كأس العرب.. 6 عقود من «حلم» بدأ في لبنان ونال الاعتراف الدولي عند محطة قطر

تتلهف أنظار الجماهير العربية لانطلاق كأس العرب 2025 في قطر في نسخة جديدة تحفل بالإثارة والندية وتجمع الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج تحت راية واحدة.

وتنطلق اليوم الاثنين بطولة كأس العرب 2025 في نسختها الحادية عشرة في قطر، والتي تستمر حتى الثامن عشر من شهر ديسمبر الجاري.

وتحتضن قطر مونديال العرب للنسخة الثانية على التوالي بعد نسخة 2021، التي فاز بها منتخب الجزائر على حساب تونس.

ولكن إثارة كأس العرب هذه المرة بدأت مبكرةً ومن التصفيات، التي شهدت سيناريوهات مثيرة ومجنونة، أبرزها تلك التي كانت في مباراة جزر القمر واليمن، بعد أن عاد منتخب جزر القمر من تأخر بنتيجة 4-2 في الوقت بدل الضائع ليتعادل 4-4 ويتأهل بركلات الترجيح بعدها (4-2)، إلى جانب مواجهة السودان ولبنان المثيرة، التي حسمها صقور الجديان بهدفين مقابل هدف.

وتأهل 16 منتخبًا من بينهم قطر إلى كأس العرب سواء عن طريق التصنيف أو عبر خوض جولة التصفيات التي تأهلت 7 منتخبات إلى مونديال العرب في الأسبوع الماضي.

وتُقام المباراة الافتتاحية اليوم في ستاد البيت بمدينة الخور، بينما ستُقام المباراة النهائية يوم 18 ديسمبر في ستاد لوسيل، الذي احتضن نهائي كأس العالم 2022، لتكون بذلك مواصلة لحكاية بدأت في ستينات القرن الماضي من حلم عربي بكأس واحدة تنال اعتراف الجميع.

كأس العرب في البدايات

بداية القصة كانت قبل أكثر من ستة عقود، وتحديدًا في عام 1963، حينما وُلدت في لبنان فكرة إقامة كأس العرب لتجمع كل المنتخبات العربية من المحيط إلى الخليج.

ورأت النسخة الأولى النور في لبنان وتحديدًا في العاصمة بيروت، حيث نُظمت النسخة الأولى من البطولة بمشاركة 5 منتخبات (لبنان، سوريا، تونس، الكويت، الأردن)، جرت البطولة بينهم بنظام دورة روبن، وحقق منتخب تونس اللقب فيما جاءت سوريا في الوصافة.

بعد عامٍ واحدٍ، احتضنت الكويت البطولة بمشاركة 5 منتخبات أيضًا هي (الكويت، العراق، لبنان، الأردن، ليبيا)، وحقق منتخب العراق اللقب فيما احتلت ليبيا الوصافة.

ثالث النسخ كانت في أرض بلاد الرافدين، حيث احتضن العراق النسخة الثالثة في عام 1966، بمشاركة 5 منتخبات جميعها من عرب آسيا وهي (العراق، الكويت، لبنان، الأردن، البحرين)، حيث أحرز العراق اللقب، فيما نال لبنان الوصافة.

بعد ذلك طال غياب كأس العرب وطال انتظارها لنحو 19 عامًا، حتى احتضنت السعودية النسخة الرابعة عام 1985 بمشاركة 6 منتخبات قُسمت على مجموعتين ضمت كل مجموعة 3 منتخبات.

وشهدت هذه النسخة إقامة أول مباراة نهائية من البطولة وجمعت العراق والبحرين، حيث ظفر العراق بثالث ألقابه على حساب البحرين بهدف نظيف.

خامس النسخ كانت في الأردن، الذي احتضن البطولة بمشاركة 10 منتخبات لأول مرة جرى تقسيمها إلى مجموعتين وضمت كل مجموعة 5 منتخبات، حيث شهدت هذه البطولة أول مشاركة مصرية في مونديال العرب.

وحقق منتخب العراق رابع ألقابه على التوالي بانتصاره في النهائي على سوريا بركلات الترجيح (4-3) بعد التعادل في اللقاء بهدف لمثله، فيما نال منتخب مصر المركز الثالث بانتصاره على الأردن في المباراة الترتيبية.

سادس النسخ كانت في سوريا عام 1992 بمشاركة 6 منتخبات، حيث حقق منتخب مصر اللقب بانتصاره على السعودية بثلاثة أهداف لهدفين بعد مباراة مثيرة.

سابع النسخ احتضنتها قطر في عام 1998، بمشاركة 12 منتخبًا تم تقسيمهم على 4 مجموعات تضم كل مجموعة 3 منتخبات، وقد نال منتخب السعودية لقبه الأول على حساب قطر في النهائي بثلاثة أهداف مقابل هدف.

واحتضنت الكويت النسخة الثامنة من البطولة عام 2002، بمشاركة 10 منتخبات، حيث أحرز منتخب السعودية ثاني ألقابه بانتصاره على البحرين في النهائي بالهدف الذهبي لمحمد نور في الشوط الإضافي الأول.

وانقطعت بعدها كأس العرب لعشر سنوات، حتى احتضنتها السعودية في عام 2012 بمشاركة 11 منتخبًا، حيث نال المغرب لقبه الأول بانتصاره على ليبيا في المباراة النهائية بركلات الترجيح (3-1) بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لمثله.

كأس العرب واعتراف الفيفا

وبعد 9 سنوات أخرى من الانتظار عادت بطولة كأس العرب بحلةٍ جديدةٍ في قطر في عام 2021، وهذه المرة نالت الاعتراف الدولي التي كانت تنشده من بدأية نشأتها.

وأُقيم كأس العرب 2021 في قطر للمرة الأولى تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بمشاركة 16 منتخبًا وسط أجواء تنافسية، وشاركت جميع المنتخبات العربية في البطولة بدءًا من مرحلة التصفيات وحتى إقامة النهائيات.

وأحرز منتخب الجزائر لقب البطولة لأول مرة على حساب تونس بهدفين دون مقابل بعد التمديد لوقتين إضافيين.

ومع حلول النسخة الحادية عشرة من كأس العرب والثانية من تنظيم الفيفا نالت البطولة اعترافًا أكبر وتنظيمًا بشكل مستدام بنسخة تُقام كل أربع سنوات بعدما كانت البطولة تُقام بشكل متقطع دون أي انتظام أو اعتراف دولي، صارت الآن تحت مظلة الفيفا وبرعاية دائمة وضمان لمونديال العرب أن يبقى حاضرًا.