محمد خان مشاكس السينما.. الرئيس الأسبق حقق أمنيته ووصف نفسه بالمخرج الديكتاتور

يصادف اليوم الأربعاء الموافق له 26 يوليو، ذكرى وفاة المخرج محمد خان الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2016، بعد تعرضه لأزمة صحية مفاجئة.

ذكرى وفاة محمد خان

لُقب محمد خان بعدة ألقاب مثل مشاكس السينما المصرية، وحريف السينما الواقعية، الذي عشق السينما حتى أصبح أيقونة للمخرجين في الفن المصري.

عُرف بأنه ديكتاتور في تنفيذ أعماله، ووصف نفسه بالمخرج الديكتاتور، حيث لا يقبل تعديلات من الأبطال ولا يريد نقاش حول رؤيته وطريقة إخراجه للعمل مما أدي إلى وقوعه في أزمات عديدة مع بعض أبطال أفلامه.

وقال في لقاء سابق: «عادل إمام قال عنى إني ديكتاتور ناعم.. وهو مغلطش أنا ديكتاتور فعلًا، وهنا الديكتاتور بمعنى مختلف، فأنا استمع جيدًا، ولكن في النهاية القرار قرارى مهما حصل».

خلافات محمد خان مع نجوم الفن

دخل محمد خان في خلافات عديدة مع نجوم الفن، من بينهم الفنان أحمد زكي، بسبب عصبية المخرج وعدم تقبل كلًا منهما الرأي الآخر بسهولة، فكان كل منهما يريد أن ينفذ رؤيته، لكن في النهاية ظلوا أصدقاء، وأول خلاف كان أثناء تصوير فيلم الحريف عام 1984 حيث قرر المخرج أن يخرج النمر الأسود من طاقم العمل واستبداله بالزعيم عادل إمام، بسبب عدم تنفيذ تعليمات خان.

وكان يري الشخصية بشعر كنيش وشنب وصاحبة وجه ناشف، لكن أحمد زكي قرر أن يحلق رأسه قبل الذهاب إلى أول يوم تصوير مما أدي إلى اشتعال النيران بين الطرفين وقيام مشاجرة بينهما، لعدم تنفيذ أحمد زكي تعليمات خان، وقرر أن يستبدله وبالفعل تم تصوير الفيلم، لكن لم يحقق إيرادات كما كان متوقع مما أزعج عادل إمام، وقرر أنه لن يعمل مرة أخرى مع خان.

وفي الوقت نفسه، تصدر فيلم أحمد زكي «النمر الأسود»، لشباك التذاكر في نفس موعد عرض فيلم الحريف، والخلاف الثاني بين زكي وخان أثناء تصوير فيلم أيام السادات عام 2001، لأن أحمد زكي كان متحمسًا لهذه الشخصية ويحلم بها منذ فترة طويلة حتى قرر أنه سينتج العمل بنفسه، مما جعله يتحدث دائمًا عن المصاريف وكان عصبي الطباع حتى وصلت الأمور لإيقاف التصوير، وسافر المخرج أسبوعين خارج مصر لحين تهدأ الأمور، وعندما عاد استكملا التصوير.

محمد خان محمد خان

حكايات محمد خان مع النجوم

ومن حكايات محمد خان مع النجوم منهم الفنانة سعاد حسني حيث دخلا في خلاف أثناء تصوير فيلم موعد على العشاء عام 1981، حيث كان يريد تصوير مشهد رومانسي بطريقة مختلفة عن المكتوبة في السيناريو، لكن سعاد طلبت أن يصور المشهد بالطريقتين، ويتم اختيار الأنسب.

وقال المخرج في تصريحات تلفزيونية سابقة له: «أنا طبعًا كان دمي حامي وعملت الطريقة اللي أنا عايزها الأول، وروحت قعدت في أوضتي لحد ما يجهزوا إضاءة الطريقة التانية، وبعد شوية لقيت خبط على الباب ودخلت عليّا فقلت لها: يا مدام سعاد أنا مش عيل صغير وهعمل المشهد بطريقة واحدة بس وعيب تكسفيني قدام الناس».

وتابع: «هي تفهمت ده وخدتني من إيدي وطلعت بره وقامت مطفية النور ومعملناش بالفعل الطريقة المكتوبة ووقفت معايا، ومن لحظتها علاقتنا بقت ممتازة حتى آخر أيامها».

