سعاد صالح: ممكن جامعة الأزهر توقف مرتبي حال التحقيق معي بسبب مخدر «الحشيش»

ردت الدكتورة سعاد صالح، الأستاذ المتفرغ بجامعة الأزهر، على أنباء التحقيق معها من قبل جامعة الأزهر بسبب كلامها عن مخدر الحشيش والفتوى التي ترددت عنها أنه غير حرام.

وقالت خلال تصريحات خاصة لموقع قناة صدى البلد، «مفيش حد بلغني بحاجة رسمي من جامعة الأزهر وعرفت من الإعلام بأنه سيتم التحقيق معي».

وقالت سعاد صالح، «فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين، إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان، وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون».

وأكدت أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أنها تعمل كأستاذ متفرغ وتذهب إلى الجامعة لمناقشات دراسات الباحثين وحضور مجلس القسم والتدريس ولكن حاليا إجازة.

وأردفت الدكتورة سعاد صالح، أنه من الممكن إيقاف مرتبها كنتيجة لهذا التحقيق الذي من المتوقع أن يتم إجراؤه معها، قائلة: تصريحاتي تم اجتزاؤها من سياقها بخصوص المخدرات وأنا مش حقي أقول فتاوي.

وأردفت: تصريحاتي عن عدم حرمانية الحشيش تم اجتزاؤها من سياقها، أنا قولت مفيش آية في القرآن تحرم الحشيش وفعلا الكلام ده بأكد عليه، ولكن قولت القياس يكون على الخمور

الإفتاء تحرم الحشيش

أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانا حول حرمة مخدر الحشيش شرعًا، موضحة أنها تابعت ما أُثير حول حكم تناول مخدر الحشيش، وتؤكد دار الإفتاء:

- أن الشرع الشريف قد كرَّم الإنسان، وجعل المحافظة على نفسه وعقله مِن الضروريات الخمس التي دعت إلى مراعاتها جميع الشرائع، وهي: النفس، والعقل، والدين، والعرض أو النسل، والملك أو المال؛ حتى يتحقق في الإنسان معنى الخلافة في الأرض فيقوم بعِمارتها، لذا فقد حرَّم الإسلام تحريمًا قاطعًا كل ما يضُرُّ بالنفس والعقل، ومن هذه الأشياء التي حرمها: المخدِّرات بجميع أنواعها على اختلاف مسمياتها من مخدِّرات طبيعية وكيمائية، وأيًّا كانت طرق تعاطيها، عن طريق الشرب، أو الشم، أو الحقن؛ لأنها تؤدي إلى مضارَّ جسيمةٍ ومفاسدَ كثيرةٍ، فهي تفسد العقل، وتفتك بالبدن، إلى غير ذلك من المضارِّ والمفاسد التي تصيب الفرد والمجتمع؛ والله تعالى يقول: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، ويقول أيضًا: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29].

- أن الشرع كما حرَّم كل مُسْكِر فقد حرم كل مخدِّر ومُفتِر؛ فقد روى الإمام أحمد في 'مسنده' وأبو داود في 'سننه' عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: 'نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفْتِرٍ'.

وقد اتفق العلماء على تحريم كل ما هو مخدِّر ومُفْتِر ولو لم يكن مُسْكِرًا، ونَقَل الإجماع على هذه الحُرمة الإمام بدر الدين العيني الحنفي في كتابه 'البناية' حيث قال في خصوص جوهر الحشيش: إنه مخدر، ومفتر، ومكسل، وفيه أوصاف ذميمة؛ فوقع إجماع المتأخرين على تحريمه.

- أن القواعد الشرعية تقتضي القول بحرمة المخدِّرات بجميع أصنافها وأنواعها؛ حيث ثبت أَنَّ إدمانها فيه ضرر حسِّي ومعنوي، وما كان ضارًّا فهو حرام؛ لما جاء في الحديث الشريف: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ».

- أن المشرع القانوني قد نص على تجريم تعاطي المخدرات ومعاقبة متعاطيها، وتجريم الاتجار فيهما بالعقوبة المضاعفة؛ لما يترتب على ذلك من الضرر والإضرار والفساد في المجتمع.

هذا، وتؤكد دار الإفتاء المصرية أهمية الوعي والتثبت وأخذ الفتوى من مصادرها الصحيحة الموثوقة عند البحث عن الحكم الشرعي، إذ هي مهمة عظيمة، فالمفتي مبلِّغ عن الله تعالى، ونائب عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رد صندوق مكافحة الإدمان

رد مدحت وهبة، المتحدث الرسمي باسم صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، على التصريحات المثيرة للجدل التي أدلت بها الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه بجامعة الأزهر، والتي أكدت فيها أن تعاطي الحشيش يعتبر حلالًا شرعًا.

وأضاف مدحت وهبة مداخلة هاتفية مع نهاد سمير في برنامج 'صباح البلد'، الذي يُذاع على قناة صدى البلد، أن تعاطي الحشيش يدخل تحت فئة المواد المخدرة المحظورة شرعًا وقانونًا، مشيرًا إلى الأضرار الجسيمة التي يسببها على الصحة النفسية والجسدية.

وقال إن الحشيش يتسبب في اضطرابات إدراك المسافات والزمن، ويزيد من احتمالية وقوع الحوادث المرورية بثلاثة أضعاف، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، كما أن هناك تحريمًا قاطعًا لتداول وتعاطي الحشيش من قبل مؤسسات دينية رسمية، وعلى رأسها وزارة الأوقاف التي أصدرت فتوى رسمية بتحريم جميع أنواع المخدرات.

