كلاسيكو الكامب نو ..سبب العداوة التاريخية بين ريال مدريد وبرشلونة

كتب - تاج الدين حسن: ساعات قليلة وتنطلق مباراة ريال مدريد وبرشلونة في كلاسيكو الكرة الاسبانية والمقرر إقامته، غدًا الأربعاء، على ملعب الكامب نو، ضمن مؤجلات الجولة العاشرة من عمر منافسات الدوري الاسباني .

فعندما يلتقي برشلونة وريال مدريد يتوقف العالم لمشاهدة أجمل مباراة فى كرة قدم بين أكبر ناديين في تاريخ المستديرة، ودائما ما تسحب صافرة البداية أنفاس ملايين المتابعين، حتى آخر ثانية من المباراة وذلك منذ أول كلاسيكو أقيم يوم 13 مايو ضمن كأس كوروناسيون لعام 1902 ، وانتهى بفوز برشلونة بثلاثة أهداف لهدف ، وكان صاحب أول هدف في اللقاء الألماني أودو شتاينبرغ .

يعتبر الناديين من أغنى وأنجح أندية كرة القدم في العالم ،  فنادي ريال مدريد أكبر نادٍ من حيث القاعدة الجماهيرية وذلك حسب دراسة لجامعة هارفارد عام 2007، ووفقاً لاستطلاع قامت بها مؤسسة Ikerfel، في عام 2011 ونُشِرَت في صحيفة أس (AS)، أظهر الإستطلاع أن نادي برشلونة هو الفريق الأكثر شعبية في إسبانيا بنسبة 44 ٪، في حين أن ريال مدريد احتل المركز الثاني بنسبة 37 ٪.

يعد ريال مدريد حالياً أغنى نادٍ في العالم حسب الميزانية السنوية، وأعلى النوادي قيمةً، إذ تُقدّر قيمته بحوالي 3,263 مليار دولار، وقد حقق إيرادات هائلة في سنة 2011، قُدّرت بحوالي 438.6 ملايين يورو.

بحسب تقرير مجلة فوربس المعروف باسم قائمة فوربس لأغنى أندية كرة القدم في العالم، احتل ريال مدريد صدارة قائمة الأندية الأعلى قيمة على مستوى العالم، حيث بلغت قميته سنة 2015 مبلغ 3,263 بليون دولار ، بينما جاء الغريم التقليدي نادي برشلونة ثانياً حيث بلغت قيمته 3,163 بليون دولار .

سبب العداوة التاريخية بين الريال والبارسا

تعززت أهمية وحساسية المباراة بالنسبة للاعبي الفريقين وجماهير الإقليمين، أقليم كاتلونيا الذي ينتمي إليه فريق برشلونة ، وإقليم العاصمة الذي ينتمي إليه الريال، نتيجة الصراعات السياسية بين أبناء إقليم كاتلونيا الذين يعتبرون نادي برشلونة رمز لأقليمهم وبين الحكومات المركزية المتعاقبة في العاصمة الأسبانية مدريد، وخصوصًا بعد البطش والظلم الذي تمت ممارستة من قبل نظام فرانشيسكو فرانكو تجاة أبناء إقليم كاتلونيا في أواسط القرن العشرين، علاوة على تجذر الانتماء القومي لدى أبناء إقليم كاتلونيا ذوي اللغة المختلفة عن اللغة الأسبانية.

صراع سياسي

كل هذه العوامل جعلت الصراع بين ريال مدريد ونادي برشلونة صراع سياسي، فصارت انتخابات جمعيات العمومية للناديين ذو توجهات سياسية أكثر من توجهاتها الرياضية. ففي بدايات الثلاثينات من القرن الماضي، كانت مدينة بوشلونة رمزاً للهوية الكاتالونية، على خلاف العاصمة مدريد والتي كانت رمزآ للحكم الديمقراطي أولاً، ثم الحكم الشيوعي. ففي صيف سنة 1936 وتحديداً في 18 يوليو 1936 قام الجنرال فرانسيسكو فرانكو بانقلاب عسكري ضد الجمهورية الإسبانية الثانية والتي كانت تحت حكم الجبهة الشعبية، وكانت تتكون من الديمقراطيين والاشتراكيين. مما أدى إلى نشوء الحرب الأهلية الإسبانية بين الجمهوريين (مدينة برشلونة)، والقوميين (مدينة مدريد تحت قيادة الجنرال فرانسيسكو فرانكو). وكان من نتائج تلك الحرب الأهلية، اعتقال جوسب سونال عضو اليسار الجمهوري لإقليم كتالونيا، وإعدامه من دون محاكمة من قبل قوات فرانسيسكو فرانكو.

برشلونة أكثر من مجرد نادي

خلال تلك الفترة اكتسب نادي برشلونة شعار أكثر من مجرد نادي (بالكتالونية: Més que un club) بسبب احتضانه للقومية الكتالونية، وتمثيله لإقليم كتالونيا. في وقت لم يسمح فيه الديكتاتوريين مثل ميغيل بريمو دي ريفيرا وفرانسيسكو فرانكو بأي هوية أخرى سوى الهوية الأسبانية. على الرغم من ذلك، كان نادي برشلونة يُمنحْ المساعدات من قبل حكومة فرانسيسكو فرانكو بسبب العلاقة الجيدة بينه وبين إدارة نادي برشلونة. فبالنسبة للشعب الكتالوني، فإن نادي ريال مدريد يعتبر 'نادي المؤسسة'، على الرغم من أن رؤساء الناديين مثل جوسب سونال رئيس نادي برشلونة ورافائيل سانشيز جويرا، قد عانوا الأمرين على يد أنصار فرانسيسكو فرانكو خلال الحرب الأهلية الإسبانية.

جرت أول مباراة بين الفريقين في إطار بطولة كأس كوروناسيون والذي يعرف باسم كأس التتويج 1902 (مسابقة منظمة في بداية عهد الملك ألفونسو الثالث عشر)، بتاريخ 13 مايو 1902 على ملعب 'كاستيانا'، وانتهى اللقاء الأول بفوز برشلونة بنتيجة 3–1.