سعاد صالح: الحشيش مش حرام.. والأوقاف ترد: وهل الهلاك شرط للتحريم؟

أثار تصريح منسوب للدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن تم تداوله على لسانها قولها: 'الحشيش ليس حرامًا'، ما اعتبره البعض خروجًا عن الموقف الديني الرسمي المعروف بشأن تحريم المواد المخدرة.

الأوقاف ترد على سعاد صالح

وردت وزارة الأوقاف المصرية، على حسابها الرسمي على موقع 'الفيس بوك'، على تصريحات سعاد صالح، حول تعاطي المواد المخدرة مثل «الحشيش- المخدرات».

وقالت الأوقاف: «هو لازم تغيب عن الوعي تماما علشان نقول على الحاجة حرام؟!، فيه ناس بتتكلم عن الحشيش وبتقول 'ما هو مش بيغيّب العقل زي الخمرة».

خطوة تعاطي المخدرات

وتابعت: الحشيش مش هزار، دا مادة بتشوّه الإدراك، وتُسبب هلاوس وخللًا في التوازن العصبي، وبيؤدي لتعطيل التركيز، وتليّف الرئة، وضمور خلايا المخ، يعني قدّامنا مادة مدمّرة، مش 'خفيفة' ولا آمنة، والمصيبة إن بعض التصريحات بتروج لمخدر الحشيش وكأنه غير محرّم، وتلبس الباطل ثوب الدين، في وقت الدولة بتكافح فيه بكل قوة لحماية أولادنا، وتخوض معركة قومية ضد الإدمان.

وأكملت: « دار الإفتاء المصرية حسمت الأمر: الحشيش والمخدرات كلها حرام، مش بس لأنها تُغيّب العقل، لكن لأنها تُهلك البدن، وتُفسد النفس، وتُدمّر المجتمع، قال الله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، وسيدنا النبي ﷺ قال: 'كل مسكر خمر، وكل خمر حرام' [رواه مسلم]».

وأردف: «يعني أي مادة تُعطّل العقل أو تُفسده أو تُضيّع الإنسان... فهي حرام شرعًا، سواء كانت خمرًا أو مخدرًا أو حتى حشيشًا، ويؤكّد صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي أن الحشيش ليس مادة 'خفيفة' كما يُشاع، بل يؤثر على إدراك المسافات والزمن، ويُضعف التركيز، ويعرّض السائقين للحوادث بثلاثة أضعاف المعدل الطبيعي، كما أن أكثر من 50% من طالبي العلاج عبر الخط الساخن 16023 مدمنون عليه، ما يكشف عن خطره الداهم على الصحة العامة، ويجعل ترويجه جريمة في حق الوطن.

وأردف: «نداء من القلب: يا كل أب وأم، ويا كل شاب وبنت، ما تخلّوش كلمة منسوبة لعلم زورًا، تفتح باب للضياع، وما تسيبوش حدود الحلال والحرام تتشوّه بكلام غير محسوب، وديننا بيحمي العقول، وبيصون المجتمعات، وفاحموا أنفسكم، واحموا أولادكم، قبل ما يفوت الأوان، اللهم احفظ أبناءنا، واصرف عنهم شياطين الإنس والجن، وأنر قلوبهم بنور الهداية، وبلّغهم طريق السلامة، ونجّهم من دروب الضياع».