«سماء بلا أرض».. حكايات نساء في وجه القسوة تفتتح قسم «نظرة ما» بمهرجان كان

يشهد مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ78 حدثًا مميزًا هذا العام، حيث يُفتتح قسم "نظرة ما – Un Certain Regard" بعرض عالمي أول لفيلم "سماء بلا أرض" للمخرجة التونسية أريج السحيري، وذلك يوم الأربعاء 14 مايو، في تمام الساعة السابعة مساءً، بعد مراسم افتتاح القسم مباشرة، في تجربة سينمائية تحمل في طياتها الكثير من الهموم الاجتماعية والإنسانية المستلهمة من الواقع.
الفيلم، الذي يُعد العمل الروائي الطويل الثاني لأريج السحيري، تتقاسم كتابته مع آنا سينيك ومليكة سيسيل لوات، كما تشارك في إنتاجه مع المنتج الفرنسي ديدار دومهري.
وسبق للسحيري أن حققت نجاحًا نقديًا كبيرًا بفيلمها السابق "تحت الشجرة"، ما يجعل مشاركتها في هذه الدورة من كان محط أنظار صناع السينما والمتابعين حول العالم.
"سماء بلا أرض" يروي حكاية ماري، قسيسة من ساحل العاج وصحفية سابقة، تعيش في تونس وتفتح منزلها لنساء مهاجرات يبحثن عن الأمان والمستقبل، من بينهن ناني، أم شابة تسعى لفرصة جديدة، وجولي، طالبة شجاعة تحمّل آمال عائلتها على عاتقها، ويتعقد المشهد بوصول طفلة يتيمة، لتختبر العلاقات بين النساء الثلاث حدود التضامن والصبر في سياق اجتماعي مأزوم.
يستند الفيلم إلى وقائع حقيقية شهدتها تونس في فبراير الماضي، حين تعرض مهاجرون من دول جنوب الصحراء الكبرى لموجة عنف لفظي وجسدي، غذّاها خطاب سياسي ملتهب، ما أدى إلى اعتقالات جماعية وحملات طرد طالت العديد من العائلات، وهذا المناخ شكل الخلفية التي تتحرك ضمنها شخصيات الفيلم، كاشفًا هشاشة الروابط الإنسانية حين توضع تحت ضغط الواقع القاسي، ولكنه في الوقت نفسه يحتفي بالقوة الكامنة في التآزر بين النساء.
تضم قائمة أبطال الفيلم كلًا من آيسا مايغا، ليتيسيا كي، ديبورا ناني، إلى جانب محمد جرايا، أحد أبرز الوجوه التونسية الصاعدة، أما الصورة السينمائية، فهي بتوقيع فريدا مرزوق، المصورة الفرنسية التونسية التي سبق لها التعاون مع السحيري، وعملت مع مخرجين كبار مثل عبد اللطيف كشيش في فيلم "حياة أديل"، وساهمت في تصوير سلسلة أفلام "جون ويك"، ما يعكس خلفية بصرية قوية تدعم العمل بطابع بصري رفيع المستوى.
ويُتوقع أن يلقى "سماء بلا أرض" اهتمامًا نقديًا كبيرًا نظرًا لموضوعه الإنساني الطارئ، وتناوله لقضية الهجرة من زاوية غير تقليدية، حيث يركّز على حياة النساء المهاجرات وتجاربهن اليومية المعقدة، في مواجهة مجتمع قد لا يرحم، ويجعل من تفاصيل التضامن فعلًا مقاومًا للخذلان.