كلمة الرئيس السيسى عن غزة.. التفاصيل الكاملة

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، عددا من الرسائل المهمة بشأن الأحداث الجارية التي تشهدها غزة، مؤكدا أهمية توفير الحماية للمدنيين والنساء والأطفال.

وقال الرئيس السيسي خلال حفل تخريج الكليات العسكرية اليوم الخميس «لدينا 9 ملايين من الضيوف من دول أخرى، أتوا إلى مصر من أجل الأمن والأمان والسلم والسلام، لكن بالنسبة لقطاع غزة، الخطورة هناك كبيرة كون الأمر هنا يعني تصفية القضية الفلسطينية، مهم أن ننتبه لهذا الأمر، استقبلنا 9 ملايين حينما كان الأمر يتعلق بمشاكل في بلادهم، لكن الأمر في غزة مختلف، هذه قضية العرب ومن المهم أن يظل شعب فلسطين صامد ومتواجد على أرضه، وسنبذل أقصى جهد للتخفيف عنه».

كلمة الرئيس السيسى عن غزة

وتابع الرئيس السيسي «الأمم تصمد ليس فقط بقيادتها، لكن بشعبها وقيادتها، وأمر مهم جدا، أن نعلم التحديات الموجودة في منطقتنا، وأرجو منكم جميعا شوفوا الأوضاع الموجودة على حدودنا الغربية والجنوبية والشرقية الآن، ستجدوا أنها لحكمة لا نعلمها مشتعلة، عايز أقول للمصريين البسطاء لما يكون ليك جار عنده مشكلة صغيرة بتتأثر بيها، تصور لو هذا الجار منزله يشتعل، فالبيوت حولنا مشتعلة، لكن شاءت إرادة ربنا أن تظل مصر آمنة مطمئنة»، مضيفا «يمكن تكون فيه صعوبات وتحديات موجودة، لكن الأمر المهم أن نظل صامدين وآملين ومتفائلين بالله سبحانه وتعالي، مصر تدير سياستها بشكل يهدف أولا وأخيرا إلى السلام والتنمية والبناء والتعاون، هذه سياستنا، ليس في هذه الفترة فقط، من قبل ذلك أيضا، دائما حريصون على عدم التطلع خارج حدودنا المتواجدة منذ مئات السنين، لم يكن لمصر أبدا تطلعات لتجاوز الحدود أو الطمع في قدرات الآخرين، دائما راضين بما أعطاه لنا الله ونعمل به».

وواصل الرئيس السيسي «المرحلة الحالية صعبة جدا، ونبذل جهد كبير لاحتواء التصعيد والاقتتال المتواجد، ونحاول نصل إلى وقف للاقتتال والتخفيف عن الشعب الفلسطيني في غزة، واتصالاتنا لا تنتتهي، نتواصل مع جميع القادة، وهم أيضا يتواصلون، وحريصون على وصول المساعدات لغزة»، مردفا «في هذه الفترة تتردد شائعات ومغرضين يرددوها، إحنا مش ساكتين ونتحرك مع أشقائنا قادة الدول العربية، وأصدقائنا وحلفائنا لإيجاد حل، طبعا نحن متعاطفين، لكن عايزين أثناء التعاطف نتعامل بعقولنا، كي نصل إلى السلام والأمان بشكل لا يكلفنا الكثير، وهذا لا يعني إننا مش عايزين نتكلف، لا مستعدين نتكلف في إطار قدرتنا».

واختتم «بالنسبة للمصريين أعلم أن التحديات والظروف صعبة منذ 2011، ونمر من أزمة لأزمة، لكن عزاءنا أن الله يسلم البلد من كل سوء، ولو الأمر مرتبط بالحياة وتكاليفها، فيه فارق كبير جدا بين تكاليف حياة وإهدار حياة وخراب دول، مصر ستظل بفضل الله باقية وصامدة بالمصريين، ومحدش يستطيع المساس بمصر، إلا من خلالكم لكن قدرة مصر على تأمين نفسها كافية، لكن شعبها أيضا مسؤول على حفظ مصر وأمنها، أوعوا حد يزين ليكم أو يفتنكم، كفاية خراب الدول الأخرى».

كلمة الرئيس السيسى

وجاءت الكلمة كاملة للرئيس السيسي، في حفل التخرج كالتالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

شعب مصر العظيم،

أبنائى وبناتى من خريجى الكليات العسكرية،

رجال جيش مصر الأبطال،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تبلغ سعادتى مداها، ونحن نحتفل اليوم معا، بتخريج جيل جديد من أبناء مصر.. الذين تعلموا فى مدرسة العسكرية المصرية، مبادئ الوطنية والبطولة، وقيم الكرامة والعزة، وعاهدوا الله واهبين أنفسهم للوطن، محافظيـــن علــــى أرضـــه ومقـــدرات شـــــعبه.. اختاروا أن يكونوا درع الوطن وسيفه، تسلحوا بالإيمان والعلم والوطنية، فى هذه الأكاديمية العسكرية العريقة.

