شيخ الأزهر: قانون البشرية فشل في توفير حياة آمنة.. ورسالة النبي تتخطى الزمان والمكان

هنأ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الرئيس عبد الفتاح السيسي وشعب مصر والأمة العربية والإسلامية؛ بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، ورسالته التي ستبقى ليلا ونهارا منارة للعالم وتصحيح للمسار.

وأشار شيخ الازهر خلال احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أن كثيرا ما يتساءل الناس عن فائدة بعثة الرسل في حياة البشرية وهل يمكن الاستعاضة عنه بشيء آخر، منوها أن العلماء أجمعوا على أن رسالات الأنبياء لا بديل لها عن توجيه الناس إلى الحق والهدى.

وتابع شيخ الأزهر: الصراع بين الحق والشر والنور والضلال تضادات تتنافس في نفس الإنسان لا يمكن ضبطها إلا بقانون علوي حاكم يحمي الناس ويحفظ حقوقهم ويحقق لهم السعادة، وتاريخ البشرية يؤكد تلك المقدمات، والسؤال ألا يمكن أن يقوم العلماء والمفكرون مقام الرسل، لصياغة قانون يحمي الناس من الفقر والضلال؟.

وعلق الدكتور أحمد الطيب: إن الشواهد تدل على أن قانون البشرية لم يستطع توفير حياة آمنة للبشرية؛ لأن القانون عادة ما يولد من رحم ثقوب تشوبها نزاعات ورأس مالية وعلومة ونزوات الجشع وحب التسلط والغلبة والمتاجرة بأقوات وأرزاق الفقراء ونازية وفاشية، ولا يزال عدد من الدول تئن تحت رحمة العابثين بمقدراتها وكنوزها، ومنذ أيام قلائل سمعنا للمرة الاولى عن أكبر مؤسسة دولية أنشئت من أجل حماية الشعوب من الحروب والجهل وهم يعترفون بفشلها ويصرحون بأن منظمتهم عجزت عن تحقيق السلام، وهذا التصريح حين يصدر من مسئولين دوليين فإنه يعني الكثير من القلق عن مستقبل الدول والشعوب.

واستكمل: العالم اليوم في أشد الحاجة إلى قانون علوي يعلن المساواة والإخاء بين الناس ويحكم بالعدل ويحمي الضعيف ويرد عنه غطرسة القوي، وهذا لا نجده سوى ببرامج الأنبياء، وهذا نراه في احتفال الأمة الإسلامية بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبوة أهم ما أنزله الله تعالى لبعاده، واختلف العلماء في جواز ووجوب النبوة على الله تعالى، مستشهدا بقوله تعالى: «كتب ربكم على نفسه الرحمة» تفضلا منه إحسانا ورحمة بالعالمين.

واختتم: من المجمع عليه عند المسلمين أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم تنفرد عن باقي الرسالات السابقة بأمرين:

أنها عامة تتخطى حدود الزمان والمكان، وعمومها أمر لم يزعمه المسلمون من أنفسهم، كما يذهب إلى تلك الأكذوبة بعض الغربيين الخائفين من انتشار الإسلام وبعض من المسلمين ممن يكرهون الدين ويقولون إنه دين محلي وأتباع محمد هم من قرروا خروج الإسلام بعيدا عن شبه الجزيرة العربية، وأن غير العربي لا يجب أن تذهب إليه هذا الرسالة، ونقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كلف بتبليغ الرسالة للعالمين نذيرا وبشيرا ورحمة للعالمين كافة، فهو بعث إلى الناس كافة.

رسالة النبي هي خاتم الرسالات، ولم تتطور نبوة الإسلام إلى نبوات أخرى؛ لأن الإسلام يجري في اتجاه التطور المادي والخلقي، ولم نعد بحاجة إلى رسالة نبوة جديدة، وملاحم ومعجزات القرآن تحدثت عن العلوم المادية والأحكام الدنيوية والدينية.