مات غدرًا في بورسعيد.. القصة الكاملة لـ الصغير عمار مات على يد لص سرق محل والده

لم تكن جريمة قتل عمار مجرد حادث عابر في شوارع بورسعيد، بل كانت صدمة هزّت مدينة بأكملها.
الطفل ذو الثلاثة عشر عامًا، الذي عرفه الجميع بابتسامته وحرصه على مساعدة والده في محلّه الصغير بشارع البازار بحي الشرق، وجد نفسه في مواجهة لص غادر لم يرحم طفولته.دخل الجاني "محمود" إلى المحل وكأنه زبون عادي، يخفي نواياه خلف كمامة، مستغلًا معرفته بالأسرة. لكن حين حاول سرقة المحل، وقف عمار أمامه بكل ما يملك من شجاعة، مدافعًا عن رزق والده. المواجهة لم تستمر طويلًا، إذ باغته المتهم بطعنات قاتلة أردته غارقًا في دمائه، وسط صرخات شقيقه الأكبر زياد.
الطفل هو عمار، طالب بالصف الأول الإعدادي، معروف بين جيرانه بطيبة قلبه ورجولته المبكرة. كان يقضي إجازته الصيفية إلى جوار والده في المحل بشارع البازار، يساعده كما اعتاد أن يفعل منذ صغره.
لكن ليلة الحادث، لم تكن كسابقاتها. دخل المتهم "محمود"، وهو شاب اعتاد التردد على المنطقة، بل وعمل سابقًا بمحل مجاور. ارتدى كمامة وتظاهر بالبراءة، جلس داخل المحل إلى جوار عمار وشقيقه زياد. بدا الموقف طبيعيًا، لكنه كان يخفي وراءه نوايا غادرة.
بحسب شهود العيان، فقد بدا المتهم وكأنه يعاين المكان، يترقب الفرصة. وعندما وجد الطفل عمار بمفرده، حاول تنفيذ مخططه وسرقة المحل. لكن عمار لم يتراجع، وقف مدافعًا عن رزق والده، محاولًا منعه بشجاعة تفوق سنوات عمره.
المواجهة لم تدم طويلًا، فقد أخرج المتهم سكينًا كان يخفيه، ووجه به طعنات غادرة إلى جسد الطفل الصغير. سقط عمار مضرجًا في دمائه، بينما تعالت صرخات شقيقه زياد تستنجد بالجيران: "الحقوني".
هرع الأهالي إلى المكان، وأمسكوا بالمتهم قبل أن يفر هاربًا، وسلموه إلى رجال الشرطة الذين وصلوا على الفور. أما عمار، فقد نُقل مسرعًا إلى مستشفى السلام في محاولة لإنقاذه، لكنه فارق الحياة متأثرًا بجراحه قبل أن يصل الأطباء إليه.
الأجهزة الأمنية ببورسعيد، بقيادة اللواء محمد الجمسي مدير الأمن، شكلت فريق بحث جنائي للتحقيق في ملابسات الواقعة، وجمعت الأدلة حول الجريمة التي هزت وجدان الأهالي.
يقول عبده علي، أحد شهود العيان وصديق أسرة الضحية: "عمار كان بطلاً رغم صغر سنه.. وقف بجانب والده وساعدنا كلنا.. حتى في وقت سابق أنقذ فرشي من السرقة وهو ما زال صغير. اليوم رحل، لكن رحيله جريمة غدر وخيانة لا يمكن أن تُنسى. نطالب بالقصاص العادل من القاتل."