عاش فقيرًا وعمل بائعًا للفول السوداني.. قصة كفاح الرئيس الكيني حتى اعتلى حكم بلاده

كان عام 1992، بداية دخول وليام روتو، الذي تم انتخابه رئيسًا لكينيا، إلى عالم السياسة، في البلد الذي يتميز بالشراسة الانتخابية بين بلدان القارة الأفريقية، والتي تعتبر واحدة من أهم مراكز التجارة والمؤتمرات في القارة السمراء.

وفي هذا العام، تولي تروتو أمانة صندوق الحملة الانتخابية للرئيس الأسبق دانيال أراب موي، وشق بعدها طريقه بقوة داخل مؤسسات حزب كانو الذي كان يترأسه موي؛ وتولى في العام 2002 حقيبة الداخلية ثم عين في 2005 في منصب الأمين العام للحزب، كما شغل منصب نائب الرئيس لعشر سنوات.

وكانت التسوية السياسية التي اعقبت انتخابات العام 2007 المثيرة للجدل والتي تخللتها أعمال عنف دموية راح ضحيتها 1200 شخصا؛ مفيدة لروتو، لأنه أصبح جزءا من ائتلاف حاكم تولى بموجبه حقيبة وزارة الزراعة ثم التعليم العالي قبل أن يصل إلى منصب نائب الرئيس في العام 2017 بعد انتخابات تحالف فيها مع الرئيس المنتهية ولايته اوهورو كينياتا.

▪︎في العام 2013 برز اسم روتو بقوة بعد مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة تورطه في أعمال العنف الدموية التي أعقبت انتخابات العام 2007؛ واتُهم روتو بالتخطيط لجرائم ارتكبت ضد أنصار حزب الوحدة الوطنية الذي يتزعمه الرئيس السابق كيباكي؛ لكن المحكمة أسقطت تلك التهم في العام 2016.

▪︎واجه روتو خلال السنوات الماضية، عدة مزاعم بالفساد والاستيلاء على مئات الأفدنة من الأراضي السكنية والاستثمارية والزراعية؛ واتهم في عدد من قضايا الفساد التي شككت في مصادر أمواله التي تضخمت بشكل كبير خلال العقدين الماضيين.

منافسه أودينغا

بدأ روتو قبل نحو 4 أعوام، رحلة الترشح لمنصب الرئاسة؛ لكنه واجه عقبة كبيرة في بداية الأمر حيث تخلى حليفه كينياتا عن دعمه لخلافته واختار بدلا عن ذلك الوقوف مع منافسه أودينغا؛ متهما روتو بالخروج عن طاعته.

في ظل النفوذ الكبير الذي يتمتع به كينياتا في أوساط الكينيين وما يمكن أن يشكله ذلك من دعم لموقف أودينغا؛ اضطر روتو لاختيار استراتيجية جديدة تميل أكثر إلى دغدغة مشاعر الفقراء الشباب الذين يشكلون أكثر من 30 في المئة من سكان كينيا البالغ عددهم نحو 48 مليون نسمة.

لعب روتو على ورقتي الشباب والفقر بحنكة شديدة، ليصبح الرئيس الخامس لكينيا منذ استقلالها في العام 1963؛ متخطيا آخر عقبة قانونية بعد إعلان المحكمة العليا الاثنين فوزه رسميا في انتخابات ماراثونية جرت في أغسطس ب 50.49 في المئة من الأصوات بفارق ضئيل على منافسه رايلا اودينغا الذي نال 48.85 %.

طفولة فقيرة

يذكر أن روتو ولد في العام 1966 في قرية سامبوت في مقاطعة الوادي المتصدع وعاش طفولة فقيرة اضطرته للعمل لساعات طويلة بعد اليوم الدراسي في بيع الدجاج والفول السوداني على قارعة الطريق؛ لكنه تمكن رغم ذلك من الالتحاق بجامعة نيروبي التي حصل فيها على شهادتي بكالوريوس والدكتوراة في علم النبات والحيوان.

وينحدر الرئيس المنتخب في كينيا من ثالث أكبر مجموعة عرقية في كينيا التي تلعب الولاءات القبلية دورا كبيرا في السياسة؛ إلا أن حملته الانتخابية ابتعدت نوعا ما عن ذلك النهج وتصدرتها شعارات مالت أكثر إلى الترويج لقضايا الشباب والفقراء وهو ما جلب له عدد أكبر من أصوات العمال والمثقفين بحسب مراقبين.

مخاطبة الفقراء

ماذا يقول المحللون: وفقا لشارلي مايكل المحلل في 'افيركان بيزنس'، فإن مخاطبة روتو للفقراء تجسدت في تعهده بمحاربة الفساد وتعزيز الشفافية والتصدي للتحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

ويشير مايكل إلى أن روتو الذي وُلد في عائلة من المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة وعد بنموذج اقتصادي يتسلسل من القاعدة إلى القمة وتقديم قروضًا وإعانات صغيرة للفقراء؛ مما قد يقلب الاقتصاد - الذي يشعر الكثيرون أنه يخدم الأثرياء - رأسًا على عقب.

سفير مصر بكينيا: مباراة الزمالك وتوسكر دون جماهير

مشهد يحبس الأنفاس.. غرق حافلة تقل 31 شخصا جراء الفيضانات في كينيا.. فيديو