دعاء عرفة.. أفضل ما دعا به الرسول في ركن الحج الأعظم

دعاء عرفة.. ينتظر الكثيرين من المسلمين حول العالم يوم عرفة لتكثيف العبادات والتقرب إلى الله، باعبار أنه من أيام الحج المعدودات، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، يقوم فيه المسلمون بأداء أهم أركان الحج وهو الوقوف على جبل عرفات.

سمي بيوم عرفات بسبب الوقوف بجبل عرفات، ومنذ القدم، يخص المسلمون هذا اليوم بالكثير من الذكر والعبادة والصدقة والتكبير والصيام، بالنسبة لغير الحجاج، ولا يوجد دعاء خاص بيوم عرفة، ولكن يدعو المسلم في هذا اليوم بما يرجو استجابته.

أهم الأدعية يوم عرفة

ومن المحبب في يوم عرفة التوجه إلى المولى عز وجل بالكثير من الدعاء والذكر والتكبير لله عز وجل، وقد دعا الرسول إلى الإكثار من الدعاء والتكبير في هذا اليوم العظيم، ومن أفضل الأدعية التي يمكن التوجه بها إلى الله الآتي:

«لبَّيك اللهم لبَّيك، لبيك وسعديك والخيرُ كلُّه في يديك ومنك وإليك، اللهمَّ ما قلتُ من قول، أو حلفتُ من حلف، أو نذرتُ من نذر فمشيئتُك بين يدَي ذلك كلِّه، ما شئتَ كان وما لم تشأْ لم يكن، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا بك، إنَّك على كلِّ شيء قدير، اللهمَّ ما صليتُ من صلاة، فعلى من صليتُ، وما لعنتُ من لعني فعلى من لعنتُ، أنت وليِّي في الدنيا والآخرة، توفَّني مُسلمًا وألحقني بالصالحين، اللهم فاطرَ السَّموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ذا الجلالِ والإكرام، فإني على عهدِك في هذه الحياة الدنيا، وأُشهِدُك وكفى بك شهيدًا بأني أشهدُ أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، لك المُلك ولك الحمد، وأنت على كل شيءٍ قدير، وأشهد أنَّ محمدًا عبدك ورسولك، وأشهد أنَّ وعدك حقٌّ، ولقاءك حقٌّ، والساعة حقٌّ، آتية لا ريب فيها، وأنك تبعثُ من في القبور، وأنَّك إن تكِلْني إلى نفسي تكِلُني إلى ضعفٍ وعَورةٍ وخطيئةٍ، وإني لا أثِقُ إلَّا برحمتك، فاغفر لي ذنوبي كلَّها، إنه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، وتُبْ عليَّ إنك أنت التوابُ الرَّحيم».

دعاء عرفة

«اللهمَّ بعِلْمِكَ الغيبَ وقُدْرَتِكَ عَلَى الخلَقِ، أحْيِني ما علِمْتَ الحياةَ خيرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا عَلِمْتَ الوفَاةَ خيرًا لي، اللهمَّ إِنَّي أسألُكَ خشْيَتَكَ في الغيبِ والشهادَةِ، وأسأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الرِّضَا والغضَبِ، وأسألُكَ القصدَ في الفقرِ والغِنَى، وأسألُكَ نعيمًا لَا ينفَدُ، وأسالُكَ قرَّةَ عينٍ لا تنقَطِعُ، وأسألُكَ الرِّضَى بعدَ القضاءِ، وأسألُكَ برْدَ العيشِ بعدَ الموْتِ، وأسألُكَ لذَّةَ النظرِ إلى وجهِكَ، والشوْقَ إلى لقائِكَ في غيرِ ضراءَ مُضِرَّةٍ، ولا فتنةٍ مُضِلَّةٍ، اللهم زيِّنَّا بزينَةِ الإيمانِ، واجعلنا هُداةً مهتدينَ».

«اللهمّ إنّا نسألك زيادةً في الدِّين، وبركةً في العمر، وصحّةً في الجسد، وسَعةً في الرِّزق، وتوبةً قبل الموت، وشهادةً عند الموت، ومغفرةً بعد الموت، وعفواً عند الحساب، وأماناً من العذاب، ونصيباً من الجنّة، وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم».

دعاء عرفة

«اللّهم إنّي أسألك إيماناً دائماً، وأسألك علماً نافعاً، وأسألك يقيناً صادقاً، وأسألك ديناً قيّماً، وأسألك العافية من كلّ بَليّة، وأسألك تمام العافية، وأسألك دوام العافية، وأسألك الشكر على العافية، وأسألك الغنى عن الناس».

«يا ودود، يا ودود، يا ودود، يا ذا العرشِ المجيد، يا مُبدئ يا معيد، يا فعّالاً لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت، يا مُغيث أغثني».

