شيخ الأزهر: الإنسانية تعاني بسبب السباق المادي.. ونواجه أزمة أخلاقية.. فيديو
هنأ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.
وقال الطيب خلال كلمته في احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف التي يشهدها الرئيس عبدالفتاح السيسي: «كل عام والأمة والعربية والإسلامية ملوكا ورؤساء وحكاما وشعوبا في مزيد من التقدم والعزة واليمان والبركات، من دلائل التفاؤل أن يواكب احتفالنا بذكرى المولد الشريف، الاحتفال بانتصارات أكتوبر الذي أعز الله بها العرب والمسلمين، وأعاد لهم ديارهم بعد أن كبدوا المعتدين ما لم يكن يخطر لهم على بال ولا خيال من خسائر في العدة والعتاد، إن في اقتران هاتين المناسبتين لرمز يوحي للمسلمين بأن استعادة مجدهم مرهون بمدى التزامهم بخطى نبيهم والتأمل في أنموذجه المتفرد وهو يبني أمة وينشئ حضارة ما تحقق لحضارة أخرى ما تحقق لها من صمود وبقاء 15 قرنا من الزمان»، مضيفا «إن أردنا بأنفسنا كيانا لائقا بتاريخنا وحضارتنا التي قدمت للعالم أجمع دروسا في التهذيب والتنوير والتثقيف وتصحيح المسار شهد لها أعداء الحضارة قبل أن يشهد بها أصحابها».
وأردف «لعل عالمنا اليوم لا يرتاب أنه بات في أمس الحاجة إلى هدي النبي وهدي إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وذلك بعدما خسر العالم المعاصر رهانات عاش على وعودها البراقة في إنهاء الحروب وإقرار السلام ما يقارب 4 قرون، إن يكون تحقق للإنسانية فيها من الرقي المادي، إلا أنها عانت في سباقها المادي من فراغ هائل في المعنى والقيم والقواعد الأخلاقية، بحيث أصبحت الأزمة أزمة أخلاقية بوجه عام، وكان مبدأ التراحم أول ضحية خسرها إنسان اليوم وهو يهرول نحو التعبد بأصنام الأنانية والأثرى وتأليه الإنسان وتحرره من ضوابط الدين وقيود الأخلاق الراقية، وأصبحت وفرة المال وقوة الاقتصاد وتجارة السلاح، هي المعيار في تمييز الخير من الشر والحسن من القبح، بل أصبح هم الحكم الذي لا رد لقضاء في نزاع العالم وصراعاته».
وواصل «نبحث عن مبدأ التراحم كما يبحث الأعمى عن قبعة سوداء في حجرة مظلمة، إن الحديث عن التراحم في الجانب المدهش بشخصية النبي حديث طويل، ينطلق من الخطاب الإلهي الذي سماه الله فيه باسمين من صفاته، لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ، وقد جاءت آية أخرى لتؤكد أن الغاية من رسالته رحمة للعالمين، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، ويتكرر المعني في قول النبي إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، ليؤكد أن مكارم الأخلاق عامة هي المقصد الرئيسي من رسالة الإسلام، والرسائل السابقة للإسلام، فهو متمم لما أسسه إخوانه السابقين، وليس منشئ لمنظومة أخلاق جديدة، لا أجاوز الحقيقة لو قلت إن مظاهر رحمة النبي تستعصي على العد والإحصاء، فقد كان لهذه الحرمة فضل على التاريخ، حينما أنقذت بعثته أمما كانت على وشك الاحتضار واسألوا دولة الفرس والروم وأوروبا الشمالية ومصر والهند، وهذه الحرمة لم تقبض يدها حتى على من ناصبوه العداء وأظهروا له البغضاء، وآذوه في سيرته، وكان الضعفاء من أصحابه وغير أصحابه هم أحق الناس برحمته، فقد كان يوصي أصحابه بخدمه فيقول أطعموه مما تأكلوه، وكان ينهي أصحابه عن يقولوا عن خدمه عبدي وأئمتي ويذكرهم أن الكل عبيد الله، وكان يوصي بإعطاء الأجراء أجرهم قبل أن يجف عرقهم، وكان رحيما بالأطفال، وكان يصلي أحيانا وهو يحمل أمامة ابنة بنته السيدة زينب فإذا سجد وضعها على الأرض، وقد نالت البنات من رحمته فوق ما ناله الأبناء الذكور».
وأردف «من يقرأ سورة الضحى ويتأمل في قوله تعالى فأما اليتيم فلا تقهر، وأما السائل فلا تنهر، يعجب لهذا الدين الذي يفتتح تعاليمه بأوامر تحمي اليتيم والفقير السائل، أو قل تحمي الضعيف من جرح مشاعره، وكان الرسول يحب الفقراء والمساكين ويخصهم بالكثير من رحمته، حتى المخلوقات الرحيمة لم تحرم من رحمته وتدخله لحمايته لدفع الخطر عنها وعن عيالها».
واختتم «سيادة الرئيس مرة أخرى كل عام وسيادتكم في مزيد من الخير والتوفيق والسداد، وتحية من الأزهر لجهدكم الدؤوب الكريم، ولعملكم الذي لا يكل ولا يمل من أجل رفعة مصر والمصريين، وفقكم الله وكل عام وأنتم بخير».
رئيس الوزراء يهنئ شيخ الأزهر بذكرى المولد النبوي الشريف
شيخ الأزهر يحذر من دعوات الإلحاد والتحرر الجنسي