سيدة في دعوى طلاق للضرر.. «جوزي تاجر خردة وعاوزاه يشتغل محامى»

 

تقابل شاب وفتاة في الجامعة، كانا يدرسان في كلية الحقوق، ونشأت بينهما قصة حب واتفقا على الزواج بعد التخرج من الجامعة، ليكملا حلمها سويا بالالتحاق بالمحاماة، ويحققا ذاتهما بعد أن يتم زواجهما.

تخرجا من الجامعة، وبدأ يستعدان للزواج، وعمل الزوج في مجال تجارة الخردة مع والده كى يكون نفسه، للزواج ويأمل أن يكون طريقه المستقبلي المحاماة، ولكن اختار الطربق السهل وهو العمل مع والده.

تزوجا بعد التخرج بعامين، وجمعها عيش زوجية واحد، وظل الزوج يعمل في مجال الخردة والزوجة انشغلت بأعمال المنزل، وبعد أشهر من الزواج، كانت تنظر مولدهما الأول.

بدأ حلم الالتحاق بالمحاماة يزول يوما تلو الآخر، وكل منهما أمله أن يكمل الحلم ولكن الظروف الحياتية لم، تعطى لهما الفرصة، بدأت الخلافات تدب بينها بعد عام من المولدة الأولى التي رزقهما الله بها.

كانت الزوجة تتحدث مع الزوج يوميا بعد عودته من محل الخردة، تذكره أنه لابد أن يبدأ فى العمل بالمحاماة لأنها المستقبل والوظيفة المرموقة، من أجل ابنتهما ومستقبلها، «لما حد يسألها بابا شغال أيه هتقولهم أيه بتاع خردة».

كان الزوج تعلق بشغل مع والده، ووجهة نظره أن يعمل في ملكه، عرضت عليه الزوجة أن تبدأ هى فى المحاماة ولكنه كان دائم الرفض.

ازدادت الخلافات بين الزوجين، وكلا منها يريد أن يكون هو المحامى، ويدافع عن نفسه ويلقى باللوم على الآخر، لجأت الزوجة لرفع دعوي قضائية بالطلاق للضرر، من عمل زوجها، وللاستحالة العشرة والشقاق، أمام محكمة أسرة الخليفة.

وكانت الزوجة، تنتظر أولي جلسات القضية بفارغ الصبر، وكأن حدث رهيب سيحدث بتلك الجلسة، وحضرت ومعها محامى وحضر الزوج ومعه محامى أيضا.

ووقفا الزوجين أمام القاضى كلا منهما يريد المرافعة وتحقيق الحلم، تحدثا سويا بكلام غير مفهوم، فطلب القاضي منهما الهدوء وإثبات حضور المحامين وتقديم الإعلانات والمستندات.

ولكن الزوجين لم يكفا عن الصراخ والحديث بسرعة، مما دفع القاضي للرفع الجلسة، وطلبهم في حجرة المدوالة لكى يفمهما أن للمحكمة أصول وآداب يجب إتباعها.

ولكنهما استمرا علي ذات الحال في التسابق في الحديث والصراخ، فهددهم القاضي بتوجيه الاتهام لهما بالإخلال بالجلسة وإحالتهما إلي النيابة، وفي النهاية اخرجهما القاضي من الجلسة، وطلب القاضي حضور المحامين فقط، وتم تأجيل الجلسة.

وبالجلسة التالية كاد الموقف ينفجر، لأن الزوجين علي ذات الحال يتحدثون معا بصوت عالي وبشكل غير مفهوم، كل يحاول إثبات وجهة نظره.

الزوجين يتصارعان علي القانون، وهم أجهل الناس به، وسبب الخلافات والقضية هو الرهان بين الزوجين أيهما سينتصر في أي معركة قانونية، وكانت قضية الطلاق هي طوق النجاة بالنسبة لهما.

القاضي نهر الزوجين ووبخهما علي اتخاذ محراب العدالة، مكان للتصارع بينهما في فهم القانون وهما لا يعلما عنه أي شئ.

فتملك الخجل من الزوجين، وطلبت الزوجة ترك الدعوي للشطب ليخرجا الزوجين معا من المحكمة، حاملين طفلتهما، وعادوا للمنزل الزوجية متعاهدين ألا يختلفوا مرة ثانية.