قرار صادم من البيت الأبيض بشأن حرب غزة

قال منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي خلال مؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس جو بايدن متمسك بإبقاء وزير الدفاع لويد أوستن في منصبه حتى نهاية فترته الرئاسية الأولى.

وأوضح كيربي أن لا أحد في البيت الأبيض كان يعرف بإصابة الوزير أوستن بسرطان البروستاتا حتى الثلاثاء 9 يناير.

وأعرب كيربي عن عدم اعتقاد واشنطن بأن إسرائيل تستهدف الصحفيين عن عمد وأنها تدعم حماية الصحفيين في أي مكان بالعالم، موضحا أن الولايات المتحدة لا تؤيد وقفا لإطلاق النار حاليا في غزة.

وأشار كيربي إلى أن روسيا أطلقت عدة صواريخ من كوريا الشمالية على أوكرانيا في 6 يناير الجاري.

أزمة غزة

أزمة غزة من الأزمات الدولية التي تشهد صراعات بين قوى دولية في الشرق الأوسط، والتي قامت من أجل أهداف محددة، حيث سعت حركة المقاومة حماس للرد على التجاوزات التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعملية 7 أكتوبر (طوفان الاقصى)، بينما استغل جيش الاحتلال هذه العملية للقيام بعملية إبادة للمدنيين في قطاع غزة؛ بهدف تهجيرهم لسيناء والضفة الغربية، بدعم من قوى غربية والولايات المتحدة الأمريكية.

وكشف الدكتور جهاد الحرازين، المحلل السياسي الفلسطيني والقيادي بحركة فتح، والدكتور محمد عبود، أستاذ الإسرائيليات بجامعة عين شمس، مخطط إسرائيل منذ نكبة 1948 والسيطرة على قطاع غزة وإنهاء حركة حماس والسيطرة على الشرق الأوسط، ودور مصر والدول العربية في هذه الأزمة منذ بدايتها جحتى اليوم، بالتزامن مع قرب دخول الحرب في غزة 100 يوم كاملة.

زيارة أنتوني بلينكن للشرق الأوسط

من ناحيته، أكد الدكتور جهاد الحرازين، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى، مُقدّم برنامج «على مسئوليتي»، عبر قناة «صدى البلد»، أن وزير الخارجية الأمريكي «أنتوني بلينكن» جاء للشرق الأوسط بدون خطة للسلام، مدركا أن دولة الاحتلال هي السبب الرئيسي في عدم استقرار الشرق الوسط.

وقال الحرازين إن زيارة  بلينكن في الوقت الحالي تهدف إلى إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية والطبية لقطاع غزة، مردفا أنه رغم كل هذه المحاولات ولكن أمريكا تمد دولة الاحتلال بالأسلحة والذخيرة وهو ما يعكس نيتها في وقف إطلاق النار.

قيادي بحركة فتح: إعمار غزة يحتاج إلى 50 مليار دولار

وأشاد جهاد الحرازين، بالموقف المصري ورفضها التام لفكرة التهجير الفلسطينيين منذ اللحظات الأولى، وهذا ما رأيناه في كل تصريحات الرئيس السيسي، مشيرًا إلى أن هذا الموقف الحاسم جعل دولة الاحتلال تفكر في تحقيق مخططها تجاه الفلسطينيين، عن طريق أحد الخطوات التالية:

  • تهجير قسري للفلسطينيين من أراضيهم
  • إبادة الشعب الفلسطيني بصورة كاملة
  • إبقاء الشعب الفلسطيني ومعاملته معاملة العبيد

واستكمل: التهجير التطوعي لدى الاحتلال الإسرائيلي هو تدمير البنية التحتية ومقومات الحياة في غزة، كما أن إزالة الركام في غزة يتطلب عام ونصف على الأقل، وغزة تحتاج إلى 50 مليار دولار لإعمارها مرة أخرى بعد الدمار الذي لحق بها.

محاولات إسرائيل للسيطرة على محور فيلادلفيا

وبشأن السيطرة على محور فلادلفيا، نوه جهاد الحرازين أن تل أبيب تسعى للسيطرة على محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، لفرض حزام ناري على مواطني قطاع غزة يدفع الفلسطينيين إلى النزوح، مؤكدًا أنه رغم كل هذه العلميات التي تقوم بها إسرائيل، إلا أن الشعب الفلسطيني لن يترك أرضه وسيبقى فيها.

