«فتاة المعادي».. دماء ذكية على الأسفلت أنصفها القضاء بعد 77 يوما

أسدلت محكمة جنايات القاهرة، والمنعقدة بالتجمع الخامس، الستار بعد 77 يوما، في القضية المعروفة إعلاميا «فتاة المعادي»، وقضت برئاسة المستشار وجيه حمزة شقوير، بإعدام اثنين من المتهمين وبراءة الثالث.

رد فعل والد الضحية عقب الحكم 

قال محمد علي، والد الفتاة، إن «حكم الإعدام، أثلج صدري وانتصر للحق واقتص من قتله ابنتي أحمدالله، ولا شيء يعوضني عن ابنتى»، موجها الشكر للقضاء المصري.

المتهم الثالث: «يحيا العدل»

عقب صدور حكم ببراءة المتهم الثالث قال: «يحيا العدل..  يحيا العدل.. والله أنا برئ.. وكنت بصلي  كل يوم عشان ربنا ينجيني.. والحمدلله».

إحالة للجنايات والاتهامات

في 21 أكتوبر، أمرالمستشار النائب العام،  بإحالة ثلاثة متهمين محبوسين إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لاتهام اثنين منهم بقتل المجني عليها «مريم» عمدًا بحي المعادي يوم الثالث عشر من شهر أكتوبر الجاري، حيث اندفع أحدهما تجاهها قائدًا سيارة بالطريق العام، ولما اقترب منها انتزع الآخر حقيبة من على ظهرها حاولت المجني عليها التشبث بها، فصدماها بسيارة متوقفة بالطريق ودهساها أسفل عجلات السيارة التي يستقلانها، قاصدين من ذلك إزهاق روحها ليتمكنا من الفرار بالحقيبة، فأحدثا بها إصابات أودت بحياتها، وقد اقترنت هذه الجناية بجناية أخرى؛ أنهما في ذات الزمان والمكان سالفي الذكر سرَقَا مبلغًا نقديًّا ومنقولات من المجني عليها وذلك في الطريق العام حالَ كونهما شخصيْنِ حامليْنِ سلاحين مخبئين (ناري وأبيض)، وذخائر مما يستخدم في السلاح الناري، وكان ارتكاب جناية القتل بقصد إتمام واقعة السرقة.

المتهم الثالث

بينما اتهمت «النيابة العامة» المتهم الثالث باشتراكه مع الآخريْنِ بطريقي الاتفاق والمساعدة في ارتكاب جريمة القتل، حيث اتفق معهما على ارتكابها وساعدهما بإمدادهما بسيارة ملكه لاستخدامها في ارتكاب الجريمة مع علمه بها، فوقعت الجريمة بناء على هذا الاتفاق وتلك المساعدة، فضلًا عن اتهام أحد المتهمين بإحرازه جوهر الحشيش المخدِّر بقصد التعاطي.

الأدلة وسماع الشهود

كانت الأدلة التي أقامتها «النيابة العامة» على الاتهامات المبينة حاصلها شهادة سبعة شهود تعرف أحدهم على المتهم الذي قاد السيارة المستخدمة في الجريمة حال عرضه عليه عرضًا قانونيًّا، وإقرارات المتهمين اللذين ارتكبا واقعة القتل والسرقة في التحقيقات، والتي تطابقت مع ما شهد به الشهود، وإقرارهما بتصوير حصلت عليه «النيابة العامة» أظهر المجني عليها قبل وقوع الجريمة بلحظات حاملة الحقيبة المسروقة، وكذا أظهر لحظة سقوطها ومرور أحد إطارات السيارة عليها. هذا فضلًا عن إقرار أحد المتهمين بتعاطيه جوهر الحشيش المخدر، وثبوت ذلك في تقرير «مصلحة الطب الشرعي» نتيجة تحليل العينة المأخذوة منه.

بداية الواقعة

في 15 أكتوبر، تلقت «النيابة العامة» في غضون الساعة السابعة مساءً بلاغًا من غرفة عمليات النجدة بقسم شرطة المعادي، بوفاة المجني عليها «مريم» البالغة من العمر أربعة وعشرين عامًا بحي المعادي، وأنَّ شاهدًا قد أبلغ الشرطة برؤيته سيارة (ميكروباص بيضاء اللون) يستقلُّها اثنان، انتزع مُرافِق سائقِها حقيبةَ المجني عليها منها، ممَّا أدى إلى اصطدامها بسيارة متوقفة ومن ثَمَّ وفاتها.

