عمرو الخياط يكتب: مصر.. قبلة شباب العالم
أيام قليلة وينطلق منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ، للعام الثاني علي التوالي يحج الشباب من مختلف دول العالم إلي مدينة السلام سفيرا لبلده إلي مصر ليعود محملا برسائل الحقيقة التي حتما ستطمس أوهام الحملة الإعلامية الممنهجة ضد الدولة المصرية.
المنتدى هو دعوة من الدولة المصرية من أجل ممارسة عملية للشفافية علي أرض الواقع، المنتدي هو تعبير عملي عن احترام مصري للاختلاف واعتباره وسيلة من أجل التواصل والتعارف.
ليس هذا فحسب بل إن الهدف هو تمكين الشباب المصري المشارك من القيام بجولة مكثفة حول العالم تتحقق بمخالطته لمختلف الثقافات المشاركة فيتبادل الرسائل مع نظراء جيله من خلال اتصال شخصي مباشر حتما ستكون تأثيراته راسخة في نفوس العائدين إلي بلادهم بعد انتهاء المنتدي لكن تأثيراته لن تنتهي.
• • • ليس اجتماعا دوريا من أجل الاستعراض بل دعوة ونداء مصري للالتفاف والتوحد حول معاني الإنسانية والسلام، فإذا كانت الدول تتهافت لاستضافة البطولات العالمية أو المهرجانات الدولية، فإن مصر تحرص علي أن تكون أرضا لمنتدي الإنسانية دليلا دامغا علي أن السلام الاستراتيجي هو عقيدة ثابتة علي مر تاريخ الدولة المصرية التي لم يسجل عليها حالة واحدة للمبادرة بالاعتداء كما لم يسجل عليها حالة واحدة من الاستكانة لهزيمة.في شرم الشيخ توجه مصر نداءها إلي المستقبل وإلي الشباب الذي سيدير هذا المستقبل ويمتلكه ويسلمه لمن بعده، رسالة المنتدي هي قرار مصري بجرأة الانفتاح علي العالم لتقول إن مصر ليس لديها ما تخشاه لتنكفئ علي ذاتها، فإذا كانت السياسة تُمارس في المؤتمرات والغرف المغلقة، فإن مصر صاحبة قرار ممارسة السياسة الإنسانية تحت ضياء شمسها الساطعة.
• • • في الدورة الثانية لمنتدي شباب العالم يبث برنامج »كافيه شو» الفرنسي حلقاته يوميا من أرض المنتدي لينقل إلي العالم رسائل السلام والمحبة التي لم تكن لتتم إلا بفعل ثورة ٣٠ يونيو التي حققت أهدافها ثم سلمت نفسها طوعا إلي الدولة المصرية، لتثبت انها ثورة رشيدة لدولة رشيدة.القائمون علي البرنامج ومقدموه ومعدوه لم يكونوا ليشدوا رحالهم إلي منتدي السلام إلا بعدما أدركوا وتيقنوا وفرض عليهم ضميرهم الإنساني والمهني ضرورة أن يساهموا في اثراء الإنسانية بمناقشات ولقاءات هذا المنتدي، وليكونوا صوتا حيا شاهدا علي استقرار الدولة المصرية وقدرتها علي إدارة المد الثوري والبدء في مرحلة تثبيت الدولة داخليا، وصولا إلي الانطلاق نحو العالم.
مصر التي أضافت إلي الإنسانية حقا في مكافحة الإرهاب، فإنها اليوم تضيف حقا جديدا في امتلاك الحقيقة، فإذا كانت الدول تخضع قسرا للجان التحقيق وتقصي الحقائق، فإن مصر بإرادتها الحرة تقدم هذه الحقائق للعالم بأسره.
• • •
لقد تحول المنتدي إلي مؤسسة للشباب تفجر طاقاتهم في الإدارة والإبداع ومهارات الاتصال، فإذا كانت شبكات التواصل الاجتماعي الافتراضي تحاول فرض نفسها علي جيل بأكمله، فإن المنتدي سينشئ شبكات جديدة للتواصل الاجتماعي الواقعي، لتمنح الفرصة للأجيال لبناء مستقبلهم علي قواعد الواقع وليس الافتراض.المنتدي هو مبادرة مصرية لإعادة بناء وترميم السلام الاجتماعي العالمي الذي تأثر بالحروب الإلكترونية خلف شاشات الوهم التي أتاحت التمدد في مساحات من الوعي فشوهت بداخلها مفاهيم السلام والإنسانية وورطتها في حروب ليس فيها منتصر، فجاء المنتدي دعوة لشباب العالم لإعادة اكتشاف إنسانيته وفطرته.
• • •
بهذه المعاني والمشاعر أعدت أجندة اللقاء الثاني للمنتدي، لتضع دستورا للسلام ولتثبت أنه واقع يحتاج لإرادة إنسانية تعلو علي كل إرادة سياسية.
سيبدأ المنتدي بمناقشة مفتوحة وعلنية تهدف لوضع إطار محدد لدور قادة العالم في تحمل مسئولياتهم في بناء واستدامة السلام.البداية ستنطلق تحت عنوان السلام المستدام إقرارا بحق الأجيال القادمة في العيش في كنف هذا السلام والاستمتاع به، بدلا من أن يضيع عمرها في تضميد جراح الماضي، المنتدي سيعلن رسالة الإنسانية في حق الأجيال في استكمال مسيرة البناء بدلا من أن تقضي أعمارها تحت أنقاض الدول وإعادة الإعمار. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم.