قنبلة تجارية من بكين.. لماذا ألغى ترامب لقاؤه المرتقب مع شي جين بينغ؟

في تطور مفاجئ أعاد إشعال التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء لقائه المقرر مع نظيره الصيني شي جين بينغ، وذلك بعد أيام من تصعيد اقتصادي متبادل، وصفه مراقبون بأنه 'عودة لحرب التجارة'.

بكين تفاجئ واشنطن بقيود جديدة على المعادن النادرة

جاء قرار ترامب بعد خطوة تصعيدية من بكين، إذ أعلنت وزارة التجارة الصينية عن توسيع ضوابط تصدير المعادن النادرة، التي تُستخدم في صناعة الرقائق الإلكترونية، السيارات الكهربائية، وتكنولوجيا الدفاع.

وشملت القيود شرطاً جديداً يقضي بأن أي شركة داخل أو خارج الصين تحتاج إلى تصريح رسمي لتصدير منتجات تحتوي على أكثر من 0.1% من هذه العناصر، وهو ما اعتبره مراقبون تهديداً مباشراً للإمدادات الحيوية للصناعات الأمريكية.

كما شملت القرارات منع تصدير بعض العناصر النادرة لأغراض عسكرية أجنبية، ما فُسِّر كإشارة واضحة إلى واشنطن.

ترامب: لا جدوى من الاجتماع.. وسأرد مالياً

في منشور على حسابه في منصة 'إكس'، قال ترامب: 'بناءً على الأمر العدائي الذي أصدرته الصين، لا يبدو أن هناك سبباً للمضي قدماً في الاجتماع مع شي في قمة أبيك'.

وأكد أنه سيتخذ خطوات مالية للرد على ما وصفه بـ'تحركات بكين الخانقة'، في إشارة إلى قيود تصدير المعادن النادرة التي تؤثر على صناعات أمريكية استراتيجية، من الرقائق إلى المعدات الطبية.

رسوم إضافية وقيود على الشركات الأمريكية

لم يتوقف التصعيد عند هذا الحد، فقد أعلنت الصين فرض رسوم موانئ إضافية على السفن الأمريكية، إلى جانب فتح تحقيقات مكافحة احتكار مع شركة كوالكوم، إحدى أبرز شركات التكنولوجيا الأمريكية.

أهمية المعادن النادرة: "الديسبروسيوم" في قلب المعركة

المعادن التي فرضت الصين قيوداً عليها ليست نادرة فعلياً، لكن عملية استخراجها معقدة ومكلفة، خاصة في المناطق الجنوبية من الصين، حسب ما نقلته صحيفة 'وول ستريت جورنال'.

ويُعد عنصر الديسبروسيوم من أبرز هذه المواد، ويستخدم في تصنيع محركات السيارات الكهربائية، توربينات الرياح، الأنظمة العسكرية، والرقائق الإلكترونية، ما يهدد شركات كبرى مثل 'فورد' و'إنفيديا' وغيرها.

تهديد مباشر لشركات التكنولوجيا والدفاع الأمريكية

رأى خبراء أن القيود الصينية قد تُعيق حتى الاستخدامات المدنية للعناصر النادرة، مما قد يؤثر على شركات ذات طابع مزدوج مثل 'بوينغ'. ويخشى محللون من حرمان الصناعات الأمريكية من المواد الخام الأساسية، في وقت تتزايد فيه المنافسة على سوق الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الدفاع.

ضربة جديدة لآمال الاتفاق التجاري

كان الاجتماع المرتقب بين ترامب وشي في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) يُنظر إليه كفرصة لتخفيف التوترات المتصاعدة، والوصول إلى اتفاق تجاري شامل.

لكن الخطوات الأخيرة من الجانبين بددت تلك الآمال، مع تبخر إمكانية التوصل إلى تسوية تجارية تُرضي المستثمرين وتُعيد الاستقرار إلى العلاقات السياسية والاقتصادية بين واشنطن وبكين.