ذكرى رحيل عبدالباسط عبدالصمد.. جاب الدنيا بـ«حنجرته الذهبية» ولاحقته شائعة من سوريا

تحل اليوم الإثنين الذكرى الـ32 على رحيل أحد أقطاب القرآن الكريم في العالم الإسلامي الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، الذي ترك للإذاعة المصرية المئات من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجود، ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية.

«عبدالباسط محمد عبدالصمد» أو كما يُلقب بـ«الحنجرة الذهبية» و«صوت مكة»، ولد عام 1927 بقرية المراعزة، التابعة لمدينة ومركز أرمنت بمحافظة قنا بجنوب الصعيد، ونشأ في بيئة تهتم بالقرآن الكريم حفظًا وتجويدًا.

https://www.youtube.com/watch?v=EFtYWMlQw1c

تربع الشيخ عبدالباسط عبدالصمد على عرش القراءة والتلاوة بفضل نشأته الدينية فجده الشيخ عبدالصمد من حفظة القرآن الكريم المشهود لهم بالتمكن من حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى، وتجويده بالأحكام، كما أن والده هو الشيخ محمد عبدالصمد، والذي كان أحد المجودين المجيدين للقرآن حفظا وتجويدا، أما شقيقاه فهما محمود وعبدالحميد محمد عبدالصمد فكانا يُحفظان القرآن بالكتاب فلحق بهما أخوهما الأصغر سنا عبدالباسط محمد عبدالصمد.

ويُعتبر نقطة انطلاقة الشيخ عبدالباسط إلى النجومية حين دخل إلى الإذاعة المصرية سنة 1951، وكانت أولى تلاواته من سورة فاطر؛ ليحجز بذلك مكانا مميزا في أفئدة المستمعين وقبلة للمعجبين من كل حدب وصوب خلال عشرات السنون وحتى يشاء الله.

https://www.youtube.com/watch?v=q7kqjuJlaME

ورغم ما جناه الشيخ من شهرة وحب الناس في كل أرجاء العالم لا سيما البلاد التي جابها، إلا أنه لم يسلم من الشائعات التي لاحقته على صحف الجرائد.

شائعة زواجه من سورية وتدخل الرئيس عبدالناصر

الشيخ عبدالباسط عبد الصمد حكى في حوار أجراه مع مجلة «أهل الفن» في عددها رقم 78، سبتمبر1955، بعدما أثارت إحدى الصحف القومية شائعة حول إن الشيخ خطف زوجة سورية من زوجها، وهو ما نفاه الشيخ وقتئذ، قبل أن يتدخل الرئيس جمال عبدالناصر ويأمر بوقف النشر حول تلك الشائعة.

وقال الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، عن تلك الواقعة، «إن زوج هذه السيدة، تَعرّف عليه ورجاه أن يعمل على إلحاق زوجته، بمحطة الإذاعة المصرية، لأنها تهوى الموسيقى والغناء، وكان يحسب أنه يستطيع إسداء معروف إليها، ليرد للسوريين بعض ما يدين لهم به من كرم وود، غير أن زوجته، السيدة السورية، تعجلت وجاءت إلى مصر، وقصدت منزله الذي يقيم فيه مع زوجته وأولاده الخمسة ووالدته وأحد إخوانه، وسألته عما تم في أمرها، وكان قد عَلمُ أنه لن يستطيع أن يلحقها بالإذاعة، فكاشفها بحقيقة الأمر، وكلفها بالعودة إلى بلدها».

إلا أن الشيخ عبدالباسط، فوجئ بإعلانها رغبتها في الزواج منه، وأخبرته بأنها طُلقت من زوجها، وإنها لا تستطيع العودة إلى سوريا.. فهاله الأمر وعرضه في الحال على بعض المسئولين في مصر، كما اتصل ببعض موظفي الجوازات ليعملوا من جانبهم على عودتها إلى سوريا، فأخذت هي تتصل ببعض الأوساط، واستغل بعض الحاقدين هذه الفرصة لينالوا من كرامته وسمعته، ولكن قدرة الله حفظته.

وفي عام 1984 أضحى«صوت مكة» أول نقيب لقراء مصر.

كما حصل القارئ الشيخ الراحل على 8 أوسمة من عدة دول عربية وإفريقية، وهي:

وسام من رئيس وزراء سوريا عام 1959.

وسام من رئيس حكومة ماليزيا عام 1965.

وسام الاستحقاق من الرئيس السنغالي عام 1975.

وسام الأرز من الجمهورية اللبنانية.

وسام تكريمي من الجمهورية العراقية.

الوسام الذهبي من باكستان عام 1980.

وسام العلماء من الرئيس الباكستاني ضياء الحق عام 1984.

وسام الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين.

وسام الاستحقاق من الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك أثناء الاحتفال بيوم الدعاة في عام 1987.

 

مرضه

تمكن مرض السكر منه، قبل أن يصاب بالتهاب كبدي قبل رحيله بأقل من شهر؛ فدخل المستشفى إلا أن صحته تدهورت ما دفع أبناءه والأطباء إلى نصحه بالسفر إلى الخارج ليعالج بلندن حيث مكث بها أسبوعًا وكان بصحبته ابنه طارق فطلب منه أن يعود به إلى مصر.

وفاته

توفى القارئ الشيخ الراحل عبدالباسط محمد عبدالصمد يوم الأربعاء 30 نوفمبر 1988، وكانت جنازته وطنية ورسمية على المستويين المحلى والعالمى، فحضر تشييع الجنازة كثير من سفراء.

الأزهر عن عبدالباسط عبدالصمد في ذكرى وفاته: صاحب الحنجرة الذهبية