«ست الحبايب وأحن قلب والست دي أمي».. أغاني خالدة تجسد تضحيات الأم رمز العطاء ونبض الحياة في عيدها

لا توجد كلمات تكفي لوصف عظمة الأم أو التعبير عن مكانتها في قلوب أبنائها، فهي النور الذي يضيء الحياة، والنبع الذي لا يجف من الحنان والعطاء. لذلك، جاء عيد الأم ليكون مناسبة عالمية تحتفي بها الشعوب، تقديرًا لما تقدمه الأم من حب وتضحيات لا تقدر بثمن. فهو ليس مجرد يوم في التقويم، بل هو احتفال بالحب الذي لا ينضب، والوفاء الذي لا يُقارن.
نشأة عيد الأم.. من فكرة فردية إلى احتفال عالمي
بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم على يد الناشطة الأمريكية 'أنا جارفيس' عام 1908، عندما قررت تكريم والدتها الراحلة من خلال تخصيص يوم للاحتفال بالأمهات. لاقت دعوتها صدى واسعًا، حتى تبنّى الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون الفكرة رسميًا عام 1914، ليصبح عيد الأم مناسبة وطنية في الولايات المتحدة، ومنها انتشر إلى مختلف دول العالم.أما في العالم العربي، فقد جاءت الفكرة بمبادرة من الصحفي المصري علي أمين، مؤسس جريدة 'أخبار اليوم'، الذي دعا إلى تخصيص يوم للاحتفال بالأم في مقاله الشهير عام 1956. وبالفعل، تم اعتماد يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم في الدول العربية، ليواكب بداية فصل الربيع، في إشارة رمزية إلى أن الأم هي زهرة الحياة المتجددة.
عيد الأم في السينما
لطالما كانت الأم مصدر إلهام للفن، حيث تناولت السينما العربية دورها المؤثر في المجتمع والأسرة من خلال العديد من الأفلام التي جسدت مشاعر الأمومة بعمق وصدق. ومن أبرز الأعمال التي تناولت هذه العلاقة:'حبيبة أمها' (1945) – الذي قدم صورة الأم الحنون التي تفني حياتها من أجل ابنتها.
'أم العروسة' (1963) – أحد أكثر الأفلام التي لامست القلوب بتجسيده لحياة الأسرة المصرية.
أبرز الأمهات في السينما المصرية
قدمت السينما المصرية عبر تاريخها العديد من النماذج المؤثرة للأم، حيث تألقت نجمات عظيمات في تجسيد دور الأم الحنون والمضحية، ونجحن في ترك بصمة خالدة في وجدان المشاهدين.أمينة رزق في "بائعة الخبز"
قدمت أداءً مؤثرًا لشخصية الأم المكافحة التي تواجه الصعاب من أجل أبنائها، مجسدةً ببراعة معاني الصبر والتضحية.فاتن حمامة في "يوم مر ويوم حلو"
جسدت دور الأم التي تتحمل قسوة الحياة وتصارع الظروف من أجل الحفاظ على أسرتها، فحملت الفيلم مشاعر إنسانية عميقة.كريمة مختار في "الحفيد"
قدمت نموذجًا واقعيًا للأم المصرية التي تحاول موازنة متطلبات الحياة وتربية أبنائها، مما جعل دورها من أكثر الشخصيات المحبوبة في السينما.آمال زايد في "بين القصرين"
تألقت بدور 'أمينة'، الأم الحنون التي تفني حياتها لخدمة زوجها وأبنائها، فأتقنت تجسيد شخصية الأم الطيبة المضحية، حتى أنها احتوت ابن زوجها وعاملته كأنه أحد أبنائها.فردوس محمد في "حكاية حب"
كانت دائمًا رمزًا للأم الحنون في السينما المصرية، وفي هذا الفيلم قدمت أداءً مؤثرًا جسّد دور الأم التي تحتضن ابنها بحنان وتدعمه في مشواره.فاتن حمامة في "إمبراطورية ميم"
لعبت دور الأم القوية التي تحاول تحقيق التوازن بين مسؤولياتها الأسرية ومتطلبات عملها، في قصة إنسانية مليئة بالمشاعر.فاتن حمامة في "أريد حلًا"
قدمت صورة للأم التي تعاني من الظلم وتسعى للحصول على حقوقها، مما جعل دورها أيقونيًا في السينما المصرية.هذه الأدوار وغيرها أثرت وجدان المشاهدين ورسخت صورة الأم المصرية كرمز للتضحية والقوة والحنان، لم تتوقف السينما عند عرض قصص الأمهات، بل احتضنت بين مشاهدها أجمل الأغاني التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الاحتفال بعيد الأم، مثل 'ست الحبايب' التي قدمتها فايزة أحمد وأصبحت نشيدًا خالدًا لكل الأمهات.
أهم أغاني عيد الأم.. من زمن الكلاسيكيات إلى 2025
منذ عقود، أهدى الفن العربي للأم باقة من الأغاني الخالدة التي تحمل بين كلماتها مشاعر الامتنان والعرفان. ومن أبرز هذه الأغاني:1- 'ست الحبايب' (1958) – فايزة أحمد، التي تعد الأكثر شهرة وتأثيرًا حتى اليوم.
2- 'ماما يا حلوة' (1958) - شادية.
3- 'أحن قلب' (1959) – محمد فوزى - نازك من فيلم 'كل دقة في قلبي'، التي غاصت في تفاصيل عاطفة الأم ودفئها.
4- 'سيد الحبايب' (1960) - شادية.
5- 'أنشودة أمي' (1979) – شادية، التي قدمت صورة مؤثرة لعلاقة الأم بابنتها.
6- 'أمي يا نور بيتنا' (1980) – شادية.
7- 'الست دي أمي' (2000) خالد عجاج.
7- 'أمي الحبيبة' (2002) - هشام عباس.
8- 'أمي ثم أمي' (2008) – تامر حسني، يارا، رامي عياش، والتي جسدت مشاعر الحب والامتنان للأم.
9- 'محتاجلك ياما' (2004) – تامر حسني، التي جاءت بأسلوب عصري يلامس مشاعر الأجيال الجديدة.
10- 'يا أمي' (2019) – حسين الجسمي، التي حملت رسالة تقدير لكل أم على عطائها غير المحدود.
11- 'أمي جنة' (2022) - حسين الجسمي.
عيد الأم.. يوم واحد لا يكفي لمنحها الحب والتقدير
على الرغم من أن عيد الأم يُحتفل به يومًا واحدًا في العام، إلا أن تقدير الأم وحبها لا يجب أن يقتصر على هذا اليوم فقط، بل هو شعور يجب أن يكون حاضرًا في كل لحظة.فالأم ليست مجرد فرد في العائلة، بل هي النبض الذي يمنح الحياة معناها، وهي الحكاية التي تستحق أن تُروى بكل فخر واعتزاز.