كسوف الشمس يغطّي سماء مصر لمدة 6 دقائق.. تفاصيل ظاهرة القرن

يتساءل الكثيرون عن موعد كسوف الشمس الذي تشهده مصر و10 دول أخرى اليوم، الجمعة 2 أغسطس، في ظاهرة فلكية نادرة تُعرف باسم 'كسوف القرن'.

كسوف الشمس

ويُعد هذا الحدث الكوني استثنائيًا نظرًا لطول مدته، إذ يستمر 6 دقائق و23 ثانية، ليصبح بذلك أطول كسوف كلي للشمس منذ عام 1991، وأحد أبرز الظواهر الفلكية في القرن الحادي والعشرين.

ظاهرة الكسوف

الكسوف المرتقب يغطي شريطًا جغرافيًا يمتد لمسافة تزيد عن 15 ألف كيلومتر، بعرض يبلغ نحو 260 كيلومترًا، ويمر فوق 11 دولة ومنطقة، بدءًا من إسبانيا وجبل طارق، مرورًا بشمال إفريقيا من المغرب وحتى مصر، ثم يعبر السودان والسعودية واليمن، ليصل في نهايته إلى الصومال.

قبل مئات السنين، كان من يدّعي معرفته بموعد كسوف الشمس يُتّهم بالشعوذة، أما اليوم، فأصبح التنبؤ بمثل هذه الظواهر نتيجة للتقدم الكبير في علم الفلك وعلوم الفضاء، مما يتيح متابعة الحدث بدقة متناهية.

روسيا تتابع جزئيًا

رغم أن الكسوف لن يكون كليًا في روسيا، إلا أنه سيُرصد جزئيًا في المناطق الجنوبية من البلاد، في حين تشهد دول العالم العربي الواقعة في مسار الكسوف ذروة الظاهرة بشكل واضح.

تعود المدة الطويلة لهذا الكسوف إلى مجموعة من العوامل الفلكية الدقيقة، من أبرزها تموضع الأرض بالنسبة للشمس، وموقع القمر في مداره حول الأرض، فضلًا عن مرور مسار الكسوف بالقرب من خط الاستواء، حيث يكون تحرّك ظل القمر أبطأ فوق سطح الكوكب.

رغم أن 'كسوف القرن' لن يُرى بالكامل في روسيا، إلا أن البلاد سبق أن شهدت كسوفًا شمسيًا مهمًا في 1 أغسطس 2008، عُرف بـ'الكسوف الروسي'، وكان مرئيًا بشكل واضح من غرب سيبيريا ومدينة نوفوسيبيرسك.

أما الكسوف الكلي التالي الذي ستشهده روسيا فسيكون في 12 أغسطس 2026، حيث يبدأ من شمال شرق شبه جزيرة تيمير، ويمر عبر المحيط المتجمد الشمالي وجرينلاند وأيسلندا، قبل أن يصل إلى الأراضي الإسبانية.

كسوف القرن

تشير توقعات وكالة الفضاء الأمريكية 'ناسا' إلى حدوث كسوف جزئي للشمس في 21 سبتمبر 2025، سيكون مرئيًا في أجزاء من إفريقيا وأوروبا وجنوب آسيا. كما شهد العام نفسه كسوفًا جزئيًا في 29 مارس، رُصد في مناطق واسعة من أوروبا وشمال إفريقيا وروسيا وغرينلاند والمحيط الأطلسي.

وبعد 'كسوف القرن'، ستكون روسيا على موعد آخر مع ظاهرة مشابهة في 1 يونيو 2030، حيث سيظهر الكسوف على هيئة 'حلقي'، وستُرى الشمس كحلقة مضيئة في السماء، خصوصًا في المناطق الجنوبية الممتدة من البحر الأسود إلى بحيرة بايكال.

كسوف الشمس يحدث ما بين مرتين إلى 5 مرات سنويًا، ولا يُرى إلا من سطح الأرض، وتخضع هذه الظاهرة لدورات متكررة، أبرزها دورة 'ساروس'، التي تمتد لنحو 18 عامًا وتُعيد ترتيب الظواهر الفلكية بشكل شبه دوري. ولا يحدث الكسوف إلا خلال 'المحاق'، أي حين يكون القمر بين الأرض والشمس في خط مستقيم.

من المهم التذكير بأن مراقبة الكسوف، خاصة الكسوف الجزئي، يجب أن تتم باستخدام نظارات خاصة أو تقنيات غير مباشرة مثل أجهزة العرض ذات الثقب. النظر مباشرة إلى الشمس دون حماية قد يؤدي إلى أضرار جسيمة في شبكية العين.