مسؤول عراقي: منسوب نهر دجلة في انخفاض مقلق.. وخطط لتحويل ضفافه إلى متنفس سياحي

كشف المهندس غزوان السهلاني، معاون مدير عام الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل في العراق، عن تراجع ملحوظ في منسوب نهر دجلة خلال العام الحالي، مشيرًا إلى أن النقص الكبير في الإيرادات المائية يشكل تهديدًا واضحًا لمستقبل النهر كمصدر رئيسي للحياة في البلاد.
وأكد السهلاني خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، في برنامج 'نظرة' المذاع على قناة صدى البلد، أن نهر دجلة يُعد شريان الحياة للعراق، لافتًا إلى مكانته التاريخية والحضارية، حيث ينبع من جنوب شرق تركيا ويمتد بطول 1900 كيلومتر، منها 1400 كيلومتر داخل الأراضي العراقية، كما يغذيه عدد من الروافد المهمة أبرزها الزاب الأعلى والزاب الأسفل ونهر العظيم ونهر ديالى.
وأوضح السهلاني أن دجلة يلتقي بنهر الفرات في منطقة قرمة علي بمحافظة البصرة ليشكلا معًا شط العرب الذي يصب في الخليج العربي، مضيفًا أن هذا النهر كان ولا يزال محط استقرار الحضارات القديمة مثل السومرية والبابلية والآشورية.
وأشار المسؤول العراقي إلى أن البلاد تعاني حاليًا من نقص كبير في واردات نهر دجلة، مشيرًا إلى انخفاض منسوب المياه مقارنة بالسنوات السابقة، بسبب قلة الخزين المائي والإطلاقات من سد الموصل، ما اضطر السلطات إلى ضخ كميات من بحيرة الثرثار لتعويض العجز، لتأمين مياه الشرب والزراعة فقط، وكذلك تغذية الأهوار.
وفيما يخص مستقبل نهر دجلة، أكد السهلاني وجود خطط حكومية لتطوير ضفاف النهر عبر مشاريع لتعبيد الأكتاف وإنشاء كورنيشات ترفيهية، مشيرًا إلى أن المشروع في بغداد يشمل إعادة تأهيل كورنيش أبو نواس بطول يزيد عن 3 كيلومترات، إضافة إلى أعمال تكسية حجرية تمتد 34 كيلومترًا، بهدف توفير متنفس للعائلات ومنع انهيارات التربة.
كما أوضح السهلاني أن الحكومة العراقية تشجع الاستثمار في المناطق المطلة على الأنهار، وفق قانون استغلال الشواطئ الذي يتيح إنشاء مشاريع بمشيدات غير ثابتة لا تعيق جريان المياه ولا تضر البيئة، خاصة خلال مواسم الفيضان.
وفي ختام حديثه، أعرب السهلاني عن قلقه من الوضع المائي الراهن، معتبرًا أن منسوب نهر دجلة الحالي 'محزن ومثير للقلق'، رغم وجود تفاهمات وتبادل زيارات بين الحكومة العراقية ونظيرتها التركية لبحث سبل تنظيم الحصص المائية، إلا أن التنفيذ الفعلي لتلك التفاهمات ما زال بانتظار خطوات عملية على الأرض.