أوجه لكم، تهنئة ممزوجة بكل الأمنيات القلبية الطيبة، بانضمامكم إلى صفوف القوات المسلحة المصرية.. لتنضموا إلى خير أجناد الأرض.

كما يطيب لى، أن أعرب عن عظيم التهانى لأسركم الكريمة.. الذين يحصدون اليوم، ثمار ما زرعوه فى نفوسكم ووجدانكم، من قيم ومبادئ.. وأقدم لهم التحية الواجبة.

وأود كذلك، أن أغتنم هذه الفرصة مع هذا الجمع الكريم، لتوجيه تحية تقدير وإجلال، لشهداء مصر الأبرار.. الذين قدموا أرواحهم، ليظل هذا الوطن باقيا، وتظل كرامته مصونه، ورايته عالية خفاقة بين الأمم.

شعب مصر العظيم،

أوجه حديثى إليكم، وإلى كل شعوب الأرض، بكلمات واضحة، وعبارات لا تحتمل تأويلا.

إن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا، قد صاغوا ميثاق الشرف العربى، فى وجدان الضمير المصرى ما جعل مصر، دائما وأبدا، فـى صـــدارة الدفـــاع عـــن الأمــــــة العربيـــــــة، مقدمة الدماء والتضحيات، باذلة كل ما تملك، مـــــــن أجــــــــل الحــــــــق العربــــــــى المشــــــــروع، حين كانت الحرب، فكنا مقاتلين.. وكان السلام، فكنا له مبادرين.. لم نخذل أمتنا العربية، ولن نخذلها أبدا .. واليوم ونحن فى قلب تطورات شديدة الخطورة، وسعى دءوب من أطراف متعددة، للحيد بالقضية الفلسطينية عن مسارها، الساعى لإقرار السلام، القائم على العدل، وعلى مبادئ 'أوسلو'، والمبادرة العربية للسـلام، ومقـررات الشـرعية الدوليـة.. إلى تصعيد ينحرف عن هذا المسار.. وإلى صراعات صفرية، لا منتصر فيها ولا مهزوم.. صراعات تخل بمبادئ القانون الدولى والإنسانى، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق.

وإدراكا منى، ويقينا بأن كل صراع لا يؤول إلى السلام، هو عبث لا يعول عليه، فإننى أدعو كافة الأطراف، إلى إعلاء لغة العقل والحكمة، والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، وإخراج المدنيين والأطفال والنساء، من دائرة الانتقام الغاشم، والعودة فورا للمسار التفاوضى، تجنبا لحرائق ستشتعل فلـن تتــــرك قاصـيا أو دانـيـا.. إلا وأحرقتــــه، مع استعداد مصر، أن تسخر كل قدراتها وجهودها للوساطة، وبالتنسيق مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة.. دون قيد أو شرط.

وأؤكد بشكل واضح، أن سعى مصر للسلام، واعتباره خيارها الاستراتيجى، يحتم عليها ألا تترك الأشقاء فى فلسطين الغالية، وأن نحافظ على مقدرات الشعب الفلسطينى الشقيق، وتأمين حصوله على حقوقـه الشـرعية فهذا هو موقفنا الثابت والراسخ، وليس بقرار نتخذه، بل هو عقيدة كامنة فى نفوسنا وضمائرنا آملين بأن تعلو أصوات السلام، لتكف صرخات الأطفال، وبكاء الأرامل ونحيب الأمهات ولن يتأتى ذلك، إلا بتوفير أقصى حمايــــة للمدنييـــــن مــــــن الجانبيــــــن فــــــــورا والعمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية، وتجنب سياسات العقاب الجماعى، والحصار والتجويع والتهجير، وأؤكد ضرورة عدم تحمل الأبرياء، تبعات الصراع العسكرى وهو ما يستوجب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لأبناء الشعب الفلسطينى، بشكل عاجل ويجب على المجتمع الدولى اليوم، أن يتحمل مسؤولياته فى هذا الصدد فمن أجل السلام.. فليعمل العاملون.

السيدات والسادة.. الحضـور الكريم،

إن مصر بجيشها وشعبها، يصيغون على مدار عقد كامل، صيغة للمستقبل منذ أن انحاز الجيش لإرادة المصريين، وواجهوا معا، قوى الشر والظلام،

التى أرادت أن تطفئ نور الوطن وكانت إرادة الله، أن يظل نور مصر باقيا، ليفيض على العالم بالسلام والمحبة واجهنا الإرهاب والترويع.. استعدنا بناء المؤسسات.. واجهنا التحديات بالتنمية والبناء ، وسنظل نواجه كل التحديات، بإصرار وعزيمة، وباصطفافنا الوطنى عاقدين العزم، أن تظل مصرنا العزيزة فى صدارة الأمم وأن ينعم شعبها، بحياة كريمة تليق به وبجيش مصر وشعبها: