مرصد الأزهر: مستوطنو إسرائيل لا ينطبق عليهم وصف «المدنيين»

أصدر مرصد الأزهر بيانا ندد فيه بالجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني، جراء القصف المستمر على قطاع غزة. وفند مرصد الأزهر خلال بيانه عددا من النقاط الخاصة بالأحداث الجارية في غزة:

يعاني الشعب الفلسطينـ.ـي منذ ما يقرب من قرن من الزَّمان إرهــابًا مُمنهجًا واضطهــادًا وتهجيــرًا وقهــرًا وإبادة وحشيَّة على يدِ مُحتـ.ـل غاصب، يضرب بالقوانين الدولية والحقوق الإنسانية عرض الحائط، ويحظى بدعم عالميّ استقوائيّ فاشـ.ـيّ ازدواجيّ المعايير.

لا زال شعـ.ـب فلسطيــن بصموده وإبائه وتشبثه بأرضه -رغم مخاطر القصــف الصهيــوني الغاشم- يضرب أروع الأمثلة في البطولة، ويضع العالم الصامت المُتخاذل أو الداعي الداعم لهذه الجرائم في مأزق إنساني وأخلاقي كبير، ويزيح عن وجهه الكريه وشاحَ الإنسانية المزعوم المكذوب.

مستوطنـو الأرض المُحتلــة من الصهاينــة لا ينطبق عليهم وصف «المدنييــن»، بل هم محتلــون للأرض، مغتصبون للحق، مُتنَكِّبُون لطريق الأنبياء، معتدون على مقدسـ.ـات مدينة القـ.ـدس التّاريخية بما فيها من تراث إسلاميّ ومسيحيّ.

ما ينفذه الكيان الصهيـوني الآن من مجـ.ـازر وحشيّـ.ـة في حقّ الشعـ.ـب الفلسطينـ.ـي جريمة حـرب مكتملة الأركان، سيحاسَب عليها عاجلًا أو آجلًا، وسيكتب التاريخ أسماء من ارتكبوا هذه الجرائم وحرضوا عليها ودعموها بمزيد من الخِزي والعار.

ما ينفذه الاحتـ.ـلال في غـزة من استهداف المشافي وفرق الإنقاذ والنازحين، ومنع وصول المرافق والمساعدات الإغاثية إليها -تحت سمع وبصر العالم- جرائـم إنسانية تفضح بشاعة هذا الإرهـ.ـاب الصهيونـي الخسيس، وبشاعة وأطماع من يدعمه ويؤيده من دول العالم.

ترويج الآلة الإعلامية الأمريكيــة والغربيــة أكاذيب الاحتــلال يُعدَّ شرعنة لمذابحــه الدمويــة ضد أطفال الشعــب الفلسطينــي، وتحريضًا على جرائم الكراهيــة ضد الفلسطينيــن والمسلمين في العالم.

يتناسى العالم عمدًا أن الكيـ.ـان الصهيونــي المُحتَل جمرة خبيثة في قلب الأمة الإسلامية والعربية، والقوى المحتلـ.ـة بحسب المواثيق والقوانين الدولية- لا حق لها في أرض ولا مقدرات ولا مقدســات، وردُّ عدوانها مقاومــةٌ مفروضةٌ ضد الظلم والقهر والطُّغيان.

عمليـ.ـات المقاومــة الحالية حلقةٌ جديدة من سلسلة نضـ.ـال شعـ.ـب فلسطيـ.ـن ضد إرهـ.ـاب الكيــان الصهيــوني المحتــل الغاصب، وجزءٌ صغير من رد عدوانه التاريخي البشع على المقدسـات والأرض والشعب الفلسطيني، بلغة القوة التي لا يفهم الصهاينــة غيرها.

على الداخـ.ـل الفلسطينــي أن يحتشد صفًّا واحدًا في وجه هذا الاحتلال البغيض، وأن يستمسك بقضيته العادلة دون أن تُرهِّبَه آليات الاحتلال أو سياساته الهشَّة الدَّنيَّة، والتي سيئول مصيرها حتمًا إلى زوال.

لن تستطيع الأنظمة الأمريكيـة والغربيـة خداع الشعوب الإسلامية والعربية بعد أن سقط قناع إنسانيتها الكاذب وتسامحها المزعوم، وبعد أن فُضِحت حقيقة كراهيتها لهم، ورغبتها في إفشالهم وتفريقهم من خلال مواقفها الأخيرة ضد القضيـ.ـة الفلسطينيـة العادلة.

تبين من خلال أحداث فلسطيـن الجارية حجم الزّيف والتّزوير والتضليل والقمع الإلكتروني الذي تمارسه مواقع التواصل الاجتماعي ضد مستخدميها المُستنكرين لاعتداءات دولة الاحتلال على شعب فلسطيـن المكلوم، بما يهيل التراب على مزاعمها الكاذبة حول مهنيتها واستقلاليتها وكفالتها لحق الشعوب في حرية التَّعبير.

على الشعوب العربية والإسلامية ألا يتركوا إخوتهم من أبناء الشعـب الفلسطيني وحدهم، وأن يدعموهم وينصروهم بما استطاعوا، كلٌ على حسب استطاعته وموقعه وتأثيرة.

إلى فلسطين الأبية وقُدسنا المبارك، {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 104]

مع العسر يأتي من الله اليسر، وكيان الاحتـ.ـلال إلى زوال، وعُمر الشهـ.ـداء أطول من أعمار قاتليـ.ـهم، ووعد الله حق، ونصره آتٍ،{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ۝ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ۝ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}. [الصافات: 171: 173]

وَصَلَّىٰ اللَّه وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، وَعَلَىٰ آلِهِ وصَحبِهِ والتَّابِعِينَ، والحَمْدُ للَّه ربِّ العَالَمِينَ.