عودة ترامب وصدافة نتنياهو

وأشار إلى أن استمرار حكومة الحرب يعني بقاء نتنياهو رئيسا للحكومة، خاصة أنه يحاول الهروب من كل فساده من خلال استمرار عملية الحرب في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن نتنياهو يراهن على عودة دونالد ترامب لحكم أمريكا لأنه يعد الصديق الأوفى لدولة الاحتلال، مردفا: جرائم الحرب في غزة تضع إسرائيل تحت مقصلة العدل الدولية، ويجب على المحكمة الدولية إصدار عدة قرارات تجاه إسرائيل، أبرزها وقف إطلاق النار، فتح تحقيق شامل  حول ما جرى في غزة، تعويض أهالي الشهداء والجرحى.

رفض مصر مخط التهجير

كشف الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، مخطط إسرائيل لتهجير مواطني قطاع غزة لسيناء والضفة الغربية.

وقال محمد عبود خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج على مسئوليتي المذاع على قناة صدى البلد، إن ملف التهجير يسير في 3 نطاقات إسرائيلية وهي: «الضغوط السياسية من قبل نتنياهو، الضغط العسكري على القطاع والإبادة الجماعية، الدبلوماسية الشعبية الداخلية بتل أبيب»، معلنا أن القاهرة والأردن رفضتا مخط التهجير منذ اللحظة الأولى للحرب، مما دعا إسرائيل للمتاجرة بهذا الملف الذي يعود إلى عام 1948، بأوامر من بن جوريون، أول رئيس حكومة احتلال.

بدء مخطط التهجير

وأضاف الدكتورة محمد عبود أن ملف التهجير انتقل من حكومة اليسار لحكومة اليمين من ثمانينات القرن الماضي، خاصة أن فكرة التهجير الطوعي انتشرت في بعض الأحزاب القومية الإسرائيلية، معتمدة على إغراء مواطني فلسطين بالحصول على 6 آلاف دولار للمواطن مقابل ترك بلده والهجرة خارج فلسطين، مؤكدا أن موقف مصر كان حازما في ظل وجود حالة ارتباك عربي، والذي يعتمد على 3 لاءات «لا لإبادة الشعب، ولا للتهجير القسري أو الطوعي، ولا لتصفية القضية الفلسطينية».

موعد وقف إطلاق النار في غزة

كشف الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، مخطط إسرائيل لتهجير مواطني قطاع غزة لسيناء والضفة الغربية.

وقال إن فكرة تهجير الفلسطينيين لمصر بدأت في التراجع، معلقا: هناك تيار يمين بإسرائيل يقر بتهجير الفلسطينيين، وتيار آخر يقر بإعادة الاستيطان في قطاع غزة، وهناك تيار داخلي ثالث يقول إن فكرة التهجير أمر غير معقول نظرا لتمسك الفلسطينيين بأرضهم تزامنا مع مساندة العالم والتعاطف معهم، مستشهدا بأن الفلسطينيين لن يتركوا أرضهم للأبد، علاوة على تغيير فكرة الغرب برفض فكرة تهجير الفلسطينيين في 2024، وعدم موافقة الدول العربية -وعلى رأسها مصر والأردن- بمبدأ ترك الشعب الفلسطيني أرضه وتصفية القضية الفلسطينية.

إمداد أمريكا العسكري لتل أبيب

وشدد على أن إسرائيل لن تتمكن من مواصلة القتال حال وقف الإمداد العسكري من أمريكا، بالإضافة إلى الضغط على قوى المعارضة في إسرائيل لبدء انتخابات جديدة ومن ثم محاكمة نتنياهو في اليوم الذي تتوقف فيه الحرب.

القضاء على يحيى السنوار

ونوه محمد عبود أن الجيش الإسرائيلي يستهدف أولا «القضاء على حماس، وإعادة الأسرى، وعمل انتصارات تحفظ ماء وجه الحكومة أمام الشعب»، مواصلا: الآن إسرائيل تستهدف شائعات القضاء على قادة حماس وخاصة يحي السنوار، للبحث عن انتصار زائف بعد عجزهم عسكريا عن تحقيق تلك الأهداف، مؤكدا على أن يحي السنوار لو مات سيتحول لبطل شعبي وسيصبح أسطورة، ووضع نتنياهو السنوار على رأس أولوياته في الحرب لم يكن لصالح إسرائيل.

محاكمة نتنياهو أمام العدل الدولية

واختتم محمد عبود قائلا: حالة من القلق تنتاب المستوطنين في تل أبيب؛ بسبب محاكمة نتيناهو وقادة بالجيش أمام محكمة العدل الدولية يوم الخميس 12 يناير 2024، وقد تقرر المحكمة إصدار قرار بوقف إطلاق النار، ولو لم تتمكن من تنفيذ القرار سيكون قرارا معنويا أمام الإبادة الجماعية التي تحدث.

https://www.youtube.com/watch?v=l5EkFRGjNL8