«عزيزة» في دعوى خلع: مش عايز يخليني أصلي في المسجد
تعيش «عزيزة» 30 سنة، حياة هادئة بإحدى القرى في محافظة الغربية، مع زوجها "صلاح" 38 سنة، والذي يعمل تاجر في المواد الغذائية، ورزقهما الله بطفلين 6 و 4 سنوات. ولكن النجاح الذي حققه الزوج في تجارته أجبره على النزوح إلى القاهرة، وفتح محل ومخزن لتجاره الأغذية وكان يباشر تجارته بنفسه، فانتقلت الأسرة معه إلى أحد أحياء القاهرة القريبة عمله.
وكانت حياة الأسرة مستقرة والزوج يحقق نجاحات في تجارته، ولكن شيء واحد كان يمنع تلك السعادة من الاستمرار، وهو أن الزوج الريفي صاحب التقاليد العقيمة كان يمنع زوجته من الخروج من منزل الزوجية بالقاهرة، تحت أي سبب مدعيا أن الحياة في المدينة خطيرة ولا يجب على المرأة أن تنال الحرية التي تنالها في القرية، التي كانوا يسكنون فيها لأنها ببساطة قريه تجمع مجموعة من العائلات من أقارب وأصدقاء، ولا يمكن أن تصاب المرأة في هذا المجتمع الريفي بأي ضر، لكن مجتمع المدينة مليء بالأخطار.
ورغم أن الزوجة كانت تستوعب وجهة نظر الزوج، إلا أنها كانت تريد أن تذهب للصلاة في المسجد حتى يوم الجمعة، الذي يبعد مئات الأمتار عن منزلها ، فكان الزوج لا يسمح لها بالذهاب ، ولكن في صلاة الأعياد كانت تتوسل اليه أن يسمح لها بالصلاة.
طال صبر الزوجة لمده شهور وكل أسبوع في موعد صلاة الجمعة تترجى الزوج، ولكنه يرفض رغم أنه يذهب إلى المسجد صحبة طفليه للصلاة ويحرمها ، فلم تتحمل الزوجة ذلك الضغط وهي تعلم الوصية النبوية التي تقول "لا تمنعوا ايماء الله من المسجد".
فتوجهت إلى محكمة أسرة بندر إمبابه، لرفع دعوى خلع أمام القضاء، بصحبة أيمن محفوظ المحامي، حاول الزوج مصالحة الزوجة، ولكنها رفضت حتى وجهت المحكمة للزوج النصيحة بأن منع الزوجة من الصلاة في المسجد يعد اعتداء على حرية الزوجة وقهر لها، وتم تأجيل الدعوي لمده شهرين حتى يرجع الزوج عن أفكاره.
وفي الجلسة المحددة دخلت الزوجة مع زوجها لتشكر عدالة المحكمة وأن الزوج يصحبها للصلاة في المسجد باستمرار وأن رجوع الزوج عن تلك الأفكار، كان سبب في عدم خراب البيت وتركت الزوجة الدعوي للشطب، وهي سعيدة بالنتيجة التي وصلت إليها.