مدرب منتخب ناشئي اليد يكشف كواليس إنجاز المونديال
أكد عماد إبراهيم المدير الفني لمنتخب مصر لكرة اليد للناشئين تحت 17 عامًا أن مشوار المنتخب في بطولة العالم بالمغرب سيظل علامة فارقة في تاريخ الرياضة المصرية، مشيرًا إلى أن ما تحقق لم يكن صدفة، بل نتيجة عمل منظم ورؤية علمية واضحة ودعم غير محدود من الاتحاد ووزارة الشباب والرياضة.
وقال إبراهيم: “كنت على وشك دخول عالم الإخراج السينمائي، لكن القدر قادني إلى ملاعب اليد. كنت أبحث عن مشهد يُخلّد في الذاكرة، فوجدته في الرياضة. التحقت بالأهلي لاعبًا، ثم احترفت في الفريق الأول، وبعدها اكتشفت أن شغفي الحقيقي هو التدريب، فبدأت رحلة جديدة مع الفكر والانضباط والتنظيم”.
وأوضح أن بدايته التدريبية كانت من القاعدة في فرق الناشئين بالنادي الأهلي، ثم تولى تدريب فرق الطيران والجزيرة وهليوبوليس، قبل أن يعمل مساعدًا للكابتن محمد الألفي في المنتخب الأول. وأضاف: “درست في جامعة لايبزيج الألمانية، ثم في المجر ورومانيا، وتعلمت أن كرة اليد في أوروبا فكر وعلم قبل أن تكون قوة وعضلات”.
وعن مشوار البطولة قال: “منذ الفوز على إسبانيا كنت أعلم أننا نكتب تاريخًا جديدًا لكرة اليد المصرية. اللاعبون امتلكوا إيمانًا لا يتزعزع بأنهم قادرون على مقارعة الكبار. أدينا بطولة للتاريخ، خسرنا الذهب بشرف أمام ألمانيا بفارق هدف بعد أشواط إضافية، لكننا كسبنا احترام العالم”.
وتابع: “الفارق الوحيد كان الخبرة، فالفريق الألماني يضم محترفين في كبرى أندية أوروبا، بينما لاعبونا ما زالوا في مرحلة التكوين، ومع ذلك صمدوا حتى الثواني الأخيرة، وهذا وحده يوضح قيمة ما قدموه”.
وأشار إلى أن هذا الجيل يملك شخصية قوية وانضباطًا استثنائيًا ووعيًا تكتيكيًا عاليًا، مضيفًا: “أتعامل مع اللاعبين كأب قبل أن أكون مدربًا، وأؤمن أن الكلمة الطيبة أحيانًا أهم من التمرين نفسه. النظام والثواب والعقاب أساس الانضباط، والعقل قبل العضلة هي فلسفتي الدائمة”.
وأشاد المدير الفني بالدعم الكبير من اتحاد كرة اليد، مؤكدًا: “الاتحاد لم يقصر في شيء، وفّر لنا كل ما طلبناه وأكثر، حرفيًا (وفّروا لنا لبن العصفور). الكابتن خالد فتحي رئيس الاتحاد وعمرو فتحي عضو المجلس كانا معنا في كل التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، والدعم من الوزير الدكتور أشرف صبحي كان حاسمًا؛ اجتمع بنا قبل السفر، طالبنا بالعودة بميدالية، واستقبلنا في المطار بالورود بعد الإنجاز”.
وأضاف: “اتحاد اليد المصري نموذج فريد لأنه يجمع بين العلم والعمل، لديهم خطط واضحة وتنفيذ دقيق وتواصل دائم مع الدكتور حسن مصطفى، ودعم مستمر من وزارة الشباب والرياضة، ولذلك أصبح الاتحاد الأفضل إداريًا في مصر بلا منافس”.
وتحدث إبراهيم عن فلسفته التدريبية قائلًا: “أؤمن بأن اللاعب الذكي أهم من اللاعب القوي، لذلك نحلل كل مباراة بالفيديو ونراجع كل هجمة ونتعلم من أخطائنا قبل أن نحتفل بانتصاراتنا. كرة اليد لعبة تفاصيل، ومن يتقن التفاصيل يفوز”.
وكشف أن هدفه في المرحلة المقبلة هو العودة بالذهب: “الوصافة ليست النهاية بل البداية. سنطور الجوانب الدفاعية والبدنية ونرفع التركيز في اللحظات الحاسمة. لدينا خمسة لاعبين قادرين على الاحتراف في أكبر الدوريات الأوروبية”.
وأضاف: “تدريب الناشئين يمنحني متعة خاصة لأنني أشارك في صناعة رجال لا مجرد لاعبين، لكني لا أضع حدودًا لطموحي، وسأكون جاهزًا لأي تحدٍ يخدم كرة اليد المصرية”.
واختتم عماد إبراهيم حديثه قائلًا: “لحظة رفع العلم المصري بعد النهائي في المغرب كانت كأنني أعيش مشهدًا سينمائيًا حقيقيًا، الدموع في عيون اللاعبين كانت أغلى من أي ميدالية. أقول للجماهير: أنتم شركاء في الإنجاز، دعمكم كان سلاحنا الحقيقي، وأعدكم أن منتخب 2008 سيعود أقوى، وسنكتب فصلًا جديدًا من فصول المجد المصري.. هذه ليست النهاية، بل البداية”
تابعوا قناة صدى البلد على تطبيق نبض