«رمضان كريم وحملة فريزر».. سامح عبد العزيز مخرج التنوع بين الكوميديا وملامح الحارة المصرية

سيظل المخرج الراحل سامح عبد العزيز حاضرًا بروحه في الدنيا عبر أعماله التي استطاعت أن تمزج بين الترفيه والدراما الاجتماعية الراقية، حيث قدم صورة صادقة للروح المصرية والعادات والتقاليد الخاصة بالحارة الشعبية الأصيلة في أفلامه ومسلسلاته، ليمنح الجمهور حالة من الارتباط الحقيقي بالشخصيات والأحداث التي يعرضها على الشاشة.

استطاع سامح عبد العزيز أن يقدم تنوعًا فنيًا واضحًا في مشواره الإخراجي ما بين الكوميديا الخفيفة، والدراما الاجتماعية العميقة، والواقعية التي ترصد نبض الحارة المصرية، ليصبح واحدًا من المخرجين الذين صنعوا بصمة خاصة بهم، وتركوا أعمالًا خالدة ستظل حاضرة في ذاكرة الفن المصري طويلًا بعد رحيله.

الكوميديا بروح الشارع

قدم المخرج الراحل عددًا من الأفلام الكوميدية التي نجحت جماهيريًا، مثل فيلم 'حملة فريزر'، الذي جمع بين هشام ماجد وشيكو وبيومي فؤاد، مقدمًا خلطة كوميدية ترفيهية تعتمد على المواقف الطريفة المرتبطة بالواقع، وكذلك فيلم 'تتح' بطولة محمد سعد، الذي قدّم فيه شخصية 'تتح' ابن الحارة الشعبية في إطار كوميدي يحمل إسقاطات اجتماعية ساخرة، بالإضافة إلى فيلم 'تيتة رهيبة' بطولة محمد هنيدي الذي حمل طابعًا كوميديًا عائليًا يلامس تفاصيل الحياة اليومية المصرية.

الدراما الاجتماعية والحارة المصرية

تميز سامح عبد العزيز بخطه الدرامي الذي يسلط الضوء على تفاصيل الحارة المصرية بعاداتها وتقاليدها الأصيلة، وظهر ذلك جليًا في أعماله الدرامية والسينمائية.

يعد مسلسل 'رمضان كريم' أيقونة فنية في العصر الحديث، حيث استطاع تقديم صورة حقيقية عن روح الشهر الكريم داخل الشارع المصري بطقوسه وتفاصيله وحكايات البسطاء في قالب درامي إنساني بديع، وجمع المسلسل نخبة من النجوم، وأصبح مرجعًا بصريًا ومزاجيًا للشهر الفضيل في الدراما المصرية.

كما أخرج مسلسل 'الحارة' الذي تناول الحياة في الأحياء الشعبية المصرية، مقدمًا شخصيات متكاملة تعبر عن الواقع بقسوته وأمله معًا، ونجح في نقل تفاصيل هذه البيئات بصدق للمشاهد.

وفي السينما، قدّم سامح عبد العزيز فيلم 'الفرح' الذي يعتبر أحد أبرز أعماله الواقعية، حيث جسّد أجواء ليلة فرح في حارة شعبية بكل تفاصيلها من الفرح والدموع والأحلام البسيطة، ليصبح العمل علامة في تاريخ السينما الاجتماعية المصرية.

"الليلة الكبيرة".. لوحة مصرية متكاملة

في عام 2015، أخرج سامح عبد العزيز فيلم 'الليلة الكبيرة'، الذي ضم كوكبة كبيرة من نجوم الفن المصري، وقدم العمل لوحات متشابكة داخل أحد الموالد المصرية، ناقلًا أجواء البهجة والروحانية والقصص الإنسانية التي تدور بين البسطاء، ليخرج بفيلم جمع بين الجمال البصري والدراما الاجتماعية بحرفية، ليبقى العمل مرجعًا مهمًا في أفلام البطولة الجماعية ذات الروح المصرية.

بهذه الأعمال المتنوعة، ترك سامح عبد العزيز إرثًا فنيًا سيظل شاهدًا على قدرته على المزج بين المتعة البصرية والحس الإنساني، مقدمًا للجمهور أعمالًا شكلت ذاكرة فنية مميزة، سواء في الكوميديا أو الدراما الواقعية، ليبقى اسمه حاضرًا في كل موسم فني.