فيلم أقورا يواصل عروضه في تونس بعد نجاحه الدولي

بعد رحلة فنية دولية ناجحة، انطلق عرض فيلم "أقورا" للمخرج علاء الدين سليم داخل تونس، حيث يُعرض في 17 دار سينما في عدد من المدن التونسية، وتستمر العروض حتى يوم 20 أبريل، بواقع عدة عروض يوميًا، ليستكمل الفيلم رحلته التي بدأت بعرض عالمي أول في مهرجان لوكارنو السينمائي، حيث فاز بجائزة باردو فيردي المخصصة للأعمال ذات التناول البيئي المؤثر.
أقورا الذي سبق وشارك أيضًا في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ضمن برنامج "اختيارات عالمية"، يأخذ المشاهدين إلى مدينة معزولة، يعود فيها بعض الأشخاص المفقودين في ظروف غامضة، ما يثير الرعب والانقسام بين سكانها. ويقود "فتحي" مفتش الشرطة المحلية رحلة كشف هذا الغموض، بمساعدة الطبيب "أمين"، لكن الأمور تزداد تعقيدًا مع وصول مفتش جديد من العاصمة يُدعى "عمر"، ويدخل الجميع في مواجهة بين الإيمان والشك، والخوف والتقبل.
الفيلم تلقى إشادات نقدية عالمية، حيث وصفه موقع Dirty Movies بأنه "قصة منعشة حول الصراعات في عالم رأسمالي، وتعليق سياسي واجتماعي على الواقع التونسي"، بينما اعتبرته ذا نيو عرب "قصة تحذيرية ذات رؤية فنية جريئة، ودعوة شعرية لتجنّب الكوارث".
وقدّم علاء الدين سليم الفيلم كحالة حلم/كابوس يتناوله كلب أزرق وغراب أسود يشهدان نهاية البشرية من خلال عودة ثلاثة مفقودين في ظروف غامضة. وقال: "في نهاية الفيلم، يخبر الغراب الكلب أنه لا يريد لأطفاله أن يعيشوا على هذه الأرض البغيضة"، في إسقاط فلسفي عن الفوضى، وغياب اليقين، وصراع القوى الدنيوية والروحية.
يشارك في بطولة الفيلم عدد من الأسماء البارزة في السينما التونسية، منهم ناجي القنواتي، بلال سلاطنية، مجد مستورة، والوجه الصاعد سونيا زرج عيونا، بينما تولى التصوير أمين مسعيدي، وألّف الموسيقى التصويرية كل من رامي حرابي، إسماعيل الأسود، وغسان بن إبراهيم.
أقورا يُعد واحدًا من أبرز التجارب السينمائية التونسية المعاصرة التي تمزج الفلسفة بالخيال، وتطرح تساؤلات كبرى عن الإنسانية والهوية، في عمل بصري يفتح أبوابًا للتأويل، ويضع الجمهور أمام مرآة الواقع المغلف بالرمزية.