مصر والصين توقعان خطة عمل لمدة 3 سنوات في مجال الأنشطة الزراعية

التقى السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، مع تانج رينجيان، وزير الزراعة والشئون الريفية الصيني، في أول زيارة رسمية لوزير زراعة صيني منذ فترة على رأس وفد رفيع المستوى، وذلك لبحث وتعزيز أطر التعاون الزراعي بين الجانبين وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

في بداية اللقاء، رحب القصير بنظيره الصيني ثم استعرض النهضة التي شهدتها الزراعة المصرية خلال التسع سنوات الماضية والتي مكنت مصر من تحقيق تقدم ملحوظ في منظومة الأمن الغذائي وتم عرض فيلم تسجيلي مختصر نال إعجاب الوزير الصيني حول تلك الإنجازات، مؤكدا على قوة ومتانة العلاقات المصرية الصينية القائمة على الاحترام المتبادل والتي يرجع تاريخها الي فترة الخمسينات.

وقال وزير الزراعة، إن هناك تطابق في الرؤي السياسية حول القضايا الدولية بين الزعيمين الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وشي جين بينج الرئيس الصيني، مضيفا أنه في إطار اهتمام القيادة السياسية والحكومة المصرية بدعم تطوير اليات التعاون مع الجانب الصيني، فقد تم إنشاء وحدة الصين برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وعضوية الوزراء المعنيين والهيئات وممثلي الجهات ذات الصلة.

ولفت القصير إلى دور الجانب الصيني في دعم منظومة الأمن الغذائي العالمي وخاصة بدول القارة الأفريقية والمنطقة العربية في إطار ما يشهده العالم من تحديات والتي من بينها الأزمة الروسية الأوكرانية والذي آثرت على منظومة الأمن الغذائي وارتفاع أسعار السلع ومشكلة التغيرات المناخية التي أثرت على إنتاجيات المحاصيل الزراعية.

كما أشار إلى التنسيق المستمر بين فريق عمل الوزارة والسفارة الصينية بالقاهرة لزيادة التبادل التجاري الزراعي وفتح السوق الصيني أمام المنتجات الزراعية المصرية حيث من المتوقع أن يتم توقيع مذكرة تفاهم تتضمن موافقة الجانب الصيني على دخول المانجو المصري للسوق الصيني في سبتمبر المقبل 2023.

كمًا نقل تحيات رئيس مجلس الوزراء للوزير الصيني، وثمن دور الصين في استمرار الدعم لضم مصر إلى مجموعة البريكس والتي تعتبر من أكبر التجمعات الاقتصادية الدولية.

كمًا أشاد القصير باهتمام الجانب الصيني بدعم قطاع الزراعة في مصر وتقديم المنح الدراسية والتدريبية وموافقة الجانب الصيني على إنشاء مركز تدريبي لمكافحة التصحر والاستعداد لصياغة مذكرة تفاهم لإنشاء مركزًا متميزًا لزراعة الأرز الهجين داخل مركز البحوث الزراعية للمساهمة في استنباط أصناف من الأرز الهجين المتحمل للجفاف والملوحة لمجابهة مشكلة التغيرات المناخية والشح المائي.

وأكد أن مصر قد اتخذت عددا من الإجراءات الاستباقية للتغلب على المشاكل والتحديات  العالمية والتي من بينها مشروعات التوسع الافقي واستصلاح الأراضي  ومشروعات التوسع الرأسي لزيادة الإنتاجية وتقليل الفجوة الغذائية في عدد من المحاصيل الاستراتيجية واهتمام القيادة السياسية في مصر بإقامة المشروعات التنموية العملاقة مثل مشروعات إعادة تحلية المياه ومشروع تبطين الترع ومشروعات الاستزراع السمكي والإنتاج الحيواني والداجني لتعزيز القدرة الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي وزيادة فرص الاستثمار في القطاع الزراعي وتبني التكنولوجيا الحديثة في الزراعة، وكذلك استنباط أصناف من التقاوي والبذور موفرة للمياه، مضيفا أن مصر تواجه مشكلة الفقر المائي لذا فالدولة المصرية أقامت عدد من المشروعات الهامة في هذا المجال من خلال إعادة استخدام المياه وانشاء محطات عملاقة لمعالجة وتحلية المياه كلفتها المليارات من الجنيهات لتحقيق الأمن الغذائي

كمًا أشار القصير إلى قيام الحكومة المصرية بتقديم الدعم للجانب الصيني وذلك من خلال إعادة اختيار الدكتور شو دينيو المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة الفاو لفترة ثانيةً تقديرًا لجهوده الحثيثة في دعم منظومة الآمن الغذائي العالمي خاصة في دول العالم النامي.

واستعرض وزير الزراعة، أيضا جهود الدولة لتهيئة مناخ الاستثمار، داعيا الجانب الصيني إلى الاستثمار الزراعي في مصر بما يناسب إمكانيات البلدين الكبيرين ويرتقى إلى العلاقات الاستراتيجية بينهما خاصة وأن السوق المصرية تستوعب الكثير بالإضافة إلى أن مصر بوابة الأسواق الأفريقية.

ومن جانبه، قدم الوزير الصيني الشكر لوزير الزراعة على الدعوة الكريمة وحسن الاستقبال وأعرب عن سعادته وامتنانه بوجوده في مصر لأول مرةً في زيارة رسمية لمصر وأول زيارة على المستوى الشخصي، لافتا إلى تاريخ وحضارة مصر المحفورة في قلوب الصينين.

كمًا أعرب عن سعادته بوجوده بالعاصمة الإدارية الجديدة لبحث وتعزيز التعاون الثنائي في المجال الزراعي وشكره وامتنانه للحكومة المصرية ونقل تحياته الى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي على ترحيبه بتوقيع خطة العمل.

وأكد أن العلاقات المصرية الصينية تشهد تطورًا كبيرًا خاصة بعد اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي بصديقه الرئيس شي جين بينج على هامش فعاليات المنتدى العربي- الصيني في ديسمبر من العام الماضي بالمملكة العربية السعودية، لافتا إلى أهمية تعزيز علاقات الصين الشعبية بجمهورية مصر العربية لأهمية مصر من الناحية التاريخية وموقعها الاستراتيجي والذي يؤهلها لأن تكون مركزًا للتحرك داخل القارة الأفريقية.

كما أكد رينجيان، على تقديم كل الدعم لجمهورية مصر العربية في إطار خطة العمل ذات الثلاث أعوام والتي تم الاتفاق عليها بين الجانبين والتي تتضمن تعزيز الحوار وتبادل الخبرات في قضايا المناخ وإنتاج الأصناف النباتية المتحملة للملوحة والجفاف وتبني التقنيات الحديثة المرشدة للمياه والزراعة العضوية والحيوية والابتكار الزراعي ومكافحة الآفات والامراض النباتية باستخدام المبيدات الحيوية الصديقة للبيئة والتحول الرقمي والاستزراع السمكي وصحة التربة وإدارتها بالإضافة الى تبادل الخبرات بشأن تبني زراعة الأرز الهجين والذرة وفول الصويا والتعاون في مجال الإنتاج الحيواني والميكنة الزراعية والتدريب وبناء القدرات وانشاء لجنة فنية زراعية مشتركة..

وفي ختام المباحثات أكد الوزيران على أهمية التنسيق والتعاون المستمر في مجالات دعم وتعزيز التعاون الزراعي المصري الصيني من خلال تقديم كافة الخبرات الصينية والميكنة الزراعية التي تتناسب مع الظروف المصرية والعمل على دعم منظومة الأمن الغذائي والاستمرار في التعاون لاستنباط أصناف متحملة للجفاف والملوحة موفرة للمياه خاصة في المحاصيل الاستراتيجية للتغلب علي مشكلة الفقر المائي والملوحة وأيضا الميكنة الزراعية ودعم صغار المزارعين

كذلك التدريب وبناء القدرات وتقديم المنح للعاملين في المراكز البحثية الزراعية المصرية للحصول علي درجتي الماجستير والدكتوراه فضلًا عن تنفيذ دورات التدريبية قصيرة الأجل، وأيضا التعاون في مجال البحوث الزراعية مع معهد العلوم الزراعية والاستراتيجية ومعهد العلوم للأحياء المائية مع تشكيل لجنة فنية مشتركة بين الجانبين لمتابعة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه على أن تكون العلاقات الزراعية الخارجية هي جهةٍ التنسيق والتواصل مع الجانب الصيني.

وفي نهاية اللقاء تم التوقيع على خطة العمل ذات الثلاث أعوام في الفترة من ٢٠٢٣-٢٠٢٥ للتعاون في مجال الأنشطة الزراعية المختلفة. حضر الاجتماع بعض قيادات وزارتي الزراعة في مصر والصين والسفير الصيني بالقاهرة.