معاينة النيابة ووجود آثار دماء ملطخة بالرمال

وانتقلت «النيابة العامة» لمناظرة جثمان المجني عليها وتبينت إصابتها بأنحاء متفرقة من جسمها، كما انتقلت لمعاينة مسرح الحدث بصحبةِ ضُبَّاط «الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية»، فتبينت آثار دماء ملطخة بالرمال على مقربة من إحدى السيارات، فأخذت عينات منها، وكلَّفتْ ضباطَ الإدارة بمضاهاتها بعينة دماء المجني عليها.

مقاطع فيديو

كما تمكنت «النيابة العامة» من الحصول علي خمسة مقاطع مرئية من آلات المراقبة المُطلَّة علي موقع الحادث، والتي تبيَّن منها مرورُ السيارة التي استقلها المتهمان بسرعةٍ فائقة.

الشهود

وقد سألت «النيابة العامة» شاهدًا رأى المجني عليها في صحبة أخرى تتحدثان بالقرب من السيارة التي عثرت «النيابة العامة» على آثارٍ دمويَّةٍ بالقرب منها، وخلال توقفهما اقتربت سيارة ميكروباص بيضاء اللون مطموس بيانات لوحتها المعدنية الخلفية، يستقلها اثنان أدلى بمواصفاتهما، حيث انتزع مرافق سائقها حقيبة المجني عليها التي كانت ترتديها على ظهرها، وتشبث بها خلال تحرك السيارة ممَّا أخلَّ بتوازن المجني عليها، فارتطم رأسُها بمقدمة السيارة التي كانت تتوقف بجوارها، وفرَّ الجانيان بالحقيبة، بينما ابتعدت الفتاة التي كانت بصحبة المجني خوفًا أثناء وقوع الحادث، وأضاف بأن المجني عليها قد مكثت قرابة نصف ساعة بمكان الحادث حتى قدوم سيارة الإسعاف، ثم فارقت الحياة.

استدعاء فتاة كانت بصحبتها

وقد قررت «النيابة العامة» استكمالًا للتحقيقات استدعاء مَن كانت بصحبة المجني عليها لسماع شهادتها، وتكليف «الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية» ببيان الأفعال المادية الظاهرة بالمقاطع المأخوذة من آلات المراقبة للواقعة، وطلبت تحريات الشرطة حول الحادث وضبط مرتكبيه، وجارٍ استكمال التحقيقات.

أولى الجلسات

في 28 أكتوبر، نظرت الدائرة 20 بمحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، اليوم الأربعاء، اولى جلسات محاكمة المتهمين،  برئاسة المستشار وجيه حمزة شقوير، وعضوية المستشارين مجدي عبدالمجيد عبداللطيف وأشرف عبدالوهاب كمال الدين العشماوي وأيمن عبدالرازق محمد، وأمانة سر سعيد عبدالستار ومحمود عبدالرشيد.

إحالة إلى المفتي

في 25 نوفمبر، قررت المحكمة، بإحالة المتهم الأول والثاني إلى المفتي لإبداء الرأي الشرعي في إعدامهما وتأجيل القضية لجلسة 30 ديسمبر للحكم.

«القصاص» الإعدام للقتلة

في 30 ديسمبر، أصدرت الدائرة 20 حكمها، بمعاقبة المتهم الأول «وليد ع ف ع» والمتهم الثاني «محمد أ م ج ال» وشهرته «محمد الصغير» بالإعدام للاثنين، وبراءة المتهم الثالث «محمد ع م» وشهرته «حماصة».

الإعدام لـ متهمين اثنين وبراءة آخر في قضية «فتاة المعادي»

دفاع المتهمين بقضية «فتاة المعادي»: «مكنش قصدهم يقتلوها.. وكان ممكن تسيب الشنطة»

إحالة أوراق المتهمين بقتل «فتاة المعادي» إلى المفتي