وأكد مدحت وهبة أن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان يولي اهتمامًا كبيرًا بالمحور التوعوي والوقائي، حيث يُنفذ برامج مستهدفة لجميع الفئات العمرية، والتي تستهدف الشباب والسائقين بشكل خاص، بالإضافة إلى ورش عمل وأنشطة في المدارس ومراكز الشباب.

وشدد على أهمية دور الأسرة في الوقاية من الإدمان، مشيرًا إلى أن غياب الوعي الأسري يؤخر اكتشاف التعاطي حتى يصل الشخص إلى مرحلة الإدمان.

ونصح الأهالي بمراقبة سلوك أبنائهم، والاستمرار في الحوار معهم، والتعرف على أصدقائهم، والانتباه إلى العلامات التي قد تشير إلى بداية التعاطي مثل تغير النظافة الشخصية والانعزال.

وزير الأوقاف على خط الأزمة

أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء، محذرًا من التهاون في هذا الباب أو محاولة تسويغ تعاطيه بأي صورة من الصور، مشيرًا إلى أن الادعاء بأنه حلال هو خطأ فادح، لا سيما إذا صدر عن شخصيات عامة أو أكاديمية، لأن في ذلك تضليلًا للرأي العام، وفتحًا لأبواب الانحراف والإدمان.

وقال وزير الأوقاف: 'لن أطيل بذكر تفاصيل الحكم الشرعي في حُرمته، وإنما أكتفي بالإشارة إلى ما سطّره علماء الإسلام الراسخون، ومنهم الإمام بدر الدين الزركشي في كتابه زهر العريش في تحريم الحشيش، وهو كتاب مطبوع مشهور ومتداول، وكذلك العلامة السيد عبد الله بن الصدِّيق في كتابه واضح البرهان على تحريم الخمر والحشيش في القرآن، وقد طُبع مرات عديدة'.

وشدّد الوزير على أن الاستسهال في تعاطي الحشيش أو الترويج لتحليله هو جريمة شرعية وأخلاقية ومجتمعية، وأن الإثم يتضاعف إذا كان المتعاطي ممن يقود مركبة أو وسيلة نقل عام، لما في ذلك من تعريض لحياته وحياة الناس للخطر، مضيفًا: 'فإنه حينئذ لا يرتكب محرّمًا فقط، بل يعرّض أرواحًا بريئة للفناء، وإثم ذلك عند الله عظيم'.

واختتم وزير الأوقاف بالتنبيه إلى ضرورة تحصين الوعي العام، والرجوع إلى أهل العلم الثقات في فهم الأحكام، وتحمّل المسئولية الوطنية والشرعية في التصدي لكل ما من شأنه أن يُضلّل الناس أو يُشجع على الانحراف.

قد يكون رسمًا توضيحيًا لـ ‏نص‏

حكم تعاطي الحشيش

كشفت وزارة الأوقاف المصرية، حكم تعاطي المواد المخدرة مثل «الحشيش- المخدرات».

وقالت الأوقاف: «هو لازم تغيب عن الوعي تماما علشان نقول على الحاجة حرام؟!، فيه ناس بتتكلم عن الحشيش وبتقول 'ما هو مش بيغيّب العقل زي الخمرة».

وتابعت: الحشيش مش هزار، دا مادة بتشوّه الإدراك، وتُسبب هلاوس وخللًا في التوازن العصبي، وبيؤدي لتعطيل التركيز، وتليّف الرئة، وضمور خلايا المخ، يعني قدّامنا مادة مدمّرة، مش 'خفيفة' ولا آمنة، والمصيبة إن بعض التصريحات بتروج لمخدر الحشيش وكأنه غير محرّم، وتلبس الباطل ثوب الدين، في وقت الدولة بتكافح فيه بكل قوة لحماية أولادنا، وتخوض معركة قومية ضد الإدمان.

وأكملت: « دار الإفتاء المصرية حسمت الأمر: الحشيش والمخدرات كلها حرام، مش بس لأنها تُغيّب العقل، لكن لأنها تُهلك البدن، وتُفسد النفس، وتُدمّر المجتمع، قال الله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، وسيدنا النبي ﷺ قال: 'كل مسكر خمر، وكل خمر حرام' [رواه مسلم]».

وأردف: «يعني أي مادة تُعطّل العقل أو تُفسده أو تُضيّع الإنسان... فهي حرام شرعًا، سواء كانت خمرًا أو مخدرًا أو حتى حشيشًا، ويؤكّد صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي أن الحشيش ليس مادة 'خفيفة' كما يُشاع، بل يؤثر على إدراك المسافات والزمن، ويُضعف التركيز، ويعرّض السائقين للحوادث بثلاثة أضعاف المعدل الطبيعي، كما أن أكثر من 50% من طالبي العلاج عبر الخط الساخن 16023 مدمنون عليه، ما يكشف عن خطره الداهم على الصحة العامة، ويجعل ترويجه جريمة في حق الوطن.

وأردف: «نداء من القلب: يا كل أب وأم، ويا كل شاب وبنت، ما تخلّوش كلمة منسوبة لعلم زورًا، تفتح باب للضياع، وما تسيبوش حدود الحلال والحرام تتشوّه بكلام غير محسوب، وديننا بيحمي العقول، وبيصون المجتمعات، وفاحموا أنفسكم، واحموا أولادكم، قبل ما يفوت الأوان، اللهم احفظ أبناءنا، واصرف عنهم شياطين الإنس والجن، وأنر قلوبهم بنور الهداية، وبلّغهم طريق السلامة، ونجّهم من دروب الضياع».