رحلة معاناة تنتهي بنجاة.. القصة الكاملة ليوسف خلف معيد جامعة سوهاج وكواليس مكالمة الوزير له

روى يوسف خلف، معيد جامعة سوهاج، إنه لا يعرف كيف يبدأ قصته، مشيرًا إلى أنه يكتب كلماته وهو متألم وحزين، موضحًا أنه صدر قرار هذا العام بتعيينه معيدًا بكلية الآداب قسم التاريخ والحضارة بجامعة سوهاج، وكان ذلك تتويجًا لسنوات من الاجتهاد والتفوق كونه الأول على دفعته.
وقال خلال منشور له على صفحته الشخصية على "فيسبوك" إنه أتم جميع أوراق استلام العمل، ولم يتبقى سوى الكشف الطبي، الذي أظهر ضعفًا شديدًا في قوة الإبصار بسبب إصابته بمرض المهق الألبينو، وهو ما جعله يصنف "غير لائق"، لافتًا إلى أن طبيبة أخبرته بأنه يحتاج إلى استثناء من المحافظ، الأمر الذي أصابه بالدهشة والحزن.
وأضاف أنه قدم التماسًا لرئيس الجامعة، ثم حاول عمل تظلم بالقومسيون الطبي، لكن قوبل بالرفض، وعاد مرة أخرى لمكتب رئيس الجامعة دون جدوى، ليتنقل بين الجامعة والقومسيون أكثر من ثلاثين يومًا دون حل، بينما استلم زملاؤه العمل منذ شهر تقريبًا.
وأشار إلى أنه لم يطلب أي معاملة خاصة طوال سنوات دراسته، فلم يمتحن بلجنة خاصة، ولم يطلب خطًا مكبرًا أو وقتًا إضافيًا، بل كان يؤدي الامتحانات مثل زملائه تمامًا، ورغم ذلك جاءه الرد بأنه "غير لائق"، واصفًا ذلك بالجملة العبثية التي تسلب الإنسان حقه بلا مبرر.
وتساءل: إذا كان الشخص الألبينو غير لائق للعمل الأكاديمي، فبماذا يكون لائقًا؟ للعمل تحت أشعة الشمس مثلًا وهو "عدو الشمس" بسبب افتقاده لصبغة الميلانين؟ مؤكدًا أنه يطالب بحقه الذي سلب منه، متسائلًا: "إذا كنت أنا غير لائق رغم اجتهادي وتفوقي، فمن إذن يكون لائقًا؟".
وأعلن الدكتور عادل عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي تواصل مع يوسف، بعد أن رصدت الوزارة مشكلته عبر المواقع الإلكترونية، وطمأنه على إنهاء إجراءات تعيينه.
وقال عبدالغفار إن الوزير تواصل مع الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، بشأن التقرير الطبي لهيئة التأمين الصحي، وتم الاتفاق على تقديم الدعم الكامل من قسم الرمد بمستشفى سوهاج الجامعي، لتمكين المعيد من استكمال الإجراءات الصحية اللازمة.
وأكد الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، أنه تواصل مع يوسف خلف، وطمأنه بأن الجامعة حريصة على حقه في التعيين بوظيفة معيد، تقديرًا لاجتهاده وتفوقه العلمي كونه الأول على دفعته، واعتباره نموذجًا مشرفًا يستحق الدعم الكامل.