صوم يوم عرفة

وقال إمام وخطيب المسجد الحرام، في خطبة اليوم الجمعة، إن في العشر من ذي الحجة يوم عظيم قدره، جليل أثره؛ وهو يوم عرفة، وما أدراك ما يوم عرفة؟ أخرج مسلم في صحيحة بسنده عن عائشة –رضي الله عنها- عن رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء ؟ )) يوم مغفرة الذنوب، والتجاوز عن الآثام، ويوم المباهاة بأهل الموقف، والعتق من النار، ويوم من ملك فيه سمعه وبصره غفر له ما تقدم من ذنبه، ويسن صيام هذا اليوم لغير الحاج، فعن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية» رواه الإمام مسلم.

يوم عرفة يوم عرفة

العمل الصالح

وبين أنه يشرع كذلك استثماره بالعمل الصالح؛ لأن العمل الصالح فيه أفضل من الجهاد، ولأن يوم عرفة أحد أيام عشر ذي الحجة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم' ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر'، فقالوا: يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم' ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء'. رواه الترمذي، وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله: (لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرا على مشاهدته في كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين، فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج).

https://www.youtube.com/watch?v=Q76xWHkEL6k

أيام عظيمة

وأردف فضيلته قائلا «أيام عظيمة وعجيبة، فإذا كانت الأعمال الصالحة فيها أفضل من الجهاد في سبيل الله رغم عظيم شرف الجهاد ومكانته، إلا أن يقتل المجاهد ويذهب ماله، فأي غبن وأي خسارة تلحق الغافل عن هذه الأيام، فهل من معتبر؟ وهل من مدكر؟ فإنه مهما طال زمن الغفلة والفتور فلا يجب أن يطال هذه الأيام».

رسالة الحجاج

وأضاف في خطبة الجمعة اليوم: «أيها المسلمون: في هذه الأيام الطيبة المباركة يشد الحجاج رحالهم إلى بيت الله الحرام، ندعو الله لهم بالسلامة في الحل والترحال، وأن يتقبل منا ومنهم صالح الأعمال وفي ظروف استثنائية، وحرصا على إقامة هذه الشعيرة العظيمة دون أن يلحق ضرر بأرواح الحجاج بما قرره أهل الاختصاص، من أن التجمعات تعد السبب الرئيس في انتقال العدوى، وزيادة انتشاره؛ لذا قررت حكومة المملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة وفقها الله تبارك وتعالى لكل خير، بأن يكون حج هذا العام بعدد محدود جدا».

يوم عرفة يوم عرفة

حجاج بيت الله الحرام

وتابع: «ينعم حجاج بيت الله الحرام ممن وفقهم الله تبارك وتعالى وكتب لهم فريضة حج هذا العام، بأداء هذا الركن العظيم، فالحج فريضة عظيمة الأجر والثواب، جمعت بين الجهد البدني وإنفاق المال؛ لذا كان جزاؤه مغفرة الذنوب والسيئات، والتجاوز من الله عما سلف من التقصير والهفوات، عن عمرو بن العاص في قصة إسلامه، وفيها: (( فلما جعل الله الإسلام في قلبي، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت؛ ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال: مالك ياعمرو . قال: قلت: أردت أن أشترط، قال: تشترط بماذا؟ قلت أن يغفر لي، قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله)). رواه مسلم.

آداب الحج

وأوضح فضيلته أن الحج قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، له آداب وأعمال، فمن آدابه قوله تعالى :(الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب) فالرفث هو: الجماع، والفسوق هو: الخروج عن طاعة الإسلام، والجدال هو: المناقشة في غير مصلحة حتى تصل إلى المخاصمة. وبين أن من أعمال الحج الوقوف بعرفة ساعة من ليل أو من نهار يوم التاسع من ذي الحجة، والمبيت عند المشعر الحرام في مزدلفة، ورمي الجمرات، والمبيت بمنى أيام التشريق، والطواف والسعي والحلق أو التقصير، والهدي لمن كان متمتعا أو قارنا، فيجب الأخذ بجميع آداب الحج وأعمالها، فالكل من التشريع ومن أمر الله تبارك وتعالى.

رسالة إلى المسلمين

ودعا الدكتور الجهني المسلمين بالاجتهاد في الدعاء عشية عرفة، في وقت النزول الإلهي، وليسأل الله المغفرة، وليسأل الله الرحمة، وليسأل الله –جل وعلا- ما أباحه من المسائل. فدعاء عرفة مجاب كله في الأغلب، إن شاء الله تبارك وتعالى إلا للمعتدين في الدعاء، بما لا يرضي الله.

أفضل الدعاء يوم عرفة.. خير يوم طلعت عليه الشمس.. فيديو