عبد الرحمن مصطفى يكتب: استقيلوا يرحمكم الله!

خرج منتخب مصر من بطولة كأس أمم إفريقيا 2023، من دور الـ16 بعد الخسارة أمام الكونغو الديمقراطية، بركلات الترجيح، في مباراة انتهت بعد 4 أشواط منها 2 إضافيين بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما، وسط آداء لا يرتقي لوصفه بالمتواضع، للاعبي المنتخب الوطني.

لم يستحق منتخب مصر، التأهل إلى دور الـ16، بعد مشواره السيء في دور المجموعات الذي شهد تعادله في جميع المباريات أمام موزمبيق وغانا والرأس الأخضر، بنفس النتيجة 2-2، إلا أنه تأهل كوصيف عن المجموعة، ليتجدد الأمل لدى الجماهير المصرية بتحسن الأداء والنتائج مع الأدوار الإقصائية، لكن مات الأمل في دور الـ16 بالخروج المبكر للمنتخب الأكثر تتويجًا باللقب.

المؤشرات قبل أمم إفريقيا كانت تؤكد أن منتخب مصر يسير في الطريق الخاطئ تمامًا، في ظل المجاملات التي اعتمد عليها البرتغالي روي فيتوريا، في القائمة التي أعلنها للمشاركة في البطولة، بعد استبعاده لاعبين تألقوا بشكل لافت للأنظار مع أنديتهم، على آخرين كان يعلم تمامًا أنه لم يشارك ولو واحد منهم لدقيقة واحدة، فضلًا عن ضمه لمصابين، لمجرد فقط مشاهدة المباريات من الملعب.

صراحة فيتوريا هزمت موقف اتحاد الكرة، عندما أعلنها أمام وسائل الإعلام، بأنه لا يمكن أن يوعد الجماهير بالتتويج بلقب أمم إفريقيا، خلال مؤتمر صحفي انعقد بالقاهرة قبل السفر إلى أبيدجان، في وقت لم يخرج فيه أي مسؤول ليعاتبه على تصريحاته التي وضعت المجلس بالكامل في موقف محرج، وكأنه يتحدث عن منتخب هاوِ ليس له تاريخ لكي يذهب إلى كوت ديفوار من أجل الظهور المشرف فقط.

وكانت كل الأمور خاطئة تمامًا داخل معسكر منتخب مصر بكوت ديفوار، بدأت بأزمة محمد صلاح عندما أصيب ليعلن الجهاز الطبي غيابه مباراتين فقط عن المنتخب الوطني، قبل أن يخرج اللاعب في مؤتمر صحفي، ليلمح إلى رحيله عن معسكر الفراعنة ليعود إلى ليفربول الذي أعلن مدربه في وقتٍ لاحق عودة قائد الفراعنة بالفعل، للعلاج من الإصابة بـ«شد في العضلة الضامة»، في مشهد غير مسبوق، وكل هذا واتحاد الكرة في سُباتٍ عميق.

المُخزي والمحزن في هذا الأمر، أن إدارة اتحاد الكرة ليست ضمن أولويات واهتمامات المجلس الذي يقوده جمال علام، كما وضح على مدار عامين، فهم يتعاملون مع مناصبهم باعتبارها مجرد «عمل تطوعي» ولم يحققوا المطلوب رغم الاختبارات التي وضعوا فيها وفشلوا فيها، لذلك لقد حان الوقت لنقول لمجلس علام بالكامل «استقيلوا يرحمكم الله»، لعل استقالتكم تغفر لكم ما فات عند الجماهير المصرية.