مات أثناء دفن جنازة.. قصة رحيل «أبو شنب» أشهر متطوع لحفر القبور بالوادي الجديد |صور

بشنب كثيف وملامح وجه بارزه لا تخلو من الطيبة والأصالة، اعتاد هشام محمد مصطفى، ابن مدينة الخارجة بالوادي الجديد، والموظف السابق بديوان عام المحافظة، وعلى مدار أكثر من 20 عاماً على المبادرة إلى عمل الخير المتمثل في حفر قبور الموتى، حتى أنه كلما حدثت حالة وفاة بمحيط المدينة قصده ذوي الميت لمساعدتهم في إكرام ميتهم بدفنه.

وفي غضون انهماكه في حفر قبر إحدى السيدات المتوفيات، في الساعة السابعة من صباح اليوم السبت، أحس «هشام» الشهير بـ«أبو شنب» ببعض الإعياء وضيق التنفس، غير أن إقدامه على فعل الخير وإتمامه، والذي اعتاد عليه منذ شبابه، دفعه لاستكمال أعمال الحفر، حتى سقت مغشياً عليه، ولما تم نقله إلى مستشفى الخارجة التخصصي، تبين مفارقته للحياة.

« الحاج هشام كان طيب القلب، ومقدام على فعل الخير من زمن بعيد» هكذا قال عمرو محمد، أحد أبناء مدينة الخارجة واصفاً الفقيد، مشيراً إلى أن محافظة الوادي الجديد لم تعرف على مدى تاريخها وجود لمهنة «التُربي» المنتشرة بالعاصمة وبعض المحافظات، ومن ثم فقد تطوع عدد من الموظفين العموميين للقيام بمهام حفر القبور ودفن الموتى كعمل خيري ودون مقابل.

وأضاف عمرو أن «الحاج هشام» كان أحد أشهر هؤلاء المتطوعين لدفن الموتى، على الرغم من أنه كان يعمل موظف عمومي بديوان عام محافظة، وينتمي لأسرة متعلمة بالمدينة، فشقيقه الوحيد يعمل معلم مجال صناعي بمدرسة الاعداديه المشتركه.

وأشار عمرو إلى أنه اكتمال عطاء الحاج هشام في وظيفته بالمحافظة، وخروجه على المعاش لبلوغه السن القانونية قبل سنتين لم يمنعه من استكمال مسيرته في عمل الخير، بل زاد نشاطه خلال هاتين السنتين، وأصبح لا يباشر سوى عمله بمزرعته على حدود مدينة الخارجة و مهمة حفر القبول ودفن الموتى،

وأكد أن حسن الختام الذي أنعم الله على الفقيد به، لاشك في أنه إحدى دعواته التي تقبلها منه الله.

وشيّع العشرات من أبناء مدينة الخارجة، ظهر اليوم، جنازة الحاج هشام وسط مشاعر مختلطة ما بين الحزن الشديد على فقدان المدينة لرجل خير بهذه السيرة العطرة، و رضاء بقضاء الله وقدره الذي أختصه بخاتمة حسنة تليق بتلك المسيرة.

جانب من الجنازة جانب من الجنازة

وفي الوقت نفسه امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بأبناء محافظة الوادي الجديد على وجه العموم ومدينة الخارجة بالتحديد بالمنشورات التي تنعي الحاج هشام، وتدعواْ له بالرحمة وأن يجعل الله عمله الصالح في ميزان حسنات.