عبلة كامل.. تريند جوجل رغم الغياب وحب لا ينتهي من الجمهور

رغم غيابها الطويل عن الأضواء، لا تزال الفنانة الكبيرة عبلة كامل قادرة على أن تتصدر المشهد متى ذُكر اسمها أو طُرحت صورتها. حالة نادرة في الوسط الفني، فنانة لا تشارك في أعمال جديدة، لكنها تحصد موجات متجددة من الحب والتقدير، بمجرد أن تطفو على السطح لقطة أو ذكرى من أعمالها.
في الأيام الماضية، تحوّلت صورة نشرت لها مؤخرًا إلى موجة حنين جارفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. الصورة، التي شاركها نجل شقيقها، كانت كفيلة بإشعال تريند حمل اسمها، وانهالت التعليقات التي لم تخلُ من الامتنان والشوق، لتؤكد أن عبلة كامل لم تغب عن قلوب المصريين، حتى لو غابت عن الشاشات.
صورة.. وحبٌ لا ينتهي
لم تكن الصورة التي ظهرت فيها عبلة كامل ضمن مناسبة فنية أو مشروع جديد، بل لحظة عائلية بسيطة، لكنها كانت كافية لتُذكر الجميع بمكانة هذه الفنانة الفريدة.فعبلة كامل ليست مجرد ممثلة بارعة، بل حالة إنسانية وفنية استثنائية، ارتبط بها الجمهور وجدانيًا من خلال شخصياتها التي تعيش في الذاكرة، كأنها من واقع حياتهم.
انهالت التعليقات على الصورة، تستعيد ملامح من أعمالها الخالدة مثل 'لن أعيش في جلباب أبي'، و'حديث الصباح والمساء'، و'عفاريت السيالة'، و'أين قلبي'، وغيرها. كتب أحد المتابعين: 'عبلة كامل هي الشاشة في أصدق حالاتها... هي الدفء والصدق والبساطة بلا تكلّف.'
من البحيرة إلى قلوب المصريين
وُلدت عبلة كامل في 17 سبتمبر 1960 بمحافظة البحيرة، في قرية 'نكلا العنب' التابعة لمركز إيتاي البارود. نشأت في بيئة ريفية بسيطة، لكن شغفها بالفن قادها نحو دراسة المسرح في كلية الآداب بجامعة القاهرة، ومنها بدأت مسيرتها الفنية.انطلقت من المسرح الجامعي، ثم التحقت بـ'مسرح الطليعة'، وشاركت في بداياتها بعدد من العروض الجادة، أبرزها 'نوبة صحيان'، و'وجهة نظر' مع محمد صبحي، والتي شكّلت لها نقلة فنية كبيرة، قبل أن تنتقل إلى شاشة السينما والتلفزيون وتصبح إحدى أعمدتهما.
رحلة فنية بصوت هادئ وبصمة لا تُنسى
خلافًا لكثير من نجوم جيلها، لم تسعَ عبلة كامل للبطولة المطلقة أو الصخب الإعلامي، بل جعلت من كل دور تؤديه نافذة للصدق والروح، فحصدت قلوب الناس دون مجهود.من أهم محطات مسيرتها:
'لن أعيش في جلباب أبي': شخصية 'فاطمة' التي قدمتها ببراعة لا تُنسى، حتى أصبحت مثالًا للأم والزوجة المصرية ببساطتها وطيبتها.
'حديث الصباح والمساء': أدوار متنوعة عبر أجيال، أثبتت من خلالها قدرة نادرة على التحول والمرونة.
مسلسل 'ريا وسكينة' بشخصية 'ريا'، صنعت ثنائية لا تُنسى مع الفنانة سمية الخشاب.
'خالتي فرنسا' و'اللمبي': أدوار كوميدية خفيفة بروح ساخرة وتلقائية محببة.
'امرأة من زمن الحب'، 'أين قلبي'، 'عفاريت السيالة': دراما اجتماعية أثبتت فيها عبلة أنها قادرة على ملامسة أعمق المشاعر الإنسانية.
غائبة ولكن حاضرة في قلب الجمهور
رغم قرارها المفاجئ بالابتعاد عن التمثيل منذ سنوات، لم تنسحب عبلة كامل من قلوب جمهورها. بل على العكس، زاد غيابها من محبتهم، وحوّلها إلى رمز نادر للفن الحقيقي والموهبة الفطرية.لم تُصدر تصريحات، ولم تخض معارك فنية أو إعلامية. اختارت الصمت، لكن حضورها ما زال فاعلًا في الذاكرة، ومشهدًا دائمًا في كل بيت شاهد أعمالها وتربّى على دفء شخصياتها.