في ليلة العيد.. حكاية محمد واجه لصوص وحده وسقط ضحية على الأوتوستراد

لم يكن يعلم "محمد عبدالسلام" أن آخر يوم له في العمل سيكون هو اليوم الأخير في حياته. كان العيد على الأبواب، والكل يستعد للفرحة، إلا أن محمد – موظف أمن في أحد المستشفيات – قرر أن يؤدي نوبته حتى النهاية دون أن يطلب راحة أو إجازة.
في مساء ليلة العيد، أنهى محمد نوبته وخرج متجهًا إلى منزله في حلوان. وقف في مكان هادئ على طريق الأوتوستراد بانتظار وسيلة مواصلات تعيده لأسرته، لكن القدر كان له رأي آخر.
من بين الظلام، خرج إليه 3 أشخاص. لم يكونوا غرباء عن عالم الإجرام، بل اعتادوا على استغلال الأماكن النائية لتنفيذ جرائمهم. اقتربوا منه بخطى ثابتة.. وأعينهم لا ترى سوى ما في جيوبه.
حاول محمد أن يدافع عن نفسه، لم يستسلم، لم يرضخ. قاوم بكل ما يملك من قوة، لكنه كان بمفرده، وهم ثلاثة. انهالوا عليه طعنًا وسقط في بركة من دمه، يُنهي حياته قبل أن يفرح بقدوم العيد أو يحتضن أولاده.
بلاغ ورد إلى قسم شرطة 15 مايو. تحركت قوة أمنية لموقع الحادث، وهناك عُثر على جثة محمد.. جسد بلا روح، وسؤال واحد يتردد: "ليه؟"
خلال ساعات، كشفت التحريات الجناة: "محمد م." و"أحمد م." و"محمد ع." – جميعهم من حلوان. تم القبض عليهم واعترفوا بجريمتهم، ليواجهوا مصيرهم خلف القضبان.