالعدل يبين في ميزانه مثقال الذرة وأن العارفون علموا أنه ما استدر بمثل الاستغفار ولا استنزل مثل لسان الاضطرار ولا عرج مثل الصلاة والسلام على الصفي المختار.

الإقلاع عن الذنب

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهوريةـ رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الله أمر بالتوبة في كل زمان ومكان وكلما ارتكبنا ذنبا علينا أن نتوب إلى الله سبحانه وتعالى.

وأضاف شوقي علام، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ببرنامج «نظرة» المذاع على قناة صدى البلد، أن التوبة يجب أن تكون في كل زمان ومكان وليس لها وقت محدد.

وتابع مفتي الجمهورية، أن الشخص الذي كلما أحدث ذنبا تذكر الله، قلبه متيقظ وفيه إحساس بالمسؤولية ولا يجعل الذنب يتراكم على الآخر دون توبة وبذلك يتصف بصفة المتقين الذين وصفهم الله في كتابه العزيز بـ«والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم».

وأردف شوقي علام، أن الإقلاع عن الذنب في حالة المعصية يعتبر من قوة الشخصية، لأن الشخص يرجع ويندم على ما فات من أجزاء المعصية ولا يتمادى، لكن الندم والعزم على عدم العودة للذنب يجب أن يكون قرين التوبة، مشيرا إلى أن باب التوبة فتوحا في كل زمان.