منازل تفحمت وأخرى اختفت.. مشاهد من كاليفورنيا بعد حرائق لوس أنجلوس
تستمر الحرائق في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية في التوسع منذ الثلاثاء الماضي، وسط توقعات باشتداد الرياح، ما يزيد من تعقيد الوضع ويصعب مهمة رجال الإطفاء. في الوقت ذاته، ظهرت صور مروعة تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية، توضح حجم الدمار الذي خلفته النيران.
ووثقت شركة 'ماكسار تكنولوجيز' صوراً قبل وبعد اشتعال الحرائق في عدة مناطق من لوس أنجلوس، التي تعتبر موطناً لبعض من أفخم المنازل في الولايات المتحدة، والتي تحولت إلى رماد في لحظات. كانت الصور التي تم التقاطها في 6 يناير الجاري، قبل اندلاع الحرائق، مقارنة بتلك التي تم تصويرها في 10 يناير، التي تُظهر بشكل واضح كارثة عميقة تؤثر على المنطقة.
هذه الكارثة من المتوقع أن تتسبب في خسائر مالية ضخمة تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، فضلاً عن سقوط 24 ضحية حتى الآن، مع توقعات بارتفاع العدد. كما نشرت شركة 'ماكسار' صورة أخرى لحي في ألتادينا أثناء حريق إيتون في 8 يناير، مقارنة بصور أخرى قبل نشوب الحريق في 6 يناير، مما يبرز الأضرار الواسعة التي خلفتها النيران.
إجراءات الحكومة لمواجهة الأزمة
في هذا السياق، طلب حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، إجراء 'مراجعة مستقلة وكاملة' لأجهزة توزيع المياه في المدينة، وذلك في إطار الاستعداد لمواجهة تبعات الكارثة المستمرة. وأعلن عن عزمه على إطلاق 'خطة مارشال' لإعادة بناء كاليفورنيا، مشيراً إلى أنه رغم استمرار معركة إخماد الحرائق، فإن المسؤولين وقادة الأعمال والمنظمات غير الحكومية يعملون بالفعل على وضع خطة للتعافي.فيما فرضت السلطات المحلية حظراً للتجول من الساعة السادسة مساءً حتى السادسة صباحاً في بعض المناطق الأكثر تضرراً، مثل باسيفيك باليسايدس وألتادينا، بسبب انتشار عمليات النهب في المناطق المنكوبة أو التي تم إخلاؤها من سكانها. وتوقع الخبراء أن تتسبب هذه الحرائق في أضرار مالية ضخمة، قد تكون من بين الأكثر تكلفة في تاريخ ولاية كاليفورنيا.
مخاوف من ارتفاع أسعار الإيجارات
وبجانب أزمة الحرائق، ظهرت مشكلة أخرى تمثلت في ارتفاع أسعار الإيجارات بشكل حاد، ما دفع السلطات إلى التدخل للحد من هذا الارتفاع، الذي أثر بشكل كبير على النازحين من المناطق المتضررة. وفي خطوة للتصدي لهذه الظاهرة، حذر المدعي العام للولاية من أن 'تضخيم الأسعار' يعاقب عليه بالسجن لمدة عام وغرامة مالية تصل إلى 10 آلاف دولار.
تأثير الرياح "سانتا آنا"
تزامن حدوث الحرائق مع الرياح القوية المعروفة باسم 'سانتا آنا'، التي عادة ما تهب في فصلي الخريف والشتاء في كاليفورنيا. لكن هذا العام، وصلت سرعة الرياح إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغت سرعتها أحياناً 160 كيلومتراً في الساعة، مما ساعد في نقل الجمر عبر مسافات كبيرة. هذه الرياح، إلى جانب الشتاء الجاف، شكلت تحدياً إضافياً للإطفائيين، حيث أن السنوات الماضية شهدت هطول أمطار غزيرة أدت إلى زيادة النمو النباتي الذي تحول إلى وقود سريع للاحتراق بسبب الجفاف الحالي.وفي السياق نفسه، أشار العلماء إلى أن التغير المناخي يزيد من تكرار الظواهر الجوية المتطرفة، مما يزيد من تعقيد الجهود المبذولة لمكافحة الحرائق في كاليفورنيا.