«راح يجيب هدية للعروسة ما رجعش».. الحزن يخيم على قرية بالشرقية بعد رحيل شاب في حادث تصادم

اتشحت قرية «تل روزن» التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية بالسواد، حزناً على وفاة الشاب محمد يحيى زكريا، 25 عاماً، في حادث تصادم وقع بين سيارة ميكروباص كان يستقلها وسيارة نصف نقل «جامبو»، بعد أن قطعت الأخيرة الطريق على الميكروباص مما أدى إلى اصطدمهما.

«يحيى» .. كما كان يناديه أصدقاءه من قريته ومن خارجها، اشتهر ورغم صغر سنه، بالمشاركة في المبادرات الإنسانية والعمل الخيري سواء بمحيط قريته والقرى المجاورة، أو داخل جامعته حيث كان يدرس بكلية الإعلام جامعة الأزهر، فتعليمه الأزهري جعله يحفظ القرآن الكريم كاملاً في سن صغيرة، بحسب ما قال عدد من أهالي قريته لموقع «قناة صدى البلد» الذين وصفوه بـ«زهرة شباب البلد».

محمد راح يجيب هدية لعروسته ما رجعش

فبعد إلحاح شديد من أسرته : ' عايزين نفرح بيك'، وذلك عقب إنهائه لتعليمه الجامعي واجتيازه للسنة الأولى من الدراسات التمهيدية لنيل درجة الماجستير، وبالنظر إلى أغلب أصدقائه الذي احتفلوا بخطوباتهم مؤخراً، وافق 'محمد' على أن يتقدم لإحدى الفتيات اللآتي رشحهن له أقربائه، فقرر أن يصطحب أحمد عادل، صديق  طفولته الطالب بكلية الشرطة، في رحلته لشراء هدية العروسة، غير أنهم ولدى عودتهم وقع الحادث الأليم الذي أودى بحياته، وأصاب صديقه الذي جرى نقله للمستشفى لتلقي العلاج.

تفاصيل رحلة موت «محمد» وما تبعها من حزن، يرويها صديقه  عمرو عادل السيسي، عبر منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قائلاً: «كان رايح يشتري هدية علشان رايحين يشوفوا عروسة ليه وهياخدها معاه.. بس محمد مارجعش وماراحش ومشفش العروسة».

ويضيف « أسرته كانوا مستنين فرحتهم بمحمد، واتبدلت كل الأحوال وبدل ما يكون فرح اتحول لمأتم».

وحول مشاعر الأسرة قال عمرو: «ابوه كان بيقولنا بحرقة متنسوناش وهو كاتم في عينه الدمع  ومخبي عنيه في كتفنا واحنا بنسلم عليه وماشين من العزاء». مؤكداً أسرة محمد خلال الأيام القليلة السابق على  الحادث، كانت تغمرها سعادة بالغة باجتيازه للسنة الأولى من تمهيدي الماجيستير.

ويروي عمرو تفاصيل مشاعر الحزن التي انتابت أصدقاء محمد بعد وفاته قائلً: «أصحابه دموعهم منشفتش عليه، ودكاترته كمان اللي أجمعوا على طيب قلبه ولين قوله، كل دا بيثبت إن محمد ربنا وضع له القبول في الأرض».

اشتهر بالعمل التطوعي بين أصدقائه وداخل جامعته

موقف آخر من مواقف الخير لمحمد يرويها زميله في الجامعة محمود رزق، قائلاً: «جمعني بمحمد موقف أثبت لي إنه في قمه الأدب والاحترام»، مضيفا: «كنا محتاجين متطوعين في عمل خيري خاص بطلاب الجامعه، فروحت أطلب من الفرقة التانية بكليه إعلام ساعتها حد، فكله شاورلي على محمد».

 

وأكد رزق أنه محمد قام بدوره خلال ذلك اليوم بشكل يكاد يكون فوق المطلوب ومشي أخر واحد من الايفينت، ولما قولتله كتّر خيرك يامحمد تعبناك معانا قالي  نشكر ربنا إنه جعلني سبب ينقضي به عمل لوجه » متابعاً : «وفضل الاحترام  عنوان محمد خلال فتره صداقتي بيه وحبيته لله ف الله من غير مُقدمات».

بلاغ بوفاة محمد وآخر وإصاية صديقه في الحادث

كان اللواء محمد صلاح، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء محمد الجمسي، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود إشارة من مستشفى بلبيس المركزي بوصول شاب مصابًا بكدمات وجروح في أنحاء متفرقة بالجسد، وجثتين لشاب ومسن.

بالانتقال والفحص تبين من التحريات الأولية وقوع حادث تصادم بين سيارة ميكروباص وسيارة جامبو في طريق ميت حمل بدائرة مركز بلبيس، ما أسفر عن مصرع كلًا من: محمد يحيى زكريا، 25 سنة، طالب في كلية الإعلام بجامعة الأزهر، مقيم في قرية تل روزن بمركز بلبيس، ومحمد محفوظ محمد عطوة، 65 سنة، مقيم في قرية الجوسق بمركز بلبيس، وإصابة أحمد عادل صابر خليل، 23 سنة، طالب، مقيم في قرية تل روزن بمركز بلبيس..

تم نقل المصاب إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الطبية اللازمة، والتحفظ على الجثتين في المشرحة تحت تصرف جهات التحقيق، ورفع آثار الحادث وتسيير الحركة المرورية.

إصابة 9 أشخاص في تصادم ملاكي وميكروباص بالشرقية