فاتن عبد المعبود تكتب: الأمم لا تُبنى بالكلام

 

كلما  شاهدت اجتماعات الرئيس الخاصة بإنشاء المدينة الرياضية أو تطوير الصالات ،والاستادات وتوفير أحدث السبل لاستضافة الأحداث الرياضية العالمية على ارض مصر ،كلما تبادر لذهني ذكرى صفر المونديال ،وكم كنّا تعساء لحصول مصر على الزيرو وقامت الدنيا ولم تقعد لماذا لم تنظم مصر هذا الحدث ؟وكيف لدولة جنوب أفريقيا أن تنظمه  ومصر بما تملكه من تاريخ وحضارة لا تستطيع  ؟

وتمر السنوات ،ونعرف إجابة السؤال مصر لم تحصل على تنظيم المونديال لأنها لم تكن لديها ابسط أسس البنية التحتية والمنشآت  لمنظومة الرياضة ،لقد تأخرنا كثيرا ولكن من الأفضل أن تصل متأخرا على ألا تصل أبدا. .

بغض النظر عما اتخذته الحكومة المصرية من قرارات في ذلك الوقت ،و إحالة الموضوع إلى لجنة لتقصي الحقائق لاستبيان أوجه القصور في الملف ،فالجميع عندما رأى قدرات جنوب أفريقيا في ذلك الوقت عرف لماذا لم ننظم البطولة .

الدرس المستفاد أيضا أننا توقفنا كثيرا للحديث عن عظمة ماضينا وحضارتنا القديمة ،وهذا ليس عيبا وإنما الخطأ الكبير هو أننا نتحدث فقط عن الماضي دون العمل على بناء الحاضر ،والمستقبل ،وتكملة ما فعله الأجداد.

نحن توقفنا طويلا  للحديث عّما حققه الأجداد ونسينا أن على الأبناء تكملة البناء والتعمير، وأن حضارة الماضي لن تشفع لنا في ظل هذا التطور السريع في بلدان العالم المختلفة التي تسعى للوصول إلى الصدارة.

ومنذ عام ٢٠١٤ كان التوجه لعمل نهضة فى كل المجالات ومن بينها الرياضة ،ونظمت مصر الكثير من البطولات الرياضية منها بطولة الأمم الأفريقية ،وبطولة كأس كره السلة ،واليد والسلاح والخيول وغيرها .

بناء الإنسان  والعمل الجاد هو السبيل الحقيقي والوحيد لامتداد حضاراتنا ومجدنا، فالأمم والأمجاد لا تبنى بالكلام.