مركز حقوقي يكشف انتهاكات صارخة بحق المعتقلين في تركيا.. وإحصائيات رسمية ترصد أرقامًا صادمة

كشف مركز ستوكهولم للحريات عن معاناة الأشخاص المعتلقين في تركيا وما يواجهونه من انتهاكات صارخة خلف القبضان، مشيرًا إلى إحصائيات رسمية صادمة تكشف أن نحو ربع مليون شخص يقبعون في السجون التركية .

ونقل المركز عن إحصائيات أصدرتها وزارة العدل التركية، أن 260,144 شخصا مسجونون في مختلف أنحاء البلاد، مشيرا إلى أن السجون التركية البالغ عددها 385 تشهد اكتظاظا كبيرًا، وهناك «حمولة زائدة» تقدر بعشرات الآلاف من النزلاء، مما يؤدي إلى تقلص المساحة المخصصة لكل سجين، مما يعد انتهاكا لحقوق السجناء التي يكفلها القانون.

ويُذكر أنه أدين، خلال الفترة الماضية، ما مجموعه 44,930 شخصا بعقوبات بالسجن بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، من بينهم 31,442 سجينا سياسيا متهمين بالانتماء إلى حركة غولن، حيث تتهم أنقرة الحركة، التي يقودها رجل الدين فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة، بتدبير محاولة انقلاب عسكري ضد الرئيس رجب طيب أردوغان عام 2016، وهو ما ينفيه غولن.

ورصد مركز ستوكهولم للحريات بعض التجاوزات غير القانونية التي يعاني منها مساجين في تركيا، من بينها منعهم من إجراء أي نوع من الاتصال مع أسرهم أو أصدقائهم أو محاميهم.

وقال: «لمدة 565 يوميا، منعت السلطات التركية الأعضاء المشتبه في انتمائهم إلى حركة غولن، من إجراء الاتصالات بمختلف أشكالها، بما فيها الرسائل البريدية"، مضيفا أنه "تم تسجيل هذه المعطيات في سجن سيليفري بمدينة إسطنبول».

وأشار المركز إلى وثائق تفيد بأن «كبير المدعين العامين في إسطنبول أمر إدارة السجن يوم 12 أغسطس 2016 بحظر قنوات الاتصال، بما فيها رسائل البريد والفاكس بين أعضاء حركة غولن وأفراد أسرهم وأصدقائهم ومحاميهم».

وفي نوفمبر 2016، لم يعد كذلك بإمكان أعضاء حركة غولن استقبال أفراد عائلاتهم إلا مرة واحدة خلال شهرين، عكس ما كان معمولا به سابقا (مرة واحدة في الشهر)، وقدم عدد من السجناء شكاوى يرفضون فيها هذا الإجراء، الذي وصفوه بـ"غير القانوني"، والصادر دون "أي مبرر".

وكانت تقارير سابقة قد تحدثت عما يعانيه بعض السجناء في تركيا، حيث يتعرضون للتعذيب ويتم وضعهم في غرف مظلمة لأشهر متواصلة، وضربهم وصعقهم بالكهرباء، كما سبق لناشطين حقوقيين ومنظمات مدنية أن حذروا من الأوضاع الصحية المتدهورة للسجناء في بعض السجون التركية، خصوصا خلال العامين الماضيين.