محطات في حياة محمد خان

  • محمد خان من مواليد 26 أكتوبر 1942 بالقاهرة.
  • ينتمي لأب باكستاني وأم مصرية من أصل إيطالي.
  • نشأ في حي السكاكيني، وتربى وتعلم فيه وكان يجاور منزله سينما مزدوجة، وكانت تطل شرفة منزله عليها، ولأنه لم يكن يرى شاشة السينما أغلب الوقت، كان يشاهد الأفلام في اليوم الأول ويتابع شريط الصوت بقية الأيام.
  • سافر في عام 1956 إلى بريطانيا لدراسة الهندسة المعمارية، وفي رحلته التقى بالصدفة بشاب سويسري يدرس السينما هناك وذهب خان معه إلى مدرسة الفنون.
  • وهنا بدأت رحلة خان في عالم الإخراج السينمائي، حيث استهوته السينما فترك الهندسة، والتحق بمعهد السينما في لندن، ولم تكفيه المعرفة التقنية للسينما بالمعهد، حيث تعرف في الستينيات على السينما العالمية.
  • عاد من إنجلترا بعد إنهاء دراسته بمعهد السينما في لندن عام 1963، ليعمل بقسم القراءة والسيناريو في شركة إنتاج الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي تحت إدارة المخرج صلاح أبو سيف.
  • سافر بعد ذلك إلى لبنان في عام 1964، وعمل هناك مساعدًا لعدة مخرجين كان من بينهم يوسف معلوف، ووديع فارس، وكوستا، وفاروق عجرمة، ليكتسب خبرة كبيرة في عالم الإخراج.
  • ثم سافر مرة أخرى إلى إنجلترا في عام 1966، و في يونيو 1967 أثرت النكسة في نفسيته، ونتيجة لذلك التأثر انشأ دار للنشر في لندن، وهناك أصدر كتابين، حيث كان الأول عن السينما المصرية، والثاني عن السينما التشيكية، ليعود بعد ذلك إلى مصر 1977 ليبدأ مشواره السينمائي.
  • أول أفلامه «ضربة شمس» جاءته الفكرة أثناء تواجده في لندن، وأعجب نور الشريف بالفيلم وقرر إنتاجه، حيث كتب خان قصته وأخرجه عام 1978، وقال خان في لقاء نادر له: «بدأت فكرة فيلم ضربة شمس في لندن، عندما كنت أمتلك محل بيع ملابس الجينز، وضعت على الأرض ورقة كرتون بحجم نصف سجادة، ورسمت فيها دوائر بالبرجل، وفي كل دائرة كنت أكتب النقاط الرئيسية في المشهد، وألون مشاهد الأكشن باللون الآحمر، ثم أنظُر إلى هذا الرسم التوضيحي من بعيد»

    وتابع: «وأقول هنا لا يوجد الكثير من الدوائر الحمراء، إذاً اُزيدها وأحضرت الورقة الكرتون معي من لندن، وأعطيتها إلى فايز غالي ليكتب السيناريو».

  • كان مهمومًا بمحاولة تطوير السينما، ومن وراء تلك الدوافع قرر أن يتعاون مع عدد من صُناع السينما من أبناء جيله، لتأسيس جماعة سينمائية، لتسعى هذه المجموعة إلى الأهداف نفسها وانطلقوا معًا من نفس النقطة، فكان تأسيس «جماعة أفلام الصحبة»، وهم محمد خان والمخرج عاطف الطيب، والمخرج خيري بشارة، والكاتب بشير الديك، والمصور السينمائي سعيد شيمي، المونتيرة نادية شكري، والمخرج والسيناريست داود عبد السيد.
  • كان مهمومًا أيضًا بفكرة محاكاة تفاصيل حياة البسطاء في المجتمع المصري، وشارك فى كتابة 12 قصة من مجمل 24 فيلما روائيا طويلا قام بإخراجها، بجانب 9 أفلام روائية قصيرة، و3 أعمال تليفزيونية.
  • شارك بالتمثيل فى عدد من الأفلام، وكان يتجول فى الشارع ليبحث عن أحلام البسطاء والمهمشين.
محمد خان محمد خان

محمد خان والجنسية المصرية

كان قد أصدر الرئيس السابق عدلى منصور قرارا جمهوريًا ليحقق به حلم المخرج محمد خان، حيث منحه الجنسية المصرية عام 2013، فعاش حياته كاملة مصريًا يعشق تراب الوطن، وترك لمصر جواهر من الفن السينيمائي.

ورحل المخرج محمد خان عن عالمنا يوم 26 يوليو عام 2016 بعد تعرضه لأزمة صحية مفاجئة، نقل بسببها إلى مستشفى المعادي بعد أن قدم للسينما المصرية العديد من الأفلام المميزة التي حاكى الواقع بها.

محمد خان محمد خان

محمد خان محمد خان

محمد خان محمد خان

محمد خان محمد خان