عفاف في دعوى خلع.. «بياكل الزجاج وخلص على كوبيات النيش»
وقفت "عفاف" سيدة في السابع والعشرون من عمرها، تمسك في إحدى يديها بعض الأوراق، وباليد الأخرى فنجان من القهوة، ومتكأه على أحد جدران محكمة مدينة نصر، والدموع تنهمر من عينيها، تنظر خائفة ومترقبة أن يعلن "حاجب المحكمة" مواعد نظر جلستها، وأثناء ذلك فتح باب القاعة وبدأ الجميع في الدخول، وهنا زاد قلقها، بالإعلان عن قضيتها.
وداخل قاعة المحكمة، تذكرت مأساتها مع زوجها "حلمي" ثلاثون عاما، موظف حكومي، والتي بدأت منذ ستة تقريبا، عندما تقدم لها وطلب يدها والزواج منها "زواج صالونات"، وبعد أربعة أشهر تقريبا هي فترة الخطوبة، تمت مراسم الفرح وسط الاهل والأصدقاء، والإقامة في شقة يمتلكها حيث انها أرث من والدة، وكانت فرحة "عفاف" كبيرة ولا توصف، حيث ستكون ملكة في بيتها الجديد دون أن يشاركها أحد من عائلة زوجها لأنه يتيم الوالدين وليس له سوى شقيق واحد يقيم خارج البلاد.
واستمر الزواج بينهما في هناء سرور، لمدة ستة أشهر، لكن الزوجة خلال هذه الفترة لاحظت شيء غريب وهو اختفاء بعض "الكوبيات الزجاج"، وبحث كثيرا لكنها لم تجد معالم لهم، وسألت زوجها وأنكر معرفته بمكانهم، حتى جاء اليوم الموعود، عندما استيقظت في منتصف الليل، ولم تجد زوجها بجوارها، وسمعت أصوات "همس" خارج غرفة النوم، فظنت في البداية أن زوجها يقوم بخيانتها ويجري محادثات تليفونية مع امرأه أخرى، ليقع عينيها على مصيبة كبيرة وهو "قيام زوجها بأكل كوب زجاج"، وعندما شاهدها أرتبك وأخبرها بالحقيقة، وهو أن لدية مرض بأكل "الزجاج"، ولم يخبرها قبل ذلك خوفا من أن تتركه وتعلقه وحبه لها، وخاصة أن بينهما "جنين".
نشبت بينهما مشادة كلامية، ووعدها الزوج بأنه سوف يذهب لأحد الأطباء للعلاج، ووافقت الزوجة، ولكن الزوج لم يفي بوعده، وظل يأكل "الزجاج"، حتى أنهي على "كوبيات النيش الزجاجية"، ونشبت بينهما مشادات ومشاجرات، حتى قام بطردها قائلا: "مش هاروح للدكتور ومش عايز اتعالج"، فطلبت منه الطلاق ولكنه رفض.
لذلك توجهت لمحكمة أسرة مدينة نصر، بصحبة نهى الجندي المحامية، لرفع دعوي خلع، لأنها "خائفة على نفسها وطفلها الرضيع ومن كلام الناس"، وبعد تداول القضية لعدة جلسات وفشل محاولات الصلح، تم الحكم بالخلع.