ما هي ظاهرة النينو وكيف تؤثر على مصر؟.. الشتاء الأكثر برودة

كتب- محمد خميس

تشهد حالة الطقس تغيرات كبيرة في الفترة الماضية نتيجة لاختلاف درجة حرارة الأرض، والانبعاثات الكربونية والتغيرات المناخية التي يشهدها العالم مؤخرًا.

ظاهرة النينو

ومن أبرز هذه الظواهر التي تؤثر على مصر والعالم هي ظاهرة النينو، والتي تحدث على طول خط استواء في المحيط الهادي، وهي عبارة عن سلسلة من أحداث احترار وتبريد، وتعمل تغير دوري غير منتظم في الرياح ودرجات الحرارة في المحيط الهادئ الإستوائي الشرقي

وتحدث ظاهرة النينو كل سنتين عن 7 سنوات وتستمر بين 9 إلى 12 شهر، تؤثر على المناطق في الكثير من المناطق الإستوائية وشبه الإستوائية، وتتحكم في نسب هلول الأمطار ودرجات الحرارة، كما ترفع نشاط الأعاصير في المحيط الهادي.

سبب تسمية الظاهرة بهذا الاسم

كشف الدكتور عبدالمسيح سمعان، أستاذ الدراسات البيئية، أصل كلمة «النينو»، موضحًا أن الكلمة أصلها إسبانية وتعني الطفل الوليد، وأن هذا الاسم أطلق عليها لأنها تأتي في شهر ديسمبر مع ميلاد السيد المسيح.

هل ستؤثر ظاهرة النينو على مصر

فيما قالت الدكتورة إيمان شاكر، مدير مركز الاستشعار عن بعد في هيئة الأرصاد الجوية، في تصريحات تليفزيونية، إن المركز الأمريكي أصدر تقارير أن ظاهرة النينو ستؤثر على مصر في الفترة المقبلة، خاصة في فصل الشتاء، ما يجعله أكثر برودة من الأعوام الماضية، ألا أن التقارير لم تحدد دولة معينة أو منطقة معينة وإنما هو متوسط درجات الحرارة على مستوى العالم.

وتابعت مسؤولة الأرصاد الجوية، أن الحديث من قبل المركز الأمريكي لا يعني أن كل الدول ستتأثر بشكل قوي من حيث انخفاض درجات الحرارة، ولكن قد تكون في مناطق وأخرى لا تظهر تلك الظاهرة، ولكن التقارير بشكل عام تتحدث عن متوسطات عالمية على مستوى العالم.

كيف تؤثر ظاهرة النينو على الطقس حول العالم؟

وتُغير ظاهرة النينو، الطريقة التي يتحرك بها الهواء والرطوبة في جميع أنحاء العالم، ما قد يؤثر على أنماط هطول الأمطار ودرجات الحرارة على مستوى العالم، حيث أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مؤخرًا أن ظروف ظاهرة النينو قد تطورت، وأنه يمكننا توقع أنماط مناخية مدمرة وارتفاع في درجات الحرارة العالمية.

هل يؤثر تغير المناخ على ظاهرة النينو؟

زبشكل عام، يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات حرارة سطح البحر، وهناك بعض الأدلة التي تشير إلى كيفية تأثير ظاهرة النينيو على أنماط الطقس في جميع أنحاء العالم، إذا تتوقع منظمة العالمية للأرصاد الجوية أنه من المرجح أن ترتفع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات قياسية في السنوات الخمس المقبلة بسبب تغير المناخ وظاهرة النينو.

هل ستسبب ظاهرة النينو المزيد من الكوارث؟

وتجلب ظاهرة النينو مخاطر كوارث مختلفة إلى أجزاء مختلفة من العالم، حيث يمكن أن تتسبب في جفاف شديد في أستراليا وإندونيسيا وأجزاء من جنوب آسيا وأمريكا الوسطى وشمال أمريكا الجنوبية، وعندما حدثت ظاهرة النينيو الأخيرة قبل سبع سنوات، ساهمت في الجفاف وانعدام الأمن الغذائي الذي أثر على عشرات الملايين من الناس في جنوب وشرق أفريقيا.

كما يمكن أن تتسبب في زيادة هطول الأمطار في جنوب أمريكا الجنوبية وجنوب الولايات المتحدة والقرن الأفريقي وآسيا الوسطى.

تأثير ظاهرة النينيو على المحاصيل

أكد عبدالمسيح سمعان، أستاذ متفرغ بكلية الدراسات العليا والبحوث البيئية جامعة عين شمس، أن ظاهرة النينو تتكرر مرة كل 6 سنوات، ومن المتوقع أن تصل ذروة ظاهرة النينو ديسمبر الجاري، وموضحًا أنه مع التغيرات المناخية الحالية، نشهد ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة غير مسبوقة، بجانب ارتفاع نسب الرطوبة في الوقت.

وقال «سمعان»، في حواره مع الإعلامية «عزة مصطفى» خلال برنامج «صالة التحرير» المذاع على قناة صدى البلد، إن ظاهرة النينو لها تأثير سلبي على الأمن الغذائي، حيث أثرت على محصول الأرز في الهند، الأمر الذي دفع الهند لوقف التصدير.

ذروة ظاهرة النينو

وأوضح سمعان، أن العديد من الدول ستشهد سيول وأمطار بصورة كبيرة، أو حدوث جفاف شديد في بعض الأماكن الأخرى، كما أن هناك بعض الأشياء التي ستحدث بسبب التغيرات المناخية.

تأثير ظاهرة النينيو على الكائنات البحرية

وأكمل عبد المسيح أن ظاهرة النينو تؤثر على الكائنات البحرية في البحار والمحطيات، ما قد يؤدي إلى نفوق العديد منها، بجانب ظهور بعض الكائنات البحرية على شواطئ البحار مثل «ظهور قرش في بعض الأماكن على شواطئ البحار».

وأردف، أن العالم دخل في حالة من عدم التوازن البيئي، كما أن هناك ارتفاع في درجات حرارة الأرض بمعدل 1.5%، الأمر الذي قد يؤدي لتغيرات مناخية، مؤكدًا أن ظاهرة النينو قد تؤدي إلى ظهور أمراض جديدة غير مألوفة، بجانب ارتفاع معدلات الوفاة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كما ان الإنسان معرض للإصابة بـ«ضربة الحرارة»، وحال الإصابة بها يجب وضعه في مكان بارد حتى يفيق منها.