فرقة كوستروما الروسية تتألق في احتفال اليوم الوطني الروسي بمشاركة مصرية

في أمسية فنية استثنائية، عاش جمهور دار الأوبرا المصرية ليلة ساحرة احتفالًا باليوم الوطني الروسي، حيث نظّمت السفارة الروسية بالقاهرة احتفالية كبرى جمعت بين الفن الروسي الأصيل والفلكلور المصري العريق، وذلك في حضور عدد من الوزراء المصريين والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي والشخصيات العامة.
شهد الحفل مشاركة لافتة من فرقة كوستروما الروسية للفنون الشعبية، التي قدمت عرضًا بصريًا مدهشًا تفاعل معه الحضور بشكل كبير، بمشاركة فرقة رضا المصرية للفنون الشعبية، التي أضفت بلمستها المميزة روحًا شرقية أصيلة على أجواء الاحتفال.
وفي كلمته خلال الحفل، أعرب السفير الروسي بالقاهرة عن امتنانه العميق لوزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية على استضافة هذه الاحتفالية، مؤكداً اعتزاز بلاده بمستوى العلاقات الثنائية المتنامي مع مصر. وأشار إلى التاريخ الطويل الذي يجمع بين الشعبين، مشيدًا بدور روسيا التاريخي في ترسيخ قيم العدل ومحاربة النازية والاستعمار.
وأضاف السفير أن روسيا اليوم تواجه تحديات كبرى أمام محاولات الهيمنة الغربية، خاصة من حلف الناتو، مؤكدًا أن بلاده لم تكن البادئة بالتصعيد بل تحمي مصالحها ومصالح الشعوب التي ترغب في العيش وفق ثقافتها وهويتها، وليس بفرض خارجي. وأشار إلى أن روسيا تمكنت من الصمود والتقدم رغم فرض أكثر من 29 ألف عقوبة غربية، بفضل قوتها الصناعية والزراعية، والأهم، الروح المعنوية للشعب الروسي.
أما العرض الفني، فقد قدّمت فرقة رضا لوحة راقصة من الفلكلور الشعبي المصري، نالت استحسان الجمهور، أعقبها عرض مبهر من فرقة كوستروما، التي تُعد واحدة من أعرق الفرق الروسية، حيث قدّمت لوحات فنية مذهلة تُجسد تاريخ روسيا عبر العصور، منذ دخول المسيحية إلى روسيا، مرورًا بعصر القياصرة، وما قبل الثورة، وأول رحلة فضائية في التاريخ، وصولًا إلى تنوع شعوب القوقاز وسيبيريا.
العرض الذي يتكون من جزأين، استخدم أحدث التقنيات الفنية والبصرية، إلى جانب تصميمات مبهرة للأزياء، وديكور مبدع وخلفيات مرئية تُضفي طابعًا تاريخيًا فنيًا على الأداء. وقد نجحت الفرقة في المزج بين الإبهار المسرحي والدقة الفنية، لتقديم مشاهد نابضة تنقل المشاعر العميقة والثقافة المتنوعة للشعب الروسي.
فرقة كوستروما، التي تحيي قرابة 80 عرضًا سنويًا، سبق أن قدّمت عروضها في 27 دولة أمام ملوك ورؤساء، وتمت مشاهدة عروضها من قبل أكثر من 7 ملايين مشاهد حول العالم. وتُعد من أبرز رموز الفن الروسي الشعبي المعاصر.
وفي ختام الأمسية، أكد شريف جاد، رئيس جمعية خريجي الجامعات الروسية والسوفيتية، والأمين العام لجمعية الصداقة المصرية الروسية، أن الجمعية حرصت على مشاركة السفير الروسي الاحتفال وتقديم التهنئة، مشيرًا إلى أهمية المبادرات الثقافية الأخيرة، خاصة التعاون بين أكاديمية الفنون المصرية وفرقة رضا وزيارات فرقة كوستروما، كجسر ثقافي يُعزّز العلاقات بين الشعبين المصري والروسي في المستقبل القريب.