دقته تصل إلى 84% .. الصين تخترع حكما ذكيا لمباريات كرة القدم
بفضل التقدم المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي، شهد عالم كرة القدم تطوراً لافتاً، فقد ابتكر باحثون من جامعة تشياو تونج الوطنية الصينية، بالتعاون مع عملاق التكنولوجيا علي بابا، نظاماً متقدماً لتحليل مباريات كرة القدم أطلقوا عليه اسم "MatchVision".
ويهدف هذا النظام إلى ثورة في طريقة متابعة وتحليل مباريات كرة القدم، وذلك من خلال قدرته الفائقة على فهم وتفسير الأحداث التي تجري على أرض الملعب، لتدريب نظام "MatchVision" على فهم تعقيدات كرة القدم، اعتمد الباحثون على قاعدة بيانات ضخمة تحمل اسم "SoccerReplay-1988".
وتتضمن هذه القاعدة أكثر من 1988 مباراة كاملة من أكبر الدوريات الأوروبية، مما يوفر للنظام كمية هائلة من البيانات لتحليلها وتعلم منها وبفضل هذه القاعدة الشاملة، أصبح النظام قادراً على التعرف على مجموعة واسعة من الأحداث الكروية وتحليلها بدقة عالية.
ويتميز نظام "MatchVision" بقدرات تحليلية متقدمة تجعله أداة قوية لفهم كرة القدم فهو قادر على التعرف على أكثر من 24 نوعاً مختلفاً من الأحداث التي تحدث خلال المباراة، بدءاً من الأهداف والتسديدات ووصولاً إلى الأخطاء والتغييرات التكتيكية، كما يمكن للنظام تحليل هذه الأحداث بدقة متناهية، وتحديد شدتها وتأثيرها على مجريات اللعب.
وأظهرت الاختبارات أن نظام "MatchVision" حقق دقة عالية جداً في التعرف على الأحداث الكروية وتوليد التعليقات النصية التي تصف هذه الأحداث، فقد بلغ معدل دقة النظام في التعرف على الأحداث حوالي 84%، متفوقاً على جميع النماذج الأخرى الموجودة، وهذا يعني أن النظام قادر على فهم الأحداث التي تجري على أرض الملعب وشرحها بلغة بسيطة وواضحة، مما يسهل على الجماهير فهم اللعبة بشكل أفضل.
ويفتح نظام "MatchVision" آفاقاً جديدة في عالم كرة القدم فبالإضافة إلى مساعدته للمعلقين والمدربين في تحليل المباريات، يمكن للنظام أن يستخدم في تطوير تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، وتحسين تجربة المشاهدين من خلال توفير تحليلات أعمق للمباريات كما يمكن أن يستفيد منه اللاعبون والمدربون في تحسين أدائهم وتطوير استراتيجياتهم.
يعتبر نظام "MatchVision" مثالاً حياً على التطور المتسارع للتكنولوجيا وتأثيرها على الرياضة فمن المتوقع أن نشهد في المستقبل القريب المزيد من التطبيقات المبتكرة للذكاء الاصطناعي في عالم كرة القدم، مما سيغير جذرياً طريقة لعبنا ومتابعتنا لهذه الرياضة الشعبية.