"صوّرها.. وأحرقها".. نهاية مأساوية لزوجة وثقت لحظاتها الأخيرة بكاميرا هاتف زوجها

لم يتوقع الجيران في مدينة الخصوص بمحافظة القليوبية، أن خلف جدران إحدى الشقق، كانت تُنسج جريمة مروعة عنوانها الغدر، وبطلها زوج تحوّل إلى جلاد، والضحية زوجة لم تجد مفرًا من المصير الأسود الذي خُطط لها بدم بارد.
"آمال فرج" سيدة في العقد الثالث من عمرها، كانت تعيش مع زوجها "أسامة"، مالك محل أحذية، حياة ظاهرها الاستقرار، وباطنها صراعات لم يُكشف عنها إلا بعدما صارت حديث النيابة والقضاء. فجر يوم مشؤوم، دوى صراخ مدوٍ من شقتهم، تبين لاحقًا أنه اللحظات الأخيرة في حياة آمال، بعد أن سُكبت عليها مادة مشتعلة وأُشعلت النيران فيها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
لكن الجريمة لم تكن لحظة غضب عابرة، بل خطة محكمة رسمها الزوج بعناية، حسبما كشفت تحقيقات النيابة. البداية كانت حين أجبر آمال على الوقوف أمام كاميرا هاتفه، وصوّرها في مقطعَين وهي تدلي بأقوال مهينة بحق نفسها، مدعية – تحت التهديد – أنها سيئة السمعة، ليستخدم تلك المقاطع كشهادة مزيفة تبرر جريمته.
بعدها، نفذ خطته الشيطانية: جلب زجاجة بلاستيكية مليئة بالجازولين، سكبها على جسد زوجته، وألقى سيجارة مشتعلة، فاندلعت النيران بسرعة رهيبة، وأتت على جسدها تمامًا، ولم ترحم توسلاتها ولا استغاثاتها. وما إن هدأت ألسنة اللهب، حتى كانت آمال قد فارقت الحياة، والتحق الحريق بأجزاء من الشقة.
بلاغ المستشفى بكارثة الحروق، فتح أبواب التحقيق، وكشفت التحريات المفاجآت تباعًا. وبالقبض على "أسامة"، اتضح أنه لم يكتفِ بالقتل، بل انتهك حرمة الحياة الخاصة لزوجته، وتبيّن أيضًا حيازته لمواد مخدرة، بينها الحشيش ومشتقات الفينيثيل أمين، بقصد التعاطي.
أمام محكمة جنايات شبرا الخيمة، واجه القاتل مصيره. وبعد جلسات مطولة وسرد مؤلم لتفاصيل الجريمة، أصدرت المحكمة حكمها الرادع: السجن المؤبد لاتهامه بالقتل العمد مع سبق الإصرار، و3 سنوات مشدد وغرامة 10 آلاف جنيه لتعديه على حرمة المجني عليها وتصويرها تحت التهديد، وعامًا للحيازة المخدرة.