معنى "لبيك اللهم لبيك" وتفسيرها في يوم عرفة

شهدت محركات البحث تزايدًا في التساؤلات خلال الساعات الماضية، بالتزامن مع يوم وقفة عرفات، حول معنى العبارة الشهيرة التي يرددها حجاج بيت الله الحرام: 'لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك'.
أصل ومعنى التلبية
جاء في الروايات أن نبي الله إبراهيم عليه السلام أذَّن بالحج، فأجاب الناس بنداء الحج مرة، وبعضهم زاد في الردود، وكان أول من لبى هم الملائكة، الذين كانوا أول من تواجد بالبيت الحرام.في السنة النبوية، ثبت أن المسلم حين يردد هذه التلبية خلال مناسك الحج أو العمرة، فإن كل المخلوقات – من يمينه وشماله – تلبّي معه، بما في ذلك الشجر والحجر والطين اليابس. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
'ما من مسلم يُلبي إلا لبى من عن يمينه وشماله؛ مِن حجر، أو شجر، أو مدر (الطين اليابس)، حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا.' (رواه الترمذي)نص التلبية
التلبية التي يرددها الحجاج هي:'لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.'
وهي تعبير عن استجابة المسلم لنداء ربه، وإقامته لعبادة الله وحده.متى يُقطع الحاج التلبية؟
يقطع الحاج أو المعتمر التلبية عندما يبدأ في أداء الطواف حول الكعبة، أما الحاج القارن أو المفرد أو المتمتع فيقطعها عند بداية رمي جمرة العقبة.شرح دار الإفتاء
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن التلبية هي نوع من الذكر المحبب، تعبر عن الإجابة والتلبية لأمر الله. وأشارت إلى حديث صحيح يبيّن أن الله تعالى يقول يوم القيامة لآدم: 'يا آدم' فيجيب آدم: 'لبيك'، مشيرًا إلى أن التلبية ليست مجرد كلمات، بل هي استجابة روحية عميقة.وتُعد التلبية 'لبيك اللهم لبيك' من أعظم الشعائر التعبدية التي تجسد طاعة المسلم واستجابته لله في مناسك الحج والعمرة، وهي تذكير دائم بوحدانية الله وبالعبادة الخالصة له وحده، ويتحول بها الحاج إلى جزء من الكون كله يتناغم في ذكر الله وتوحيده.