كواليس الأيام الأخيرة لمبارك قبل التنحي.. حسام بدراوي يبوح بأسراره وماذا قال لمحمد مرسي؟.. فيديو

روى السياسي والمفكر الدكتور حسام بدراوي، العديد من الكواليس والأسرار بشأن ما شهدته الدولة المصرية إبان أحداث 25 يناير في عام 2011، كذلك اللقاء الأخير مع الرئيس الأسبق الراحل محمد حسني مبارك، وقصة طرده من القصر الجمهوري، وماذا قالت له سوزان مبارك، زوجة الرئيس الراحل بعد أن طلب مقابلة مبارك.

كل هذه الأسرار والكواليس كشف عنه الدكتور حسام بدراوي، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، عبر برنامج نظرة، المذاع على قناة صدى البلج، حيث أكد  أنه كان يرى وينادي داخل الحزب الوطني باحترام رغبة الشباب والاستماع إليهم قبل المواجهات الأمنية.

حسام بدراوي يروي ماذا حدث في 28 يناير؟

وأضاف السياسي والمفكر الدكتور حسام بدراوي، أن المظاهرات في 25 يناير كانت تعبير عن إحباط وهناك رغبة من الشباب في الحصول على قدر أكبر من الحرية والعدالة، ودائما ما كنت أنادي به في الحزب الوطني.

وتابع بدراوي، أنه استشعر الخوف بأن هناك خطر، موضحا أنه بادر بالحديث مع أحمد عز والدكتور علي الدين هلال في أمانة الحزب الوطني، أنه لابد من الاستماع إلى مطالب الشباب ورغبة المواطنين والتعبير عن سخطهم في هذه اللحظات، مشيرا إلى أن الرد جاء بأن الموقف هو أمني وليس للحزب أن يتدخل في ذلك.

ولفت الدكتور حسام بدراوي، أنه بعد يوم 27 يناير بدأ يراقب الموقف عن كثب، ويوم 28 يناير تابع الموقف مع الدكتور علي الدين هلال، وهو اليوم الأول لظهور سيارات القوات المسلحة.، قائلا:'في يوم 28 يناير ، كلمت مكتب الرئيس مبارك، وجاء الرد أنه ليس متاحا، وبعدها كلمتني مدام سوزان مبارك، وتحدثت عن نزول القوات المسلحة، وأكدت أن ذلك لا رجعة فيه، ولابد من الحوار مع الشباب'.

وأشار الدكتور حسام بدراوي، إلى أن سوزان مبارك ردت قائلة:'إحنا عارفين كل حاجة وملمين بالوضع ومتشكرين على رأيك وسلام عليكم'، قائلا: 'شعرت وقتها بجملة ملكش دعوة، بصوت واثق من نفسه ومرتاح'.

قال الدكتور حسام بدراوي، السياسي والمفكر، إن 25 يناير كانت ثورة في أيامها الثلاثة الأولى.

وتابع خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج «نظرة» على قناة صدى البلد «توثيق اللحظة الآنية غير توثيقها بعدها سنوات، وأنا كتبت يوميات أحداث يناير بشكل يومي، وشهدت الأساتذة صلاح منتصر وإبراهيم عيسى وعمرو عبد السميع على ما أكتبه»، مشيرا إلى أن وجهة نظره في أول 3 أيام من يناير أنها كانت تعبير عظيم للشباب المصري.

وأضاف «في الأيام الثلاثة الأولى كان هناك تحرك إنساني سياسي مصري يريد لمصر أن يتغير، لكن ما حدث بعد كده استغلال للثورة من الإخوان وغيرهم، وأعتقد أن المخابرات البريطانية والأمريكية كان لهما دور في تأجيج الموقف»، مردفا «كنت في لندن بعد يناير بـ 6 أشهر، وتواصل معي السفير المصري حينها وأخبرني أن رئيسة مجلس العموم ترغب في مقابلتي وقابلتها وقالتي أنت مكانك كإصلاحي في الحزب الحاكم مكنش متفق عليه، وأكدت لي أن سيناريو 25 يناير كان متفق عليه منذ 2004 لوصول ما -وصفته بالتيار الإسلامي المعتدل- للحكم بمصر».

توقعات رئيسة مجلس العموم

وتابع «رئيسة مجلس العموم  قالتلي كنا عايزين التيار الإسلامي يحكم وأنتو تتخانقوا وتبعدوا عننا».

قال السياسي والمفكر الدكتور حسام بدراوي، إن جماعة الإخوان كانوا يسعون دائما للتواجد في دائرة السلطة التشريعية والرقابية، مشيرا إلى أنه تعرف على الرئيس المعزول محمد مرسى في لجنة التعليم بمجلس النواب.

وأضاف السياسي والمفكر الدكتور حسام بدراوي، أن محمد مرسى لا يصلح أن يكون قائدا، لافتا إلى أن محمد مرسي وسعد الكتاتني، طلبا مقابلتي، من أجل التوسط لهما لمقابلة جمال مبارك، مؤكدا أنه رد عليهما قائلا:'وأنا مالي وجايين ليا ليه'.

وتابع الدكتور حسام بدراوي، أن مرسى والكتاتني، أكدا أنهما يريدان مقابلة جمال مبارك من أجل إيصال إليه رسالة بدعمه حال الترشح لرئاسة الجمهورية، ولكن بشرط إتاحة المساحة لهم من الحرية السياسية، قائلا:'صفقة يعني'.

