ممدوح الششتاوي: المتحف المصري الكبير خطوة لوضع مصر ضمن أفضل الوجهات السياحية في العالم

قال ممدوح الششتاوي، مساعد رئيس اللجنة الأولمبية المصرية، إن العالم يتقرب بشغف افتتاح المتحف المصري الكبير في حفل أسطوري يقام غدا السبت لذلك الصرح الحضاري الفريد الذي استغرق العمل على إنشائه وتجهيزه ما يزيد على تسعة عشر عامًا، ليُعد اليوم أكبر متحف في العالم من حيث المساحة وعدد المقتنيات الأثرية التي تعود إلى آلاف السنين.

وأضاف أن الافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير بحضور نخبة من أبرز الشخصيات العالمية من ملوك ورؤساء وأمراء ورؤساء حكومات ورجال أعمال وفنانين دوليين، يعكس المكانة التاريخية والحضارية لمصر، ويؤكد الدور الثقافي والإنساني الذي يلعبه هذا المتحف باعتباره منارة جديدة للحضارة المصرية القديمة، ورسالة خالدة للعالم تبرز ما وصلت إليه من تقدم وعبقرية ما زالت تبهر البشرية حتى اليوم.

وتابع الششتاوي أن افتتاح المتحف المصري الكبير لا يُعد مجرد تدشين لمبنى أثري ضخم، بل هو حدث عالمي بكل المقاييس، وفرصة تاريخية لنهضة سياحية جديدة يجب على مصر أن تستغلها بأفضل صورة ممكنة، موضحا أن السياحة ليست مجرد نشاط اقتصادي، بل هي قوة ناعمة تعكس وجه الدولة وحضارتها، وتُسهم بفاعلية في دعم الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص العمل، وتحسين صورة مصر في الخارج.

وكشف ممدوح الششتاوي أن هذا الحدث يجب أن يكون منطلقًا لتطوير شامل لمنظومة السياحة المصرية، بما يضمن جذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، وتقديم تجربة سياحية متكاملة تليق بتاريخ مصر العريق وحاضرها الواعد.

وأكد ممدوح الششتاوي أن هناك عدة خطوات ضرورية للنهوض بالسياحة والتي يأتي من أبرزها تطوير المطارات المصرية لتصبح واجهة حضارية تليق بمكانة مصر الإقليمية والعالمية، تسريع إجراءات الجوازات والدخول عبر تطبيق التقنيات الحديثة مثل بصمة العين والتعرّف على الوجه لتقليل وقت الانتظار، إلغاء كارت الوصول الورقي واستبداله بنظام إلكتروني متطور، أسوة بمعظم الدول المتقدمة.

وأضاف أن ضمن خطوات النهوض بالسياحة توسيع نطاق التأشيرة الإلكترونية لتسهيل دخول السائحين من مختلف الدول دون الحاجة للانتظار الطويل في المطارات، رفع كفاءة العاملين بالمطارات والمنافذ السياحية من خلال التدريب على اللغات الأجنبية وأخلاقيات التعامل الراقي مع السائح، مع تحديث جواز السفر المصري ليواكب التطور التكنولوجي العالمي ويُسهّل حركة السفر.

واستطرد ممدوح الششتاوي أن ضمن عوامل تنشيط السياحة إطلاق تأشيرات خاصة بالسياحة العلاجية لجذب الزائرين الباحثين عن الخدمات الطبية المتميزة بأسعار تنافسية، مع تطوير الأسواق الحرة والمناطق التجارية داخل المطارات بما يعكس صورة عصرية لمصر الحديثة، فضلا عن تحسين خدمات النقل واللوجستيات عبر سيارات أجرة سياحية منظمة، وتطبيقات ذكية لضمان الشفافية والأمان.

وواصل أ من ضمن خطوات النهوض بالسياحة تنظيم البازارات السياحية ووضع الأسعار على المنتجات بوضوح لمنع الاستغلال وتعزيز ثقة السائحين، مع إدراج مادة دراسية عن السياحة في المناهج التعليمية لتوعية الأجيال الجديدة بأهميتها الاقتصادية والثقافية، فضلا عن التركيز على التسويق الرقمي والإعلام الدولي للترويج لمصر كوجهة سياحية عالمية بأسلوب حديث وجاذب، مع تشجيع الاستثمار في البنية التحتية السياحية من خلال شراكات مع القطاع الخاص والمستثمرين الدوليين لإقامة فنادق ومناطق ترفيهية جديدة حول المتحف والمناطق الأثرية.

واختتم ممدوح الششتاوي، مساعد رئيس اللجنة الأولمبية المصرية تصريحاته مؤكدا أن المتحف المصري الكبير لا يُجسّد مجرد تجمع أثري ضخم، بل هو جسر حضاري يربط الماضي بالحاضر والمستقبل، ورسالة تؤكد أن مصر لا تزال كما كانت دائمًا مهبط الحضارة ومركز الإشعاع الثقافي والإنساني في العالم، وأن إذا تم استثمار هذا الحدث التاريخي بالشكل الأمثل، فإن مصر ستتمكن من استعادة مكانتها كإحدى أهم وأجمل الوجهات السياحية في العالم، بما تمتلكه من تاريخ فريد، ومقومات طبيعية وبشرية لا مثيل لها، تجعلها بحق متحفًا مفتوحًا للحضارة الإنسانية.