فاتن عبد المعبود تكتب: ضمانات نجاح الحوار الوطني

فى اللحظات الفاصلة فى عمر الاوطان ،والتى تكون حاسمة ،ومحددة للمرحلة المقبلة لهذا الوطن يتوقف الجميع ليضع خطة وطنية محددة يكون محورها الاول والأخير هو بناء الوطن واستقراره.

وفى مصرالان فرصة حقيقيه لتوحيد الصفوف ،ودمج الأفكار ،وطرح جديد لرؤية مستقبلية لوضع مصر وتحديده .

من الأهمية بمكان فهم مغزى الحوار الوطنى ،وجلساته التى دعا اليه الرئيس ،وان الموضوع ليس تباهى ولا شهره ولا مكانه خاصة ولا سيطره ،وإنما المشاركة يجب ان تكون نابعه من مسئولية ،ورغبة حقيقية فى بناء رؤية مصرية جديدة تحدث نقلة نوعية حقيقية يلمسها العالم اجمع ،ويشعر بها المواطن الكادح المطحون فى الداخل .

من يشارك فى جلسات الحوار الوطنى عليه ان يعلم ماهية ثقافة الحوار التى يغلب عليها مراجعة الكلام، وتداوله،لمعالجة قضية من قضايا الفكر، والعلم، والمعرفة، بأسلوب متكافئ، يغلب عليه طابع الهدوء، والبعد عن الخصومة .

الحوار هو الوسيلة الأقدم والأسرع للتواصل بين الناس منذالقدم ،وأهمية إتقان آدابه ومهاراته كان ولا يزال الخطوة الأولى للبحث إما عن حل لمشكلة أو إجابة على تساؤلات ، أو لإنهاء الخلافات والانشقاقات .

اننا نتطلع لحزمة من الإصلاحات السباسيه تفتح الآفاق للانضواء تحت عباءة الهوية الوطنية التى لا تعرف الإقصاء او الأبعاد إنما رضاء غالبية المصريين على النظام السياسي الذى يعبر عنه بمشاركة جميع القوى الوطنية ،وبناء حوائط ضد وخطوط دفاع قوية تمنع عودة الجماعة الإرهابية وفصائلها الى الحكم مرة ثانية .

الحوار هو الذى يفتح أبواب الممارسة الديمقراطية ويغلق منافذ الديكتاتورية والقمع والحكم بغير دولة القانون، وهذا ما تحقق فى ثوره الشغب المصرى العظيم فى ٣٠ يونيو التى استردت مصر من بين براثن جماعات الشر التى حاولت اختطاف الوطن الى عصور العنف والقسوة والحكم بالسيف والجلاد .

وما يجب ان نهتم به ألّا يكون اختلاف وجهات النظر سبباً للتباعد والتنافر بل يجب محاولة تكرار الحوار بأسلوب راقٍ ،ومحاولة تقريب وجهات النظر والبحث عن القواسم المشتركة بين أطراف الحوار حتى نصل إلى حل مناسب ،وتقارب في الآراء وبه يكون الحوار حواراً مثمراً.

الوحدة الوطنية ومحاربة التطرف، وتعزيز الشخصية المصرية وتعزيز قيم الوسطية والتسامح-، والحوار الحضاري مع الثقافات المختلفة، والنماذج الوطنية للتعايش، وموضوع غرس المبادئ والقيم الوطنية وتعزيز الانتماء الوطني، هى احد اهم الأهداف التى يجب علينا وضعها امام اعيننا عند الاشتراك فى هذا الحوار الوطنى .

ان دعوه الرئيس لهذا الحوار الوطنى تحمل كسرا للقطيعة والتراكمات النفسيه التى أفرزتها الأحداث والمؤمرات الصعبة التى مرت بها مصر وأيضا دعوه للانخراط الوطنى وان الاختلاف لا يعنى مطلقا الاختلاف وعلى كل اطياف المجتمع ومن يحملون مسئولية المعارضة الهادفة ان يعلموا انه من الممكن ان تقول القصة وتدع الاخر يكملها .

آن للجميع ان يعى ان المصالح والمكاسب الشخصية لن تعود على صاحبها بالنفع فى وطن ضائع مهزوم وان المكاسب الحقيقية تكمن فى نجاح المجتمع باكمله .

احلم بوطن تسوده قيم التعايش والتسامح ،وثقافه الحوار ان تكون مبادئ الإنسانيه هى أساس التعامل ،وان تكون قناعات التسامح موجوده داخل البناء الفكرى لكل مواطن مغروسة بوجدانه وعقله هنا فقط نستطيع ان نقف رافعين رؤسنا فخورين بما حققناه لاننا جميعا واحد فوجودى مرتبط بوجود الاخر ،ولولا التكامل ما كانت الحياه .

ان جلسات الحوار الوطنى فرصه حقيقية أتمنى ان يغتنمها الجميع لبناء مصر وتقدمها .

فاتن عبد المعبود تكتب.. الدوم (تحيا مصر )

فاتن عبد المعبود تكتب.. لعن الله من أيقظها

فاتن عبد المعبود تكتب إفطار المبادرات الوطنية