وأوضح بدراوي أنه أكد لمرسى والكتاتني، أنه ليس صديقا لجمال مبارك ولكنه زميل عمل حزبي فقط، قائلا:' ردت بحسم وقولت أنا مش وسيط وممكن تتفصلوا تروحوا له وهو ما كان ينصحنى بى حمايا وزير الداخلية الأسبق حسن أبو باشا، وخاصة جماعة الإخوان'.

قال الدكتور حسام بدراوي، السياسي والمفكر، إن الكوادر الجديدة التي انضمت للحزب الوطني بعد عام 2000، كانت تستطيع أن تنتقد الحكومة علنا.

وتابع بدراوي: «لم أشهد أي لقاء بالحزب يتعلق بالتحضير للتوريث، لكني سمعت عنها من المعارضة أكثر»، مردفا «الحزب كان يضم حرسا قديما يرى أن وجودنا كإصلاحيين بالحزب خطأ، وفي عام 2002 الدكتور يوسف والي طلب مقابلتي وقال اللي أنتم بتعملوه مينفعشي، أنت رئيس لجنة والوزراء بيجوا ليك خايفين، الحكومة هي الأساس، أنت تضع على الحكومة ضغوط، اللي بتعملوه هيوقع البلد، ولو هيبة الرئيس وقت البلد ستنهار، الحزب وظيفته اختيار الأشخاص التي تريدها الحكومة في الانتخابات، إضافة إلى التصويت وفقا لرغبات الحكومة».

وأضاف «شرحت للدكتور يوسف والي حينها وجهة نظري، لكنه عارضني».

ماذا دار بين حسام بدراوي ومبارك ؟

وحول مدى تأخر الرئيس الراحل محمد حسني مبارك في مغادرة الحكم قال الدكتور حسام بدراوي «بالطبع كان هناك فرص، وفي عام 2005 طرحت فكرة إعلان مبارك أن هذه آخر فترة رئاسية له»، لافتا إلى أنه التقى مع عدد من شباب الثورة في الأيام الأولى وأخبروني أنهم سيدعمون مبارك حال اعتذاره رسميا وإعلانه إجراء انتخابات رئاسية، وحاولت تنظيم لقاء بين الرئيس وهؤلاء الشباب لكن هذا اللقاء أجهض.

وواصل بدراوي «في فبراير 2011 التقيت مع عمر سليمان نائب الرئيس مبارك حينها، وفي نفس اليوم قابلت مبارك وقولتله يا فندم أنا شايف إن شباب الثورة هيكونوا في القصر يوم الجمعة المقبلة، قالي يعني إيه هيقتلوني ؟ أنا مستعد أموت عشان بلدي، قولتله يا سيادة الرئيس عيش عشان بلدك، لكنه استمر ساعة ونص تقريبا يذكرني بالإنجازات التي حققها، ثم أخبرني أنه سيتنازل عن الحكم ليلا واعتبرت هذا الأمر فرصة ذهبية لكنه لم يحدث».

كشف السياسي والمفكر الدكتور حسام بدراوي، تفاصيل لقائه مع الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، بعد ثورة 25 يناير، مبينا أن الرئيس مبارك اقتنع بحديثه وتجهيز الخطاب الموجه للشعب في ظل الأحداث الساخنة واشتعال ميدان التحرير في ذلك الوقت، مبينا أن القاء كان فقط مع الرئيس مبارك وكان الدكتور زكريا عزمي مدير مكتب الرئيس غير مقتنع بحديثي مع الرئيس مبارك.

وأضاف السياسي والمفكر الدكتور حسام بدراوي، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، عبر برنامج نظرة، المذاع على قناة صدى البلد، أن اللواء عمر سليمان مدير جهاز المخابرات، في ذلك الوقت، كان يقف على باب أوضته، قائلا:' اللواء عمر سليمان قالي لي يارت يقتنع بكلامك.. فأنا طلبت منه(عمر سليمان) التدخل وأن يترك الرئيس مبارك السلطة، إلا أنه رد قائلا: أنا راجل عسكري مقدرش أقول للرئيس يمشى.. فطلبت أن يكون هناك لقاء ويتواجد فيه وزير الدفاع إلا أنه رفض أيضا'.

وتابع بدراوي، أن أحد الضباط داخل القصر الجمهوري، قد يكون بالفعل طردني من القصر الجمهوري بعد لقاء الرئيس مبارك، قائلا:' كنت أشعر بغضب كبير في هذه اللحظة من حديث الضابط وقلت له يا بني أنا الأمين العام للحزب الوطني، ليرد عليا قائلا:'من فضلك يا دكتور حسام بلاش إحراج'.

وواصل الدكتور حسام بدراوي، قائلا:'اتخذت قرارا في تلك اللحظة بالذهاب إلى ميدان التحرير وقولت وقتها والله يا ولاد اللذين لأروح ميدان التحرير وأفضحكم'.

وأشار السياسي والمفكر الدكتور حسام بدراوي، إلى أنه أثناء ذهابه إلى ميدان التحرير تلقى اتصالا هاتفيا من جمال مبارك، وقولت له:'أنا اطردت من القصر، ورد غاضبا إزاى، وقال لي الدكتور زكريا عزمي معاك على التليفون، وتحدثت مع الدكتور زكريا، وقالي إزاى مين اللى عمل كده أنا هرفده'.